الرحّالة عبدالله الجمعة لـ"سبق": هذه حكايتي مع الملك سلمان والصفحة "166" من كتاب "عظماء بلا مدارس".. ​و​تغيرتُ كثيراً بعد السفر.

قال: في صحراء بوليفيا عرضتُ ساعتي وملابسي على مسؤول الجوازات ليسمح لي بالدخول فرفض.. وأنقذتني مسافرة​ ​إنجليزية
الرحّالة عبدالله الجمعة لـ"سبق": هذه حكايتي مع الملك سلمان والصفحة "166" من كتاب "عظماء بلا مدارس"..  ​و​تغيرتُ كثيراً بعد السفر.

- في أوروبا يسألونني عن حقوق الإنسان والنفط وقيادة المرأة.. وفي أمريكا اللاتينية يتكرر السؤال دائماً: "هل تعرف الرقص؟".

- في "بنما" لم أخشع في صلاتي بسبب شخص مخيف شعره طويل و"الأوشام" تملأ جسمه توقعته سيقتلني.. فتفاجأت به يقول "عيد مبارك".

- الشباب السعودي ينقصهم الثقة بأنفسهم وبأعمالهم وبما يقومون به من خيارات في الحياة.

- خطفوني في فنزويلا ووضعوا المسدس في رأسي.. وأطول رحلة استغرقت 4 أشهر.. ونعم نشرت السعادة في المجتمع ولهذا السبب أسافر دائماً وحدي.

- "الفزعة" و"الكرم" تطرف و"هياط" تُعيقان تقدم الإنسان.. ولن أقدّم قبيلتي على الوطن.

​- ما أقدمه ليس "تافهاً".. لكنني أحترم آراء الآخرين ولا يضايقني ما يقولون لأنني أعمل لإرضاء نفسي.

- ما يميزني أنني سكنت عشة في أدغال البرازيل وجرّبت المنتجع الكاريبي الفخم.. ركبت "التك تك" في الهند واستقللت الطائرة الخاصة لجنيف ولندن.

- أفضّل "الانستقرام" بمقاطعه الصغيرة.. أما "السناب" فيسرق من لحظاتي الكثير.

- تعطل قاربنا لمدة يومين في بحيرة بأمريكا اللاتينية فأكلت التماسيح الصغيرة.

 

أجرى الحوار/ شقران الرشيدي (تصوير/ فايز الزيادي): يقول الرحّالة السعودي، والمحاضر في جامعة الملك سعود، والمستشار القانوني عبدالله الجمعة: "تفاجأتُ وأنا في القطار بين مدينتيْ "كوبنهاجن" و"أمستردام" الهولنديتين، بمكالمة من مكتب الملك سلمان -الأمير سلمان آنذاك- وعندما كلمني حفظه الله، أثني على كتاب "عظماء بلا مدارس"، وقال لي: "أنا الآن وصلت للصفحة 166 من الكتاب، ولم أترك الكتاب من يدي، وأهنئك عليه"؛ سارداً في حواره مع "سبق" عودته من السفر​ للرياض​، ولقاءه بالأمير سلمان في مكتبه، وما سمعه من حديث أبوي من رجل مثقف، انتقده،​ ​وصحح المعلومات، وشجعه.

 

ويؤكد "الجمعة" أنه تغيّر تماماً، وأصبح بعد السفر أكثر تواضعاً، وتقبلاً للآخرين​، ​ ولكثير من الأمور والأفكار والمعتقدات. وقال: "سكنت في عشة في أدغال البرازيل وجرّبت المنتجع الفخم في الكاريبي.. ركبت "التك تك" المتهالك في الهند، واستقللت الطائرة الخاصة لجنيف ولندن، وأكلت التماسيح​، ​ وهذا ما يميزني عن غيري من الرحّالة".

 

مشيراً إلى مساهمته في نشر السعادة بالمجتمع من خلال "السوشيال ميديا"، وقصة اختطافه في فنزويلا، والشابة الإنجليزية التي ساعدته على دخول بوليفيا.

 

و​يو​​ضح السبب في ​كتابته مقال "بليز احكي عربي"​، وإشكالية خلط اللغة العربية باللغات الأجنبية، وأن الشباب السعودي ينقصهم الثقة بأنفسهم وبأعمالهم وبما يقومون به من خيارات في الحياة.

 

ويتناول الحوار عدداً من المحاور المتنوعة؛ فإلى التفاصيل.

