أنهت لجنة تحقيق خاصة، شُكّلت من كبار ضباط الأمن العام الأردني، أعمالها إثر تعرُّض الكاتب الأردني ناهض حتر صباح أمس لجريمة قتل أمام قصر العدل في منطقة العبدلي بالعاصمة عمان؛ إذ تولت اللجنة التحقيق مع القاتل بعد إلقاء القبض عليه؛ وذلك للوقوف على ملابسات الحادثة كافة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
وقالت إدارة الإعلام الأمني في بيان، زودت "سبق" بنسخة منه، إن لجنة التحقيق منذ لحظة ارتكاب الجريمة باشرت أعمالها من الجانب الفني من حيث الكشف على مسرح الجريمة، والتقاط الأدلة وسلاح الجريمة، وإرسالها لإدارة المختبرات والأدلة الجنائية، وكذلك التوسع في التحقيق مع الفاعل الذي اعترف بارتكاب الجريمة، وأنه كان قد خطط لفعلته منذ فترة، بعد أن قام المغدور بإعادة نشر إحدى الصور على صفحته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 13/ 8/ 2016م، وقام بشراء سلاح الجريمة، وأنه عند علمه بموعد مراجعة المغدور قصر العدل أمس قرر تنفيذ جريمته، وأخذ سلاحه، وانتظره أمام قصر العدل، وعندها اقترب منه، وقام بمباغتته بطلقات عدة أصابته، ولاذ بالفرار إلى أن تمكن رجال الأمن العام الموجودون في المكان من القبض عليه. كما قال إنه خطط لفعلته ونفذها وحده دون الاتفاق مع أحد أو أي جهة ما، ولم يخبر أحدًا بما كان ينوي عمله، وأتم جريمته بشكل منفرد.
وتابعت إدارة الإعلام الأمني بأن لجنة التحقيق كذلك قامت بتفتيش منزل القاتل ومركبته وأجهزته الإلكترونية، ولم يُعثر على أي دليل يثبت كذلك وجود أي شركاء معه في الجريمة؛ فجرى بعد إنهاء التحقيقات كافة إحالة المتهم والأوراق التحقيقية أمس إلى المدعي العام لمحكمة الجنايات الكبرى لاستكمال التحقيقات، وجرى إيقافه 14 يومًا على ذمة التحقيق في مركز إصلاح وتأهيل ماركا عن تهمة القتل العمد، والقيام بأعمال إرهابية، وحمل السلاح الناري. وأُرسلت عن طريقهم التحقيقات كافة إلى النائب العام لمحكمة أمن الدولة.
يُذكر أن دائرة الإفتاء العام في المملكة الأردنية استنكرت أمس مقتل الكاتب الصحفي ناهض حتر، مؤكدة أن الدين الإسلامي بريء من هذه الجريمة البشعة، ودعت في بيان، نشرته وكالة "بترا" الرسمية، أبناء المجتمع الأردني جميعًا باختلاف أديانهم وأطيافهم إلى الوقوف صفًّا واحدًا خلف قيادتهم الهاشمية ضد الإرهاب ومثيري الفتنة.
يُذكر أن الكاتب "حتر" نشر على صفحته رسمًا كاريكاتوريًّا مزودًا بعبارات، اعتُبر أنها "تحمل إساءات للذات الإلهية". وقد أوعز رئيس الوزراء الأردني بالقبض عليه، وتحويله للحاكم الإداري، قبل أن يقوم "حتر" بشطب صفحته التي تم تداولها بشكل واسع.