"الجبير" لـ"الدوحة": "طفح الكيل" ويجب وقف تمويل الإرهاب وتغيير السياسة

خلال مؤتمر صحفي بمقر سفارة خادم الحرمين بلندن
"الجبير" لـ"الدوحة": "طفح الكيل" ويجب وقف تمويل الإرهاب وتغيير السياسة

صرَّح وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير بأن السعودية والبحرين والإمارات ومصر أخذت الموقف الأخير تجاه قطر بعد فشل جميع المساعي مع الدوحة، وعدم التزامها بعد مطالبات متكررة، كان آخرها في 2013 و2014 م بوقف دعم التطرف والإرهاب والتدخل وتأجيج الصراعات في الدول الأخرى.

وأبان الوزير الجبير في مؤتمر صحفي في مقر سفارة خادم الحرمين الشريفين بلندن، بحضور سفير خادم الحرمين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، أنه تم اتخاذ القرارات الأخيرة لإرسال رسالة للدوحة، مفادها "لقد طفح الكيل". نحن نعتبر قطر حليفًا في دول مجلس التعاون الخليجي، ولا نسعى لإلحاق الضرر بالمواطنين القطريين، ولكن لا بد من تصحيح الوضع الراهن؛ إذ لا يمكن أن تستمر الدوحة في سياستها الحالية، ويجب عليها وقف تمويل الإرهاب.

أفاد الجبير بأنهم بصدد تقديم شكوى للقطريين، تحوي جميع النقاط التي سببت الأزمة، آملا بأن تعالج الدوحة تلك التخوفات، وتحكّم صوت العقل من أجل "حلحلة القضية".

أكد أن استضافة السعودية المؤتمر التاريخي الذي جمع عددًا من الدول الإسلامية والعربية مع الولايات المتحدة الأمريكية يهدف إلى تغيير لغة الحوار بين الدول العربية والإسلامية ونظيرتها في الغرب.

وقال الجبير إن السعودية دشنت مؤخرًا المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي دخل نطاق العمل الآن، ويستطيع المركز أن يلتقط الرسائل من الإنترنت في فترة لا تتعدى ست ثوانٍ، ومن ثم يتعامل معها فورًا حسب نوعها. كما نسعى الآن إلى توسعة قدرات المركز.

وأضاف: لقد وقَّعت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الولايات المتحدة مذكرة تفاهم بخصوص محاربة تمويل الإرهاب في خطوة تعد ذات أهمية كبيرة في مساعي تجفيف مصادر تمويل المنظمات الإرهابية والجماعات المتطرفة كافة، مبينًا أننا نهدف عند الانتهاء من تجهيز آليات تفعيل الاتفاقية إلى توسيع رقعة الدول المشاركة فيها لتحقيق الأهداف المرجوة على أكمل وجه.

وعرج الوزير الجبير إلى الأوضاع في اليمن، مؤكدًا استمرار عمليات قوات التحالف العربي العسكرية ضد المليشيات الانقلابية، ومعربًا عن قلق السعودية البالغ تجاه الأوضاع الإنسانية هناك، مشيرًا إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين خصصت 800 مليون دولار أمريكي لمواجهة تلك الأزمة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يقوم بتوزيع الإعانات من خلال 81 منظمة إنسانية.

وأعرب وزير الخارجية عن قلق السعودية للحصار الذي تفرضه جماعات الحوثي على بعض المناطق؛ ما تسبب في حدوث مجاعات عديدة، وعطل وصول المساعدات الطبية والغذائية.. مبينًا أن قوات التحالف تعمل على فك الحصار، والوصول إلى المحتاجين في أسرع وقت ممكن.

وفي السياق ذاته، أوضح الجبير أن السعودية استضافت مؤتمرًا لإعادة الإعمار في اليمن بالتعاون مع البنك الدولي، وأنها خصصت لهذه الجهود أكثر من عشرة مليارات دولار.

وفي الشأن السوري جدد وزير الخارجية تأكيد أن إنهاء الأزمة يتم عبر الحل السياسي وفق إعلان جنيف الأول وقرار مجلس الأمن 2254، مضيفًا بأن السعودية تعمل وفق المجموعة الدولية لدعم سوريا تمهيدًا للانتقال السياسي.

وجدد الجبير التزام السعودية بمحاربة ودحر تنظيم داعش الإرهابي في سوريا وفي كل أنحاء العالم، مبينًا أن السعودية كانت في طليعة الدول المشاركة في التحالف ضد داعش في العراق سوريا، مطالبًا باستمرار الجهود الدولية الكبيرة والقوية ضد تنظيم داعش الإرهابي لضمان دحره، ومؤكدًا دعم السعودية للخطوات التي تتخذها الحكومة العراقية من أجل محاربة تنظيم داعش الإرهابي، ومرحبًا بالزيارة التي سيقوم بها دولة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الاثنين القادم إلى السعودية لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها.

وتطرق وزير الخارجية إلى استمرار النظام الإيراني في إشعال فتيل العنف من خلال التدخل في شؤون دول المنطقة، ودعم المجموعات الإرهابية في سوريا واليمن والبحرين، واستخدام الحرس الثوري في سوريا والعراق في مخالفة واضحة للقوانين والأعراف الدولية.

وأوضح أن على إيران التصرف مثل الدول الملتزمة إذا ما رغبت في العودة إلى الأسرة الدولية، ووقف التصرفات العدوانية من دعم للمليشيات وتفجير للسفارات وتدخل في شؤون الآخرين، معبرًا عن عدم تفاؤله بأن يغير نظام طهران النهج الذي ظل يستخدمه طيلة السنوات الماضية.

وفي الشأن الليبي أوضح الوزير الجبير أن السعودية تنسق مع شركائها الدوليين من أجل إعادة استقرار البلاد، وعدم السماح بانتشار الإرهاب في ليبيا وفي إفريقيا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org