 

** بعد هذه التجربة الحافلة بالرحلات والتجول حول العالم، والشهرة الكبيرة.. ما هو مفهومك للسفر؟

السفر بالنسبة لي هو أكثر من مجرد الانتقال من منطقة جغرافية لأخرى، أراه خروج الإنسان من دائرته الخاصة "دائرة الراحة" التي يعيش فيها في وطنه إلى دائرة أكبر يقابل فيها أشخاصاً جدداً، ويجرب أشياء جديدة، وخروج الإنسان من نمط حياته المعتاد لإيقاع جديد؛ وهذه في رأيي حقيقة السفر.

 

** ألفت 3 كتب.. كتاب "عظماء بلا مدارس"، وكتاب "أيتام غيّروا مجرى التاريخ"، وكتاب "حكايا سعودي في أوروبا".. ماذا أردت أن تقول من خلال تأليفك لهذه الكتب؟

الكاتب تقوده ظروفه للكتابة، وليس العكس، وكتاب "عظماء بلا مدارس" ألفته بعد أن درست في الجامعة لفترة وتركتها، وكنت تحت ضغط اجتماعي كبير، وتساؤل عن سبب تركي الدراسة؛ خاصة أن درجاتي العلمية عالية جداً؛ فألفت الكتاب لكي أثبت أن نجاح الشخص في الحياة غير مرتبط بالضرورة بالتعليم الرسمي، والحمد لله حقق انتشاراً كبيراً.. أما الكتاب الثاني "أيتام غيّروا مجرى التاريخ" فبحكم علاقتي بالجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، وأنا عضو فيها ألفت الكتاب وخصصت ريعه لهم.. وكتاب "حكايا سعودي في أوروبا" كان بحكم سفري، وتجولي في مدن أوروبية بـ"الباك باكنق" (حقيبة الظهر) وسكني في بيوت الشباب، والسفر الطويل، واستخدام وسائل النقل العامة، والتمازج مع ثقافات البلدان التي أزورها بشكل حقيقي؛ شعرتُ أن الشباب السعودي بحاجة لنقل تجربة شاب سعودي عاش تفاصيل رحلاته في عدد من دول أوروبا. والحمد لله الكتب حققت نجاحاً باهراً، ووصلتُ للهدف الذي أطمح إليه.

 

** حدثنا عن حكاية اتصال الملك سلمان -الأمير سلمان آنذاك- عندما كان أميراً للرياض ومناقشته لك في كتابك "عظماء بلا مدارس"، ماذا قال لك؟

عندما أحكي هذه القصة أريد من الناس أن يشاركوني تفاصيلها.. كنت مسافراً بالقطار من "كوبنهاجن" إلى "أمستردام" الهولندية، في عربة بها 4 أسرّة، وجاءني اتصال على جوالي من شخص قال لي: "من أنت؟"؛ فعرّفت بنفسي؛ فقال لي "الملك" سلمان -أمير الرياض آنذاك- يريد أن يكلمك!! فلك أن تتصور موقفي حيث كان آخر ما أتصوره هو اتصال من الأمير سلمان، هذا الرجل العظيم في مكانته وقدره، وكان القطار في حركة، ويدخل في أنفاق؛ فخشيت انقطاع الاتصال بيننا، ولحسن الحظ أيضاً أن الركاب الذين كانوا من معي في عربة القطار خرجوا؛ فقفلت على نفسي الباب، وكانوا يطرقون الباب للدخول أثناء المكالمة؛ فلم أردّ عليهم حتى لا يزعجوني، وكلّمني الأمير سلمان، وأثنى على الكتاب بشكل كبير، وأذكر أنه قال لي: "أنا الآن وصلت للصفحة 166، ولم أترك الكتاب من يدي، وأهنّئك عليه". وسألني عن عمري، وهل سَبَق أن قدّمت له الكتاب أم لا.. فقلت له: يبدو أنني محظوظ أن هناك مَن قدّمه لك بالنيابة عني؛ فدعاني لمكتبه.

 

وبعد أن عُدت من السفر بشكل سريع زرته في مكتبه، والحقيقة كان لقاؤه معي جداً مهم بالنسبة لي، وسمعت حديثاً أبوياً من رجل مثقف وواعٍ، أثنى على الكتاب، وقال: رأيت فيك شاباً سعودياً كتاباتك جيدة فأحببت دعمك، وأشجعك، وأنقدك في نفس الوقت؛ فسألني عن بعض التفاصيل وأجبته عنها،

​و​أحد الحضور ذكر معلومة في الكتاب؛ فصححها الأمير سلمان بأن المقصود غير ذلك؛ فأيّدته وقلت: نعم بالفعل هذا ما قصدته في الكتاب.. وهذا الموقف وسام على صدري أفخر به.

