الحديثي: الخوارج أبوا إلا ارتكاب الرجس باستهداف الحرم فليبشروا بعذاب المولى

قال: جريمة ترفع عن فعلها حتى المشركين عُبَّاد الأصنام لتعظيمهم المسجد الحرام
الحديثي: الخوارج أبوا إلا ارتكاب الرجس باستهداف الحرم فليبشروا بعذاب المولى

ندد أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة طيبة بالمدينة المنورة، الدكتور يوسف بن صالح الحديثي محاولة استهداف الخوارج المسجد الحرام يوم الجمعة الماضي، دون مراعاة لحرمة وقدسية المكان وخيرية الزمان في جريمة ترفع عن التفكير فيها حتى المشركين عبّاد الأصنام والأوثان مع فعلهم المشين بعبادة غير الله .

وفي التفاصيل، قال الدكتور الحديثي لـ "سبق": لقد آلمنا كثيرًا ما صرح به متحدث وزارة الداخلية من أن طغمة من الأوباش المجرمين عزموا استهداف أجلّ البقاع وأشرفها بيت الله الحرام في أفضل الشهور وفي أكرم الليالي والأيام، مستهترين مستخفين بشعائر الله وبحرمة دماء المسلمين.

وخاطب الحديثي الفئة الضالة قائلاً: قاتلكم الله أيها الخوارج أتستهدفون المسجد الحرام وأنتم تدعون الإسلام وتزعمون الدفاع عنه؟! لقد كان المشركون عبّاد الأصنام والأوثان مع فعلهم المشين بعبادة غير الله إلا أنهم يعظمون المسجد الحرام ويعرفون حرمته بل لو رأى أحدهم قاتل أبيه داخل الحرم لم يمسه بأذى!

وأضاف الحديثي: الإسلام يعد المسجد الحرام معظّمًا مقدّسًا في نفوس المسلمين الموحدين المخلصين، لكن الخوارج أبوا إلا ارتكاب الرجس والمنكر، فابشروا بعذاب من المولى أليم نتيجة فعلكم المستهجن القبيح قال جل وعز ومن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ".

وتابع: لقد ترسّخ جهل الخوارج وتلوثت فطرتهم ، فلا للقرآن تدبّروا ولا في السنة تبصّروا بل وعن شيم المسلمين أعرضوا.

وتساءل : أفلم يسمعوا - أبادهم الله - يومًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال "إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض ولم يحرمه الناس، وإن الله جل وعلا لم يحله لي إلا ساعة من نهار، وقد عادت حرمته اليوم كحرمته بالأمس..، وقال: إنه لا يحل لأحد أن يسفك فيه دمًا..،" وما رواه البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ..، وذكر مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ".

ومضى الحديثي قائلاً : حقًا شتان بين فعل الخوارج المستهجن بإرادة التخريب - لا بلغهم الله مرادهم - وبين ما تقوم به الدولة - أعزها الله - مما يشاهد اليوم في الحرمين إعمارًا وتبجيلاً وتوقيرًا، فشكر الله لها عظيم جهودها ولجنودها ورجال أمنها الأوفياء الأشاوس الذين لم يفتئوا متيقظين متنبهين سددهم الله وبارك فيهم.

واختتم أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة طيبة تصريحه لـ"سبق": شكر الله لمقام إمارتي مكة المكرمة والمدينة المنورة وأميريها ونائبيهما حرصهم ومتابعتهم وللرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ولموظفيها الفضلاء سعيهم نظير أعمالهم الجليلة حفظًا للسكينة ورعاية للقاصدين والناسكين وخدمة للزائرين، والشكر موصول لأئمتها الكرام ولمؤذنيها الأجلاء زادهم الله جميعًا رفعةً وتوفيقًا

سائلاً الله أن "يحفظ الله أمن بلادنا ومقدساتنا وولاة أمرنا وجنودنا وأهلينا من شر الأشرار وكيد الفجار، وكلَّ عام وبلادنا ترفل بثوب العز والنصر والنماء".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org