إيران.. صور المتناقضات ومثلث الإرهاب.. اعترافات من الداخل

"القرامطة الجدد" و"أحفاد أبرهة" وأوهام السيطرة والجرأة على قبلة المسلمين
إيران.. صور المتناقضات ومثلث الإرهاب.. اعترافات من الداخل

 عُرفت الروائية الإيرانية "آذر نفيسي" برواياتها الإنسانية مثل "أن تقرأ لوليتا في طهران" و"أشياء كنت ساكتة عنها". وهي في العملين اللذين لقيا شهرة كبيرة قدّمت للعالم صوراً مؤلمة عن الأحداث والأحلام المحبطة تلك التي تعايشها في ظل حكم النظام الإيراني.

ويرى النقاد أن "نفيسي" قدّمت صوراً من واقع مرير، منذ أن كانت إيران أوروبية المظهر، وصولاً للتزمت والعزلة وفق سيناريوهات سياسية مغرضة مع الثورة، مؤكدة أن (الحقيقة في السياسة الإيرانية لا وزن لها)، وأن الحكم المسبق والموجّه هو الذي يحرك عقلية النظام الإيراني الحالي.

لا مشكلة في التناقضات

ولأن الشيء بالشيء يُذكر، حيث لا ترى سياسة "الملالي" أي مجال للدين وتسيسه للوصول للهدف، حيث لا مشكلة لديهم في التناقض فيما يتعلق بالأخلاق والمبادئ في سبيل حلم تصدير الثورة الإيرانية النموذجية بحسب زعمهم.

فإيران حينما تشجّع وتدعم الحوثيين لضرب قبلة المسلمين بالصواريخ هي ذاتها التي قالت على لسان وزير دفاعها حسين دهقان إنها لن تتورّع عن اقتحام العراق إذا تعرضت المقدسات الشيعية لأي أذى. وها هي في تناقض لاحترام المقدسات توجّه صواريخها عبر حربها بالوكالة لتستهدف قبلة مليارات المسلمين في كل أنحاء العالم.

حكومة إيران مليئة بالتناقضات؛ فهي أيضاً التي لم تتردد في إصدار الأوامر في تفجير مراقد أئمة الشيعة في "مشهد" الإيرانية و"سامراء" في العراق لمبررات تجاوزت الدين والأخلاق وكل المبادئ، لذا من السهل عليها توجيه الأمر باستهداف قبلة المسلمين.

مسار الصاروخ

إيران التي لم تُدِنْ حتى الفعلة الشنيعة خرج المتحدث باسم خارجيتها ليقدم عذراً أقبح من ذنب، كاشفاً عن جهله أن أنظمة الباتريوت كشفت مسار الصواريخ بدقة، وأنه كان موجهاً نحو البيت الحرام!

تقول رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي إن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون مستهدفين به البلد الحرام أطلق بأمر المرشد الأعلى في إيران. وقد يقال إن هذا رأي المعارضة، لكنه عندما يُقرن بردّ فعل إيران وعدم إدانتها، بل العكس فهو يمكن أن يصبح استنتاجاً مطابق للحقيقة.

العمى الإيراني المسعور نحو أوهامه بتدويل الحج والإساءة لسمعة المملكة، ممكن أن يصل إلى أبعد من ذلك. بل إنه لجأ للمرتزقة وانحطّ لتجنيد النساء والأطفال وغيرهم في كل البقاع التي وجد فيها العقول الفارغة لتقبل ترهاته.

إدانة عالمية

الإدانة العالمية لشناعة الحدث هي أمر طبيعي للإنسانية العاقلة. خصوصاً أن في تاريخ الملالي إشارات واضحة لأهدافهم، ومن ذلك ما نشرته صحيفة "كيهان" عن مرشد الثورة عام 1987م حيث هدد المملكة مباشرة، وأنه "سينتقم في الوقت المناسب"، وكذلك تصريح آخر له في إذاعة طهران في يوليو 1988م بأنه "سنحرر الكعبة من الآثمين، وسنحتل المسجد الحرام". وكذلك تصريح "رافسنجاني" لصحيفة "اطلاعات" بالرغبة في احتلال الحرمين، وأنه "متى ما تقبّل مسلمو العالم، فإيران ستحارب لتحرير مكة"!

القرامطة الجدد وأحفاد أبرهة

من الأوصاف الأخيرة التي حازتها حكومة الملالي بامتياز "القرامطة الجدد" و"أحفاد أبرهة الأشرم"، وهي مستحقة نظير أفعالهم الأخيرة في محاولة استهداف بيت الله الحرام. فالأمر ليس دعماً للشيعة والانتصار للدين، بل هو تسييس واضح وقفز على كل المبادئ والأعراف الإنسانية.