 

 

** ما الذي تَغَيّر فيك من أفكار وتطلعات بعد السفر خارج المملكة؟

أنا تغيّرت تماماً.. كنت قبل أمريكا وبريطانيا شخصاً، وبعدها شخصاً آخر مختلف بشكل كبير، أصبحت بعد السفر أكثر تواضعاً وتقبلاً للآخرين، كنت في السابق أتحفظ على كثير من الأمور والأفكار والمعتقدات.. الآن أقبل الإنسان الآخر كما هو، وهذا أمر يمتد لعلاقتي مع الأشخاص على مستوى العمل، والعلاقات الشخصية، والمؤسسات والأوطان، وتطورت طريقة تفكيري وتعاملي مع الحياة بشكل عام، وأصبحت أكثر سهولة في التعامل مع الآخر.

 

** هل فعلاً السفر يُخرج الشيء الكثير من النفس البشرية؟

النفس البشرية تتجلى في أزهى مظاهرها في السفر؛ لذلك قال العرب فيه: "يسفر عن الرجال"؛ فالإنسان الجيد يظهر معدنه الجيد في السفر، والعكس صحيح؛ ففي السفر يكون الإنسان تحت ضغوط كثيرة بعيداً عن دائرة الراحة الخاصة فيه، وعن موطنه وحياته اليومية؛ فبالتالي مهاراته، وحقيقة نفسه لا يستطيع تمثيلها؛ بل تظهر كما هي على المحك. ومع الأسف فإن كثيراً من الأشخاص عندما تسافر معهم تكتشف أنهم يختلفون عن حقيقتهم في الوطن، ويظهرون على طبيعتهم.

 

** ما أجمل بلد زرته وتتمنى العودة له من جديد؟

أحب كولومبيا، زرتها 3 مرات، ودرست فيها اللغة الإسبانية، وهي بلد جميل وشعبها لطيف، وثقافته متنوعة، وجغرافيته أيضاً متنوعة، ولها تاريخ طويل قبل الاستعمار الأوروبي، وكذلك تاريخها الحديث.. وهناك الكثير من المعلومات المغلوطة عنها لدى الناس من ضِمنها تجارة المخدرات، والخطورة! نعم هذا كان صحيحاً في جزء من تاريخها؛ لكن الوضع انعكس ولم يَعُد صحيحاً اليوم، وكولومبيا لها توليفة مختلف عن أي بلد آخر. وأحب كذلك إسبانيا، وكوريا الجنوبية.

 

** ما هي أطول رحلة قمت بها؟

أطول رحلة قمتُ بها كانت لأمريكا اللاتينية بعد تخرّجي من أمريكا، استلمت الشهادة اليوم، ومن الغد كنت في الطائرة إلى البرازيل لأنطلق في أطول رحلة من شمال أدغال البرازيل إلى أقصى منطقة جنوب الأرض في الأرجنتين، ثم ارتقيت شمالاً مرة أخرى حتى البحر الكاريبي، وأخذت مني الرحلة أكثر من 4 أشهر. وكنت مسافراً وحدي، أنا وحقيبتي فقط.

 

** يلاحظ أنك دائماً تسافر وحدك، ما السبب؟

أسافر وحدي؛ لكنني لا أقضي الوقت وحدي. وأنا من الأشخاص الذين يكوّنون علاقات مع الآخرين بشكل سريع. وهذا جزء من شخصيتي، في مجتمعنا أتحفظ في تكوين علاقات؛ لكن في الخارج تسهل الأمور كثيراً. وأتذكر موقفاً في النمسا عندما وصلتها وحيداً لا أعرف أحداً، وبعدها بيوم "ابتلشت مع من أطلع". وتَعَرّفت على الكثير في بيوت الشباب، ولله الحمد قدرة الإنسان على التعرف على الاخرين تتجلى في السفر.

 

** هل فعلاً ساهمتَ في نشر السعادة في المجتمع من خلال متابعيك في "السوشيال ميديا"؟

هدفي في الحياة أن أكون سعيداً؛ بغضّ النظر عن أمر آخر، والإنسان السعيد هو الشخص الذي يستطيع نشر السعادة في محيطه، وأحاول قدر الإمكان عندما أشارك سفراتي مع الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن أشعر أن سعادتي تنقص؛ فأحب في الأحوال العادية أن أسافر ولا أحمل هم التصوير، وأن أستمتع باللحظة، وهذه أمنيتي في السفر؛ فأحياناً آخذ إجازة من "السوشيال ميديا" شهرين أو ثلاثة، وأسافر وحدي لأستمتع؛ ولكن عندما أشارك الناس فالهدف مشاركتي في سعادتي. ونعم في هذا الجانب حققت الكثير من الأهداف، وأشعر بذلك من خلال التواصل مع الناس.

