"إيران" وصهوة الشيطان!

فيما انشغل المسلمون الذين اجتمعوا من مشارق الأرض ومغاربها، وباختلاف ألوانهم ولغاتهم، في أشرف بقعة على وجه الأرض؛ لتتوحد ألسنتهم وهي تردد "لبيك اللهم لبيك"، انشغلت الدولة الفارسية (إيران) بامتطاء صهوة الشيطان، وبمساعيها التي تدعو لشق صفوف المسلمين، وتغيير ثوابتهم وقِبلتهم الأساسية في الحج، بعد محاولات يائسة لتسييس هذه الفريضة، وترويع الآمنين من الحجاج.

إيران اليوم تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنها تجاوزت تدخُّلها السافر في كثير من البلاد الإسلامية، ونشر مذهبها بطريقة الدسائس وتقويض الأمن فيها؛ لتصل إلى مرحلة أشد خطورة من خلال الفتوى التي أطلقها مرشدها "علي خامنئي"، التي تجيز الحج للمراقد الشيعية في كربلاء تحت تسمية "زيارة عرفة" كوجهة بديلة عن قِبلة المسلمين التي فرضها الله تعالى؛ وذلك بعد حرمانها حجاجها من أداء هذه الفريضة، في مؤشر ودلالة واضحة على أنها تستخدم شعار إسلاميتها فقط لخدمة فارسيتها، وترسيخ منهج ثورتها وتوجهاتها السياسية.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الشعب الإيراني من أجمل الشعوب في الفن والثقافة والموسيقى وغيرها، إلا أن هذه الدولة تحاربه هو في المقام الأول؛ لكي تحافظ على سيطرتها عليه مذهبيًّا، فضلاً عن محاربتها لكل ما هو سُني في إيران. وعلى النقيض، هي التي تطالب بحقوق الشيعة في كل مكان وتسحق السُّنة في بلدها، وتحرمهم من أبسط الحقوق بإقامة شعائرهم في مساجدهم، بالرغم من سماحها بوجود معابد يهودية، لا بل حتى في اختيار أسماء أبنائهم.

ختامًا: لا يخفى على أحد الدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، وحماية أهم ثغر من ثغور الإسلام، وما تقدمه في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام في كل عام، ووضعها جميع إمكانياتها المادية والبشرية تحت تصرف هذه الملايين من زوار بيت الله الحرام والمسجد النبوي، وهو أمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز، ويرسخ دورها الإسلامي القيادي منذ تأسيسها حتى يومنا هذا. ولعل أكبر وأبلغ شهادة ما نراه اليوم على أرض واقع الحج الذي يلجم كل الأفواه التي تحاول حجب أشعة الشمس. {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.

صالح المرواني

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org