أيضاً إيران لديها مواسم تنتظرها بشغف شديد لنشر الفوضى والقلاقل، غير عابئة بحرمة هذه المواسم، مثل ما تفعله في كل موسم للحج. بدءاً من 1088هـ وربما قبلها مروراً بـ 1979م و1987م و1989م و2009م وصولاً للسنوات الأخيرة. بل لم تتورّع عن محاولة تهريب عبوات ناسفة مع بعض الحجاج لنسف المشاعر المقدسة. وكذلك استمرار رفع الشعارات السياسية في الحج مثلما حدث عام 1987م، وانفجارات 1989م وحادثة نفق المعيصم الشهيرة 1990م، وصولاً لحادثة تدافع منى 2015م.

النظريات الإيرانية عجيبة الوهم والجنون. فهناك نظرية "الفاتيكان الإسلامي" و"نظرية أم القرى"، وتهدفان في العقلية المريضة لمن وضعها لتتويج إيران 2025 كدولة كبيرة تضم مكة والمدينة وتدويل الحج، وإبراز عجز المملكة عن إدارة الحج. والوسيلة مكشوفة، وهي استفزاز المملكة وافتعال المشاكل في الحج حتى لو قتل فيها الحجاج الإيرانيون أنفسهم.

كيف تقتل إيران الشيعة؟

في خطتها المشؤومة لا تمانع إيران حتى في التعاون مع الشيطان. فعلاقتها بـ"داعش" و"القاعدة" وغيرها من أذرع الإرهاب لم تعد خافية. وهي على معرفة أن أفراد "داعش" يرتدون ملابس الحشد الشعبي، ويستخدمون سياراتهم بمباركة إيرانية لتنفيذ أجندات معروفة ومكشوفة؛ فإيران لم تتضرر يوماً من شرور "داعش"!

وفي مقال له يقارن الكاتب المصري طلعت رميح بين كيفية قتل إيران للشيعة مثلما تقتل "إسرائيل" اليهود. يقول: "إيران الصفوية تقتل الشيعة بطرق سرية لنقل مواقفهم إلى صفها، والعصابات والدولة الصهيونية قتلت اليهود بطرق سرية وألصقت الاتهام بغيرها لتنقل مواقف اليهود إلى صفها، ولتحقق أهداف هجرتهم إلى فلسطين المحتلة... إلخ!".

ويستشهد الكاتب بأن الذي جرى على يد الصهاينة ضد اليهود، هو ذاته الذي جرى من إيران الفارسية الصفوية ضد الشيعة العرب. لقد ارتكبت أجهزة المخابرات الإيرانية أعمال قتل قذرة ضد الشيعة، فيما لعبت أجهزة إعلامها لعبة نسبة تلك الأعمال الإرهابية للسُّنة والمقاومة وتيارات أخرى، وكل ذلك بهدف دفع الشيعة العرب للتحول إلى الارتباط بإيران والنظر إليها كمنقذ لهم، تحت ضغط أعمال القتل تلك".

العربي في المناهج الإيرانية

من جانبه يسوق الكاتب محمد العزاوي دليلاً على أن حكومة الملالي ليست بالمظهر الإسلامي الذي تظهر به فيقول: "من يزور البانوراما الإيرانية التي تمثل مراحل التاريخ الفارسي يلحظ بوضوح أنه عند الوصول لمرحلة الفتح الإسلامي تم إظهاره بظلّ أسود، حيث يشير إلى أنها مرحلة حطمت الإمبراطورية الفارسية".

وفيما يخصّ صورة "العربي" في المناهج الإيرانية. نقل عن الباحث الأردني الخبير في الشؤون الإيرانية د. نبيل العتوم قوله: "العربي في الكتب المدرسية هو إنسان غير حضاري، ليس له تاريخ وتراث يوازي إيران. ولا يحمل مقوماتها وتراثها المادي والروحي، يعيش في بيئة امتازت بفقر الطبيعة، فهي صحراء خالية من الجمال. والإنسان العربي كاذب مخادع، والجندي العربي جبان، مغفل، غير مؤمن، متآمر".

أخيراً، وبعد فوز فيلمه "تاكسي" بجائزة "الدب الذهبي" بمهرجان برلين السينمائي الدولي قال المخرج الإيراني "جعفر بناهي" -وبمرارة كبيرة عن وضع بلاده- لوكالة "إيلنا" الإيرانية: "قبل أن تعظ الآخرين، عليك تنظيف عتبة بيتك".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org