الجامعة العربية وعزلة إيران المتزايدة.. رسائل لعقلاء الملالي

الجامعة في فرصة تاريخية لإثبات المطلوب منها.. ووقفة دولية لإنصاف الموقف السعودي
الجامعة العربية وعزلة إيران المتزايدة.. رسائل لعقلاء الملالي

يأتي التحذير الذي وجهته الجامعة العربية لإيران لافتا ليس من حيث استحقاق إيران حتى لما هو أقوى من التحذير بل لكون الجامعة العربية أساسا في مواجهة مع تاريخها ونظرة الشعوب العربية لها بنظرة أقرب لخيبة الأمل من خلال حضورها الباهت في معظم القضايا العربية وعدم اتخاذ قرارات قوية وناجعة.
 
- شهران:
تحذير الجامعة لإيران حمل صيغة قوية وأعطى إيران مهلة شهرين لتعديل سياساتها ونهجها العدواني في مقابل عقوبات منتظرة لم يكشف عنها لتكون في الانتظار في حال لم تتجاوب.
 
العزلة الإيرانية والحديث عنها طويل فهي امتداد لحكومة عابثة وغير ملتزمة تاريخيا لا نحو العالم ولا حتى في خدمة مصالح شعبها.
 
- مخالفة الأعراف الدولية:
في مقابل هذا التعنت ودعمه للإرهاب والتدخل في شؤون الدول وصولا لمخالفة الأعراف الدبلوماسية بحرق السفارة السعودية، تناقلت وسائل الإعلام العالمية مواقف في غاية النبل للمملكة ومنها مغادرة منسوبي السفارة الإيرانية الرياض وسط حفاوة وتكريم كبيرين.
 
العزلة على الأبواب بالنسبة لإيران ذات الاقتصاد المتردي وشعب يعاني الانكسار والذل في نواح أساسية للحياة الكريمة.
 
الضغط الدولي بدأ يؤتي ثماره فها هي إيران تعلن عن بعض الإجراءات مثل اعتقال أعداد ممن هاجموا السفارة وإعادة اسم الشارع المقابل لها لما كان عليه. غير أن الجميع يعرف أن هذا ليس أهم المطلوب من دولة راعية للإرهاب.
 
- العالم يقول "كفى" للحماقات:
ردود الفعل على اعتداء الحرس الثوري على السفارة السعودية لم تتوقف منذ بدأت. فما بين سحب السفراء وقطع العلاقات وتقليص التمثيل الدبلوماسي والتنديد كانت كلها تؤكد على صواب القرار السعودي بقطع العلاقات مع حكومة غير ملتزمة أخلاقيا، ولا وفق أبسط الأعراف الدبلوماسية والأخلاقية والإنسانية.

 
الموقف الخليجي وصولا للموقف الدولي الذي أكدت فيه الدول الكبرى على أن ما قامت به إيران مخالف وغير مقبول ومرفوض.
 
إيران التي طالبها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد تحذير الجامعة العربية بأن عليها انتظار خطوات جديدة ضدها ما لم تتوقف عن ممارساتها "العبثية"، واصفاً الرسالة التي خرجت عن الاجتماع بأنها "غير سهلة"، مطالبا طهران بالانتقال من مربع الثورة إلى الدولة ودعاها إلى نبذ الإرهاب، مشيراً إلى أنه خلال المهلة الممنوحة سيتم تقييم السلوك الإيراني.
 
- قرارات عاطفية:
من الداخل الإيراني كان هناك أيضا من رأى الخطأ القادم. فقد انتقد موقع "عصر إيران" الشهير والمقرب من حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، طريقة تعامل النظام الإيراني مع إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر. وأوضح الموقع أن قرارات إيران "العاطفية" أصبحت "لعنة على البلاد"، مضيفا أنها تخلو من التبصر، و "لم تكن في مصلحة إيران".
 
ومن المواقف الدولية القوية كان انتقاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحدة الاحتجاجات الإيرانية بعد تنفيذ حكم الإعدام في أحد المجرمين المدانين في الإرهاب مقابل سكوتها عن مقتل 400 ألف شخص في سوريا، كما إدان اعتداء النظام الإيراني على السفارة السعودية في طهران واصفا له بالأمر السيئ.
 
- إعلام يرى الحقائق:
الرأي الإعلامي وبرغم كثرة المأجورين فيه إلا أن هناك وسائل إعلامية رأت الإنصاف بعين المهنة. فقد طالب عدد من كتّاب الصحف وأعمدة الرأي في الصحف البريطانية، حكومة بلادهم، بدعم السعودية والوقوف إلى جوارها في مواجهة إيران، مؤكدين أن المصالح البريطانية في استقرار الشرق الأوسط، وأن السعودية هي عماد هذا الاستقرار، بعكس إيران التي تحرّض الشيعة في الدول العربية وتثير القلاقل في المنطقة.
 
