"الحزيم" ​​لـ"سبق"​: انطلقت بوصية في ​"​خزنة​" ​الأميرة.. وهذه قصتي مع "النشمية"

قال: "الإسكان" مشكلة عويصة​..​ والنفط يهدد المستقبل وتحدي العمل الخيري ضخم
"الحزيم" ​​لـ"سبق"​: انطلقت بوصية في ​"​خزنة​" ​الأميرة.. وهذه قصتي مع "النشمية"

- ​"لويس باركر" هذبت أفكاري وشكلت وعيي.. و"زامر الحي لا يطرب".

- ​"النفط" مورد ناضب يهدد مستقبل الأجيال.. لا بد من "التمكين" لا "الرعوية".

- ​نتشارك مع مؤسسات أوروبية وعربية.. و"أنفق ما في الجيب" مثلٌ أخَّرَنا كثيراً.

​- ​التواصل الاجتماعي ممتاز لكنه أداة للتكسير والحملات المشبوهة.

- ​ تحديات كبيرة تواجه العمل الخيري السعودي منها التشريعات الحديثة.

- ​أكبر خطأ على الإنسان هو شعوره بغرور القوة.. لي 12 كتاباً.

- ​ أمارس لعبة التنس الأرضي منذُ مراهقتي وكنت يوماً بطلَ المملكة.

 

قال أمين عام مؤسسة العنود الخيرية "الدكتور يوسف بن عثمان الحزيم": إنه بدأ عمله مستشاراً لإعداد النظام ومتابعته في الديوان الملكي، عندما وجد الأمراء وصية المصونة الوالدة "الأميرة العنود" في خزنة وأربعين ألف ريال، بعدها اكتمل بناء مشروع "كفاءة"، مشيراً إلى أن المرأة النشمية "لويس باركر" هذبت أفكاره وأعادت تشكيل وعيه، مبيناً أن "النفط" مورد ناضب يهدد مستقبل الأجيال ولا بد من "التمكين" لا "الرعوية"، مؤكداً أن المؤسسة تتشارك مع المؤسسة الأوروبية والعربية.

 

وبيّن قائلاً​ في حواره مع "سبق"​: "التواصل الاجتماعي ممتاز لكنه أداة للتكسير والحملات المشبوهة"، مشيراً إلى وجود تحديات كبيرة تواجه العمل الخيري السعودي منها التشريعات الحديثة، منوهاً إلى أن أدوار الجمعيات الخيرية في حل مشكلة الإسكان عويصة، مؤكداً أن أكبر خطأ على الإنسان هو شعوره بغرور القوة والسلطة، مختتماً بالإشارة إلى ممارسته لعبة التنس الأرضي منذُ مراهقته، وأنه كان يوماً بطلاً للمملكة، وله 12 كتاباً، آخرها أهمها "التمكين الأجوبة الكبرى"؛ حيث ترصد "سبق" مشوار "الحزيم" عبر حوار في السطور القادمة:

 

ماذا عن تجربتك بمؤسسة العنود: كيف بدأت وواصلت، وكيف تراها مستقبلاً؟

- بدأت عندما وجد الأمراء وصية المصونة الوالدة "الأميرة العنود" في خزنة وأربعين ألف ريال، ومن تلك الوصية بدأ عملي كمستشار لإعداد النظام ومتابعته في الديوان الملكي لحين خروجه كمرسوم ملكي، ثم تفرغت للعمل بعد انتقالي من العمل المصرفي كمدير إقليمي لبنك فيصل بالمنطقة الوسطى، وقد بدأنا بتوجيه "الأمير محمد بن فهد" رئيس مجلس الأمناء، و"الأمير سعود بن فهد" نائب رئيس مجلس الأمناء ورئيس اللجنة التنفيذية، وبقية الأمراء وأعضاء المجلس الموقرين في تأسيس المحفظة الاستثمارية لتكون أوقافاً تحقق الاستدامة. وقد تضاعفت قيمتها "400%" خلال 16 سنة ولها متوسط عائد "13%" سنوياً، ثم انتقلنا بعد ذلك لبناء المنظمة من الداخل إدارياً ومالياً، ولاسيما بعد الانتقال للمقر الجديد، وأسميناه مشروع "كفاءة".​ والخطوة الكبيرة أخيراً هي تأسيس مراكز العنود التمكينية التنموية: "وارف، شدن، قادر، والحضاري، والتدريب"؛ لنقل الخبرة والتأثير في المؤثرين؛ كوننا أيضاً منظمة مانحة ولدينا شركاء يربو عددهم على مئة مؤسسة مجتمع محلي، وقد ساهمنا في المشاركة مع القطاع الحكومي؛ كوننا قطاعاً ثالثاً، وتحديداً مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وصندوق تنمية الموارد البشرية، ووزارة التعليم. أما مستقبلنا فهو قياس الأثر ونشر الإلهام الخيري لدى المؤسسات المماثلة".

