"الباتلي": مجمع الحديث يأتي ضمن خدمة الوحيَّيْن ويحقق تطلعات المسلمين

قال: يعطي صورة ناصعة عن الإسلام كدين للعدل والتسامح والوسطية
"الباتلي": مجمع الحديث يأتي ضمن خدمة الوحيَّيْن ويحقق تطلعات المسلمين

أكّد أستاذ السُّنَّة وعلومها بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الاستاذ الدكتور أحمد بن عبدالله الباتلي؛ أن مجمع خادم الحرمين للحديث النبوي يأتي تجسيداً لعناية الملك سلمان - حفظه الله - بالسنة النبوية، وهذه البلاد المباركة قامت على تطبيق الشريعة الإسلامية والالتزام بالكتاب والسنة في أنظمتها كافة.

وقال في حديثه لـ "سبق": إن ولاة أمرنا في المملكة العربية السعودية حرصوا على خدمة الوحيين؛ القرآن والسنة، فكان مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف صرحاً شامخاً في نشر القرآن بجميع اللغات، وتمّ توزيع المصاحف على جميع المسلمين في العالم، ويأتي الآن مجمع خادم الحرمين الشريفين للحديث النبوي محققاً لتطلعات المسلمين في العالم؛ بنشر السنة، وتحقيق الاعتدال والوسطية، والابتعاد عن الافراط والتفريط.. فالإسلام دين وسطية واعتدال، لا مكان فيه للغلو والتطرف.

وأضاف: إن المتتبع لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة سيجد أن فيهما الكثير من الأوامر التي تحث المسلمين على الوسطية والاعتدال في كل أمورهم، كما أن هناك عديداً من النصوص، بالمقابل، التي تنهى عن التطرف والغلو وتحذّر المسلم من مغبة الانجرار وراءهما، وقد قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً).

وتابع: "وجاءت آيات كريمة لتبين ضرورة التوازن بين رغبات الدنيا ومطالب الآخرة، وتحقيق الاعتدال والتوسط، وقال سبحانه: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من قبلكم الغلو في الدين"، وقال صلى الله عليه وسلم: "بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا".

وأردف "الباتلي"؛ أن هناك عديداً من الأدلة الأخرى التي جاءت كلها لتؤكّد أن الإسلام دين وسطية واعتدال، فلا إفراط فيه ولا تفريط، ولا غلو فيه ولا تقصير؛ بل دعوة إلى الاعتدال والتوازن بين مطالب الدنيا والنظرة إليها، ومطالب الآخرة والعمل لها، والأخذ بالأسباب المؤدية إلى ذلك.

وأضاف، أن الناظر في حال العالم الإسلامي في الآونة الأخير سيجد نزعات التطرف والغلو التي أصبحت تنتشر في بعض دول العالم الإسلامي عبر تنظيمات وجماعات منحرفة، وهو الأمر الذي يلقي بأعباء ثقيلة على المسلمين؛ دولاً ومؤسسات وأفراداً، من أجل التصدّي لظاهرة الغلو والتطرّف التي أصبحت تسيء إلى صورة الإسلام وقيمه السمحة.

وأكّد أستاذ السُّنّة وعلومها بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن مركز خادم الحرمين الشريفين للحديث الشريف جاء لتحقيق هذه الأهداف السامية في التصدّي لظاهرة الغلو والتطرّف، ونشر الاعتدال والوسطية في سنة خير البرية، وذلك بإعطاء الصورة الناصعة عن الإسلام كدين للعدل والتسامح والوسطية والاعتدال وإبراز شمولية السنة النبوية في جميع المجالات الشرعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وزاد بقوله إنه قد نصّ الأمر السامي الكريم على أن يكون للمجمع مجلسٌ علمي يضم صفوة علماء الحديث في العالم، وهذا يؤكّد أهمية دور علماء الأمة الإسلامية في الوقوف في وجه ظاهرة الغلو والتطرف بنشر السنة المشرّفة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org