 

 

** في مقال لك بعنوان "بليز احكي عربي"، على ماذا أردت أن تسلط الضوء؟

كنت أريد أن أسلط الضوء على إشكالية خلط اللغة العربية باللغات الأجنبية، وضياعها بين أبنائها العرب. وأتمنى تطورها، واستخدامها بشكل أكبر مع الانفتاح على اللغات الأخرى التي تقدمت علينا.

 

** يقال إنك تَعَرّضت للاختطاف في فنزويلا من عصابات؛ لماذا تم خطفك؟

نعم تم اختطافي في فنزويلا من قِبَل "الكارتيل"، وهم عصابات في أمريكا اللاتينية، كنا مجموعة مسافرين بسبب خطأ ارتكبناه في دخول منطقة خطرة وتَجَوّلنا فيها، ولاحظنا أن الحرس الذين معنا يتفاهمون مع مجموعة أشخاص مسلحين خرجوا لنا من بين "الأحراش".. فأمسكوني مع الآخرين، ووضعوا المسدس على رأسي، وكنت في حالة رعب شديدة، ولم أستطع التحرك. وبعد فترة -ولله الحمد- تم التفاوض معهم وأطلقوا سراحنا.

 

الغريب أننا هربنا للبرازيل القريبة، والمسافرون الآخرون يحملون جوازات سفر أوروبية، وأنا السعودي الوحيد بينهم، وكنت غير مخوّل لدخول البرازيل دون تأشيرة مرور، ورفضت السلطات البرازيلية منحي تأشيرة إلا بعد أسبوعين؛ فجلست على الحدود أنتظر، وبعد مدة بسيطة شاءت الصدف أن الشخص المسؤول عن منح التأشيرات تَعَرّف على سائق مركبتنا الذي كان قد نقل ابنته سابقاً -وكانت مريضة- للمدينة لعلاجها؛ فقال: بسبب هذا السائق سأمنحك التأشيرة الآن. وبالفعل دخلنا للبرازيل.

 

** من خلال رحلاتك الكثيرة وتعاملك مع الآخرين، ما الذي ينقص الشباب السعودي؟

الأمر المهم أن الشباب السعودي ينقصهم الثقة بأنفسهم، والثقة بأعمالهم، والثقة بما يقومون به، والثقة بخياراتهم في الحياة. وكثير منا تربى على أن تكون خياراته مرسومة له من قِبَل الأسرة والمجتمع؛ وبالتالي الشاب يتحرج إذا خرج عنها، أو يأتي بفكرة تكون مخالفة للسائد العام، وليس للقيم والمبادئ بطبيعة الحال. وكثير منهم تموت أفكارهم، وطموحاتهم دون أن يستفيد منها.

 

** ما أكثر الأسئلة التي تُوَجه لك إذا عرفوا أنك سعودي؟

يعتمد على المكان المتواجد فيه؛ ففي الدول الغربية يسألون الأسئلة المعتادة المتعلقة بحقوق الإنسان، والنفط، وقيادة المرأة للسيارة.. وفي أمريكا اللاتينية يتكرر السؤال دائماً: "هل تعرف الرقص؟"، والسبب أن أحد أشهر المسلسلات التلفزيونية عندهم فيها شخصية عربية تجيد الرقص.

 

** هاجمت في أحد البرامج الفضائية تقاليد المجتمع السعودي، وطالبتَ بتغييرها، على ماذا تعترض؟

أنا لا أهاجم التقاليد الاجتماعية إلا إذا رأيتها تُعيق تقدم الإنسان؛ فالتقاليد نشأت في ظروف تاريخية معينة، واستمرارها إلى اليوم غير منطقي؛ كالتقاليد المتعلقة بالمرأة على سبيل المثال، والضغوطات الاجتماعية كالواسطة والفزعة، والارتباطات الاجتماعية الأخرى كالكرم.. كنا سابقاً كرماء لأن الإنسان عندما يمرّ بصحراء لا يجد ما يأكله، وكانت مقبولة؛ لكن المبالغة فيها اليوم نوع من التطرف و"الهياط"، وكذلك التمسك بالقبلية التي كانت مقبولة سابقاً لعدم وجود الدولة، الآن غير مقبولة لأن هناك قوانين واضحة تضمن حقوق كل فرد، وأنا لا أدعو للانسلاخ من القبيلة؛ فأنا ابن قبيلة كذلك؛ لكن لا يعني ذلك أن أقدّم قبيلتي على الوطن أو خياراتي الشخصية.

