وصف المحامي والمستشار القانوني القاضي السابق في ديوان المظالم محمد الجذلاني ما أصدره خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - مؤخرًا من أوامر كريمة، كان أبرزها إعفاء وزير الخدمة المدنية والتحقيق معه بسبب مخالفاته، بأن ذلك من أعظم وأجلى صور شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقال الجذلاني في تصريح إلى "سبق": "من القصور الكبير في فهم أحكام الشريعة حصر شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في صورة أو قالب واحد، كمن يعتقد أنها محصورة في جهاز إداري أو في تنظيم". مبينًا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة عظيمة شاملة عادلة، تتوزع صورها فيما لا يحصى من إجراءات وتصرفات الإصلاح والعدل والدعوة إلى الله.
وأضاف: "يُعتبر من أعلى صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما يمارسه الحاكم وولي الأمر المسلم من تصرفات على شعبه في اختيار الأكفاء للمناصب، ومتابعة أداء الوزراء وكبار مسؤولي الدولة، ومحاسبة من يخالف منهم أو يرتكب فعلاً من أفعال الفساد المالي أو الإداري مستغلاً سلطته ومنصبه".
وأشار إلى أن "من أنصع صور ذلك ما أصدره خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - مؤخرًا من أوامر كريمة، كان أبرزها إعفاء وزير الخدمة المدنية والتحقيق معه بسبب مخالفاته؛ وذلك بناء على ما رفعته هيئة مكافحة الفساد بهذا الخصوص؛ ما يعتبر دعمًا واضحًا قويًّا غير مسبوق لسلطة الهيئة، وتشجيعًا لها لتستمر في تتبُّع حالات الفساد المالي والإداري، الذي يُعتبر من أعظم صور المنكر الذي كان رسول الله ﷺ ينكره على ولاته وعماله الذين يعيِّنهم، وينكر عليهم أي استغلال لسلطتهم".