الرقم ضخم للغاية.. وهذه دلالته

الرقم ضخم للغاية.. وهذه دلالته

أطاحت العمليات الاستباقية للأجهزة الأمنية السعودية خلال العام الهجري 1437هـ بـ1390 متهمًا؛ تورطوا في قضايا ذات صلة بالإرهاب وأمن الدولة، بمعدل 116 متهمًا في الشهر، و4 متهمين يوميًّا.

هذا الرقم ضخم للغاية، ويكشف عن رسالتين شديدتَيْ الخطورة:
الرسالة الأولى: أن السعودية مستهدفة بقوة من قِبل تلك التنظيمات المسلحة. وهذا الاستهداف يستغل قوتها الشبابية من ناحية، كما يستغل القوى الشبابية الأخرى من شتى جنسيات العالم العربي. فالمقبوض عليهم خلال عام 1437هـ ينتمون إلى 33 جنسية، وتصدَّر السعوديون القائمة بـ967 متهمًا، وجاء في المرتبة الثانية اليمنيون بـ154، تلاهم السوريون بـ76 متهمًا.

وقد بلغ عدد عناصر الشبكة الداعشية التي أعلنتها الداخلية مؤخرًا سبعة عشر شخصًا، بينهم امرأة، وجميعهم من الجنسية السعودية، عدا ثلاثة، أحدهم من الجنسية اليمنية، والآخران من الجنسيتَيْن المصرية والفلسطينية.

الرسالة الثانية: أن الوضع أشبه ما يكون بعمليات جذب وتجميع للعناصر القابلة للانخراط في ممارسة الإرهاب والعنف في الداخل أو الخارج، وتوجيهها إلى السعودية دون غيرها من البلدان العربية أو الغربية؛ وهو ما يؤكد إلى حد بعيد أننا بصدد عمل شديد التنظيم والتوجيه، ليس له من هدف سوى ضرب استقرار السعودية، وإشغالها بنفسها.

وربما هذا الهدف يوحي إلى حد كبير بتلك الجهات التي تقف من وراء هذه الحرب القذرة التي تستهدف بلاد الحرمين الشريفين، فيما تقف بلدان أخرى مجاورة، لا يمسها ذلك التهديد، لا لقوة أمنها، ولكن لأنها الذراع الخفية ومفرخ تلك التنظيمات المتطرفة.

وإزاء الرسالتين السابقتين نحتاج إلى التأكيد المتجدد أننا بحاجة إلى تحصين شبابنا من تلك التنظيمات الإرهابية المتطرفة، ومن شتى تيارات الغلو والتكفير التي تقودهم إلى الوقوع بين أنياب الدول المعادية لبلدنا.

وهنا يقع العبء الأكبر على عاتق العلماء الربانيين، الذين هم في مقدمة مَنْ يمكنهم انتشال الشباب من الوقوع في هذه الهاوية السحيقة، ليس من خلال الدروس العلمية وفقط، بل من خلال المشاركة المجتمعية والتفاعل مع الشباب في منتدياتهم وأنديتهم ومجالسهم.

فأفسحوا لهم الطريق؛ فهم البرد والسلام الذي يمكن أن يطفئ لهيب التطرف، ونور العلم ومشاعل الهداية التي تطرد خفافيش الظلام.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org