 

من خلال تجربتكم في مؤسسة العنود الخيرية: هل هناك تفاعل من رجال الأعمال بالمملكة مع الجمعيات الخيرية؟ وإن وجد فهل تعتبره على المستوى المطلوب؟

- إن المسؤولية الاجتماعية من قبل القطاع الخاص محدودة نسبياً، ولا يعني أنه ليست هناك مبادرات، وبدأنا نلمس ثمارها أخيراً؛ كوني عضواً بمجلس المسؤولية الاجتماعية بمنطقة الرياض، وقد شاهدت انتشار الوعي بالمفهوم، ولاسيما خلال معرض المسؤولية الاجتماعية الأخير. وقد لعبت الغرفة التجارية ومجلس المسؤولية الاجتماعية برئاسة صاحب السمو الملكي "الأمير فيصل بن أحمد بن عبدالعزيز"؛ دوراً كبيراً قد حقق قفزات كبيرة مؤخراً.

 

ماذا عن تجربتك مع من وصفتها بالمرأة النشمية "لويس باركر"؟ وكيف كانت تجربة عملكم في أرامكو تحت قيادة سيدة بهذه المواصفات؟

-آه.. فتحت عيني الوظيفية في شركة أرامكو محاسباً، بعد تخرجي من بكالوريوس العلوم الإدارية، ولك أن تتخيل شاباً نشأ في بيئة محافظة لا يعرف إلا أمه أو أخته، ثم يكتشف أن ترأسه امرأة، كانت تجربة ساهمت في تهذيب أفكاري عن المرأة وقدراتها، وأن أعيد تشكيل وعيي، وقد كانت السيدة "لويس" امرأة صادقة محترفة ومحترمة ولطيفة، وقد اعتنت بي وتعاملت بكل تقدير؛ ما أخجلني وأثر بي لاحقاً؛ ولذا أصبحت أقول: إن المرأة السعودية هي نفط المملكة الذي لم يكتشف.

 

من وجهة نظرك كأحد رجال الأعمال ومتخصص مالي واقتصادي: كيف ترون تحركنا وعلاقاتنا في هذا الجانب، ومستقبل الدخل الذي يمكننا الركون إليه من غير النفط؟

-حسناً فعلَ المجلسُ الاقتصاديُّ والتنموي؛ فلأول مرة يتصدى لرعويتنا كقطاع حكومي وخاص وأهلي، واعتمادنا على مورد ناضب "النفط" يهدد مستقبل الأجيال القادمة؛ فتطوير فهم الدولة للسياسات الاقتصادية والنقدية في ضوء عقل الإنتاج "التمكين"، لا عقل الغنيمة "الرعوية"، سوف يقفز بنا للأمام، ولكن يبقى التحدي الكبير في صياغة عقل المواطن السعودي، عبر خلق الشخصية الفاعلة والمدخرة والمنمية ذاتها، والنظر للمستقبل، وترك مثل: "أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب"؛ أن هذا تواكل على الديون وليس توكلاً على الله.

 

من يستعرضْ تاريخك الوظيفي يجدْ تعدد محطاتك، فما السبب؟

-الرغبة في النمو، وقبول التحدي، وكثرة القراءة الهادفة؛ تجعل إعادة اكتشاف نفسي كل خمس سنوات؛ ما يستعدي تغيير المكان، فلا تغير دون تغير مكان، وهكذا يفعل الأنبياء والمصلحون والقادة. دائماً ابحث عن تغيير بيئتك؛ فمن عرفك صغيراً حقرك كبيراً، والمثل الآخر: "زامر الحي لا يطرب"، إلا أنك تلاحظ استقراري الوظيفي أخيراً وإن أضفت على نفسي تحديات أخرى لا تتعارض معها بل تثريها.

 

في وجهة نظرك: لماذا لا نستقي تجربة العمل الخيري ومنظمات المجتمع المدني بالغرب ونطبق منها ما يناسب بلادنا؟

- لقد فعلنا ذلك عبر الشراكة مع المؤسسة الأوروبية العربية وموقعها إسبانيا "غرناطة"؛ بإطلاق الزمالة الأوروبية العربية لإدارة المنظمات غير الربحية، بالتعاون مع "جامعة غرناطة"، وقد تخرج من الدفعة الأولى عشرون قائداً سعودياً ونحن مستمرون في هذا التلاقح، إلا أنه لا يخفى عليك أن فكر الصحوة قد ترك عند بعض المتدينين- دون قصد سوء منه- أن التفاعل مع الغرب هو مدخل للتغريب؛ ولذا نشأ الحذر الذي بدأ يخف كثيراً.

