الحج النـظامي..!!

الحج النـظامي..!!

نجح حج هذا العام مثلما نجح غيره في مواسم سابقة؛ ما يؤكد قدرة السعودية بما تملك من جهود مخلصة وطاقات إنسانية وأمنية وتنظيمية، وإمكانات بشرية هائلة ومادية وتكنولوجية كبيرة، على تنظيم هذه المناسك وهذه الشعيرة العظيمة والركن المهم من أركان الإسلام الخمسة لقوله تعالى: {... وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا...}..!!

إن طريقة تنظيم الحجاج وأداء مناسكهم بكل سهولة ويسر وراحة في مساحة وزمن محدودَيْن، مقارنة بأعداد الحجيج من ضيوف الرحمن، تدعو للفخر والاعتزاز، وكذلك لتقديم الشكر الجزيل للجهود المخلصة المبذولة من كل الجهات المشاركة في الحج، من خلال التنظيم والتوجيه والدعم البدني والمعنوي والمادي والخدمة المجانية المتواصلة ليل نهار بالطاقات والنطاقات والمواقع كافة من أجل خدمة الحجاج، وتقديم أفضل الخدمات لهم، طبية وتوجيهية وإنسانية وإرشادية..!!

كما أن تقيُّد الجميع بالتعليمات، ومراعاة الأنظمة في هذا الجانب، ساهما وساعدا في التسهيل على الحجاج أداء مناسكهم بروية وسهولة واطمئنان؛ ما ساعد المنظمين من جهة، الذين يسعون بكل طاقاتهم وخالص الجهود؛ ليُتمَّ ضيوف الرحمن وبيت الله الحرام حجهم على أكمل وجه، والعودة إلى بلدانهم سالمين غانمين فائزين بالمغفرة والرضوان..!!

وجانب آخر مهم أيضًا، كان له دور مباشر في إنجاح دور المنظمين في أداء رسالتهم بالشكل المطلوب، هو خلو الحج هذا العام من المفترشين والحجاج من غير تصريح؛ إذ تمكنت الجهات المعنية بالحج والمشاركة في خدمة الحجاج من القدرة على التعامل مع الحملات النظامية، وتوجيهها بالطريقة الصحيحة، وتقديم الخدمات كافة التي تحتاج إليها لتفويج حجاجها بترتيب عال، وطريقة متقنة ومرنة معًا، ساعدت على الانسيابية في الحركة، وعدم الازدحام والتدافع..!!

وفي الختام أود الإشارة إلى أن حملات الحج المجانية التي تطلقها بعض الجهات والجمعيات الخيرية والمحسنين لا بد أن تكون وفق معايير حقيقية؛ فالملاحظ أن أغلب المسجلين فيها هم من المقتدرين والطبقات المتوسطة في الدخول والمظاهر على حساب الطبقات الدنيا، الذين هم أحق من غيرهم بالحج؛ لعدم قدرتهم ماديًّا، ومحدودية إمكاناتهم، بما يحرم مثل هؤلاء من إيجاد أماكن شاغرة لهم؛ وبالتالي لا بد من إعادة النظر في كيفية التسجيل وطريقة الاختيار على أي أسس يتم العمل بها..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org