 

** ما هو أصعب مواقف تعرضت له؟

سافرت إلى بنما في أول يوم من عيد الفطر، أخذت غرفة متواضعة فيها أكثر من سرير في فندق صغير، وكان فيها شخص مخيف "الأوشام" تغطي كافة جسمه، وشعره طويل، ورغبت في الصلاة؛ لكنني خفت أن يهجم عليّ؛ لكنني توكلت على الله وقررت الصلاة، ومن خوفي منه لم أخشع فيها، وكنت أعتقد أنه سيقوم بطعني أو سيقوم بأي شيء آخر مرعب.. بعدما خلصت من الصلاة، تفاجأت أنه يقول لي: عيد مبارك. لم أصدق ما قاله، ومن الفرحة عانقته وقلت له: قبل قليل كنت خائفاً منك؛ لكنك الآن أنت صديقي. قال: عندما رأيتك تصلي عرفت أنك مسلم، وكثير من أصدقائي المسلمين في "الفيسبوك" يحتفلون اليوم بعيد الفطر.. وتَعَلّمت من هذا الموقف ألا أحكم على الناس من أشكالهم.

 

وكذلك كنت مسافراً من البيرو إلى بوليفيا، وقطعنا صحراء قاحلة في 7 ساعات متواصلة ومرهقة.. عندما وصلنا الحدود، وأردنا الدخول إلى بوليفيا، كانت رسوم الدخول "160 بوليفيانو"- العملة البوليفية- ولم يكن معي هذا المبلغ، أعطيته 120 التي كانت معي؛ فرفض مسؤول الجوازات؛ عرضت عليه ساعتي وملابسي فرفض أخذها أيضاً؛ فجلست بجانبه في مكتب طيني متهالك لا أدري ماذا أفعل. جاءت شابة إنجليزية مسافرة، وعندما رأتني سألتني عن سبب جلوسي؛ فقلت: ليس معي المبلغ الكافي للدخول؛ فقالت: أنا أدفع عنك، وبالفعل دفعتها، ودخلت إلى بوليفيا، وقالت: "نحن المسافرون نساعد بعضنا".

 

** كم عدد الدول التي سافرت لها؟

أعتقد 82 دولة أو أكثر.

 

** ما هي الدولة التي زرتها وتفاجأت بها؟

هنغاريا، وسلوفينا، وفيتنام التي تعتبر أكثر دولة تفاجأت بها، وبجمال مناظرها، وشعبها اللطيف، ورخص الأسعار، وطعامها اللذيذ، ولديهم أفضل إنترنت في العالم.

 

 

 

** لو لم تكن "السوشيال ميديا" هل كنا سنعرف عبدالله الجمعة؟

نعم.. أنا مؤلف كتب، وكتابي "عظماء بلا مدارس" ألفته وعمري 19 سنة، وكان من أكثر الكتب مبيعاً قبل ظهور "السوشيال ميديا"؛ وبالتالي أنا موجود قبلها. والناس تعرف عبدالله الجمعة من خلال كتاباته، ولو ألغيت "السوشيال ميديا" سأظل ناجحاً.

 

** في رحلاتك أي البرامج تفضل لتوثيقها "تويتر"، "انستقرام"، "السناب شات"؟

أفضّل "الانستقرام" بمقاطعه الصغيرة؛ أما "السناب شات" فيسرق من لحظاتي الكثير.

 

** لماذا يقال إن محتواك "تافه" لا يقدم شيئاً جديداً؟

لا أعتقد أنه "تافه"؛ لكنني أحترم آراء الآخرين. ولا يضايقني هذا الأمر لأنني أعمل لإرضاء نفسي.

 

 

** هل مهنة الرحّالة الحديث مربحة؟

مربحة جداً.

 

** بماذا تتميز عن الآخرين من الرحالة والمسافرين؟

تفاعلتُ في أغلب المناطق التي سافرت لها، سكنت في عشة في أدغال البرازيل، وسكنت أيضاً منتجعاً فخماً في الكاريبي، ركبتُ "التك تك" المتهالك في الهند لمدة 10 أيام، وركبتُ طائرة خاصة لتنقلاتي في جنيف ولندن، وأكلت التماسيح، وهي شبيهه بطعم السمك والدجاج بعد تعطل قاربنا لمدة يومين في بحيرة بأمريكا اللاتينية.. أنا أستمتع وأستفيد وأفيد مما أمرّ به من تجارب في السفر.

 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org