- تحالف ضد الإرهاب:
فعلي سبيل المثال وفي صحيفة " التايمز" البريطانية، يؤكّد الكاتب روجر بويز، أن " السعودية تستحق الثناء"؛ حيث يقارن الكاتب السعودية بإيران من وجهة نظر المصالح البريطانية. مضيفا: "السعودية تفاعلت جيداً مع المطالب الغربية وشكلت تحالفاً إسلامياً من أجل مكافحة الإرهاب الإقليمي، وتحاول تشكيل جبهة موحدة من المعارضة السورية لتشارك في حل سياسي لإنهاء النزاع وفي لمقابل تقوم إيران بتوجيه الشيعة في الدول العربية. السعودية عماد أساسي لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وأن المصالح البريطانية تقتضي التعاون مع المملكة".
 
- إيران في مأزق:
وتحت عنوان "إيران في مأزق".. قالت "نيويورك تايمز" الأمريكية حال القادة الإيرانيين الذين أصبحوا بين ليلة وضحاها في مأزق وأزمة دولية عقب الاعتداء الذي قام به متظاهرون إيرانيون على السفارة والقنصلية السعوديتين على الرغم من وجود الأمن الإيراني في حينها بالموقع".
 
ويأتي ذلك كما يرى الخبراء ليزيد من عزلة إيران خصوصا في ظل التقارب السعودي دوليا وتعميق التحالفات ومن أبرزها مؤخرا تقارب الدول العربية مع دول أمريكا اللاتينية.
 
- تاريخ من العبث:
العزلة تحدق بإيران. خصوصا مع تاريخها الأسود الذي لا يتسع المجال لذكرها في هذا التقرير ولكن لعل من أبرزها ما ذكرته قناة الـ "CNN" الأمريكية بعنوان (التاريخ الأسود للهجمات التي شنّها الإيرانيون على سفارات ومقار بعثات ديبلوماسية في إيران على مدى 187 عاماً) ومنها سفارة المملكة وقنصليتها في مشهد وقتل القنصل الروسي جريبويدوف، وقتل القنصل الأمريكية إمبيري.
 
واستعرض التقرير أيضا تسعة اعتداءات تعرضت لها سفارات في إيران خلال العقود الماضية، وطالت سفارات أمريكا والمملكة والكويت وروسيا وبريطانيا وباكستان والدانمرك.
 
- اعتداءات معدة مسبقا:
الاعتراف من الداخل أيضا. يقول العميد محسن كاظمي؛ أحد ضباط الحرس الثوري الإيراني، لوكالة "ميزان" الإيرانية: إن الاعتداءات التي تعرَّضت لها السفارة السعودية في طهران كانت معِدة مسبقاً. إنه خطأ وفعل شنيع".
 
هذه السياسة للملالي منتقدة حتى فيما بين أربابها. ففي 6 يناير، 2015 كرر الرئيس الإيراني حسن روحاني دعواته بوضع سياسة واستراتيجية إيرانية جديدة تتيح إنهاء عزلة إيران عن المجتمع الدولي. الناتجة عن دعم الإرهاب والتدخل في شؤون الآخرين.
 
- استيعاب المتغيرات:
وكما يقول تقرير دولي إن حكومة الملالي لم تستوعب المتغيرات التي حدثت بعد مجيء خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، أو قلَّلت من شأن تلك المتغيرات حين قررت الاستمرار على ذات النهج الاستفزازي المتبجح، فاعترضت على إعدام نمر النمر، بل وتجاوزت الاعتراض إلى التهديد.
 
هذا فيما أربك الإيرانيين الحراك القوي للسعودية وحلفائها مؤخرا ومن أبرزه الضربة القاصمة بتشكيل تحالف عربي عسكري من عشر دول للحرب على الانقلابين في اليمن، أحد أذرع إيران، بالإضافة إلى قرار تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، من 43 دولة عربية وإسلامية.
 
- إيران.. خط الرجعة:
تحاول إيران الآن إصلاح بعض أخطائها ولكنها لا تبرز نية واضحة وحقيقة بالتراجع عن أبرز ما يزيد عزلتها وهو دعم الإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى، وإثارة الفتن الطائفية.
 
وهذا التجاهل واضح فيما قال وزير الخارجية الإيراني ظريف: "سنعاقب مَن هاجموا السفارة السعودية.. وندعو دول المنطقة لعدم إيجاد أجواء التوتر"..!
 
هذا فيما نقلت وكالة "رويترز" عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله إن الخلاف الدبلوماسي مع السعودية سيؤثر على محادثات السلام السورية، مشيراً إلى أن حكومته ستبقى ملتزمة بالمحادثات".
 
ولكنها تعرف أن ذلك لا يكفي.. وأن الجوار والعالم يبحثان عن التزام حقيقي نحو السلام.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org