الرؤية بين الثناء والصمت والنقد والتثبيط

الرؤية بين الثناء والصمت والنقد والتثبيط

هذا المزيج الموجود في عنوان مقال اليوم هو حال بعض أفراد المجتمع من رؤية مستقبل المملكة لعام 2030 والتي أعلن عنها الأسبوع الماضي، فالبعض متفائل وقد دب الحماس فيه وشعر بالأمل في التغيير نحو الأفضل، في حين كان البعض متردداً في أن يظهر هذا التفاؤل خشية أن يصنف أنه من المطبلين فآثر الصمت والتحفظ من إبداء الرأي سلباً أو إيجاباً، وعمد البعض إلى النقد البناء مشيراً إلى أن صاحب الرؤية أكد مسبقاً في عبارة له "نحتاج نقدكم قبل ثنائكم"، وأشار إلى بعض المعوقات والأولويات المطلوبة، وبقي البعض الآخر يواصل بث روح اليأس والتثبيط والعجز في نفوس الآخرين مستعيناً ببعض الأمثلة والنماذج السابقة والتي أعلن عنها ولكنها لم تنجح.

على القائمين على هذه الرؤية أن يستفيدوا من جميع الأطياف المذكورة في هذا العنوان فالمتفائل يجب أن نواصل شحنه بالمزيد من جرعات التفاؤل والإجابة، وذلك من خلال تنفيذ برامج الرؤية والجهات المسؤولة عن متابعتها والإعلان بشكل دوري عن نتائجها، أما من فضل أن يصمت فيجب أن نضع أمامه البراهين والأدلة والإثباتات وغيرها من الشواهد التي تساهم في تعزيز ثقته بهذه الرؤية وإقناعه بما جاء فيها؛ لينتقل من موقف الصامت الجامد إلى المتفائل ويساهم في تحقيق الطموحات بدلاً من أن يصبح من المثبطين، أما أصحاب النقد البناء والذين ينطلق كثير منهم من حب وإخلاص لهذا الوطن فعلينا أن نشعرهم بأن ما يطرحونه من انتقادات وما قاموا بعرضه من معوقات وما أشاروا إليه من أخطاء سابقة حالت دون تحقيق الخطط الماضية هو مكان اهتمام وتقدير، بل يمكن الاستفادة من أمثال هؤلاء المخلصين وما يطرحونه من نقد في سد العديد من الثغرات وتسخير إمكاناتهم وقدراتهم ليصبح نقدهم نقداً بناءً يساهم في عملية البناء وتحقيق رؤية المستقبل.

أما بعض المثبطين فهم إما أن يكونوا من أصحاب القلوب الميتة والذين لا يرجون خيراً لهذا الوطن فتجد تثبيطهم قائماً على باطل ومنهجهم هو استحالة تحقيق مثل هذه الرؤية؛ لأنهم من المستفيدين من بقاء الأوضاع كما هي، خصوصاً بالنسبة لانتشار الفساد والسعي نحو إيقاف عجلة التنمية، مما يتطلب محاربتهم أو تجد بعضهم صاحب قلب مريض فقد عانى في الماضي حتى وصل إلى مرحلة اليأس من تجارب سابقة، وهؤلاء يحتاجون إلى علاج لبث روح الأمل فيهم من جديد وإنعاشهم؛ لينضموا إلى مسيرة التنمية.

لننجح في تحقيق هذه الرؤية يجب علينا أن نعمل سويا كمجتمع واحد، وأن نكون على قلب رجل واحد، وأن تكون هذه الرؤية هي الهم المشترك، وأن نكون جميعاً متفائلين بأن المستقبل أفضل، وأن الأخطاء الماضية سيتم تصحيحها لنساهم في إيجاد وطن ينعم الإنسان فيه بالأمن والكرامة والرفاهية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org