 

كيف ترى ثورة التواصل الاجتماعي الحالية وتأثيرها في منظومة العمل الخيري؟

 - ممتازة، ولكن إنْ غاب النظام فسوف يجعل منها إدارة تكسير للنظام التاريخي في الاتصال البشري، ألا وهو النظام الرأسي لصالح النظام الأفقي؛ حيث لا تعلم فيه أخيراً من هي سلطة القرار الذي قد يخترق هذا التواصل حملات مشبوهة مغرضة، والجيد هو الخلط بين النظام الرأسي، أي احترام التراتبية الاجتماعية والإدارية من خلال القانون، وكذلك ترك هامش اتصال فعّال اجتماعي يسمح ويرفع حرية التعبير والمشاركة.

 

كيف ترى التحديات التي تعيق العمل الخيري بالسعودية وما الطرق المناسبة للتغلب عليها؟

- يواجه العمل الخيري السعودي تحديات كبيرة؛ منها غياب القوانين والتشريعات الحديثة، ويبدو أن الوزير الصديق "الدكتور ماجد القصبي"، قد أطلعني مشكوراً على توجيهات الوزارة التي سوف تغطي هذا النقص. أما العمل الخيري ذاته فيعاني من التكتلات التي قد تؤثر على استقلالية وشفافية والعدالة الاجتماعية؛ حيث تلمس أن التعيينات تتأثر بتلك العصبيات التي تحرم الكفء من الوصول لاتخاذ القرار، هذا إذا وجد التأهيل المهني المناسب الذي لا تزال الجامعات والمعاهد المرخصة غائبة عنه، باستثناء جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. العمل الخيري السعودي- أيضاً- يفتقد للمعايير التي يمكن منها أن نعرف الإفصاح والشفافية وقدرتنا على قياس أثر المشاريع والبرامج الخيرية. وأخيراً هو ضعف العمل الخيري والتشبيك مع القطاع الحكومي.

 

هل هناك أدوار يمكن أن تلعبها الجمعيات الخيرية في حل مشكلة الإسكان للفئة صاحبة الاحتياج؟

-ممكن. ولكن بشكل محدود؛ حيث إن المواد محدودة والمشكلة عويصة وكبيرة، إلا أن الدور الذي يمكن أن تقوم به هو مساعدة القطاع الحكومي في معرفة المحتاج الذي يجب أن يحظى بالأولوية، فضلاً على ذلك المساهمة في تنفيذ المشاريع ذات الميزانيات المحدودة، وقد بنينا في "العنود" أكثر من "450" منزلاً بميزانية تقديرية مئتي ألف ريال للمنزل الواحد في المناطق النائية.

 

ما السر وراء عبارتك الدائمة: "كلما كبرت قلت: إنني الآن فهمت؛ ثم أكتشفت بعد مرة أنني لا أفهم"، التي جعلتها فوق سيرتك الذاتية ليطلع عليها من يبحث عنك قبل رؤيته سيرتك؟

-أكبر خطأ على الإنسان هو شعورك إما بغرور القوة كسلطة؛ ذلك أنها تحجبه عن رؤية الواقع والاندفاع دون حساب العواقب والآثار، أو غرور العقل وهو الجهل المركب. والعبارة هي: أنك طالما في كل حين وآخر تكتشف أنك لا تفهم؛ فمعناها أنك في الطريق الصحيح؛ ما يعبر عن اتساع المعرفة وتجديدها.

 

نعلم أن للرياضة دوراً كبيراً في حياتك، هل تحدثنا عن هذا الجانب؟

-الرياضة أصبحت واجباً وليست خياراً؛ فهي تعالج ارتفاع الضغط، والسمنة التي أخشى منها كثيراً، وأمارس لعبة التنس الأرضي منذُ مراهقتي المبكرة وحتى الآن، وكنت يوماً بطل المملكة "زوجي" للناشئين، وصنعت الرابع وطنياً، ولا أزال أمارسها بانتظام في نادي الفروسية؛ فهي تطرد الهم والضغوط وتجدد المشاعر ويطيب بعدها الطعام وكل شيء آخر.

 

ما هو جديد كتبك؟

- تعلم أن لي اثني عشر كتاباً يغلب عليها التوثيق لمسيرة حياتي الشخصية والمهنية؛ ومنها كتابي: "قوانين الحياة إياك أن تكسرها"، وكتاب "أركان القيادة"، وكتاب "قوة التطوع". أما آخرها فأزعم أنه خلاصة تجربتي في التنمية؛ وهو: "التمكين الأجوبة الكبرى"؛ وهو إكمال لمشروع "الدكتور غازي القصيبي" في كتابه: "التنمية الأسئلة الكبرى"، وكذلك مؤخراً اهتممت بالبحث في معنى السلام النفسي بعد بلوغي الخمسين هذه السنة، ولي كتاب تحت الإعداد: "الحرب والسلام النفسي من البصيرة إلى السكينة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org