"الرواد" يا معالي الوزير بين سيل عرم وتعليم بالكف!

"الرواد" يا معالي الوزير بين سيل عرم وتعليم بالكف!

الهروب إلى المدارس الخاصة معالي الوزير أحمد العيسى، ليس من أجل الفشخرة والتمالح المجتمعي؛ بل لأن تلك المدارس لديها تخصصات ومسارات يستحب الأب أن يستثمر فيها أبناءه، في التعليم المتطور، بعيداً عن منهجية المدارس الحكومية وغلاظة بعض مديري المدارس ومعلميها.

أنت أيها الوزير تَمَيّزت بقيادة هذه الوزارة التي سرعان ما يهيج المجتمع مع أي قضية تثار عليها؛ واصفاً الوزارة بالسيل العرم في التصدي لتلك المعاناة التي ربما يصفها البعض بـ"المُبالغ فيها".

أما المعلمات فأنت لها في تخفيف العبء على تلك القوارير اللاتي مكثن سنين طويلة في فرقة أسرية واجتماعية!

أما المعلمون فمنهم من نرفع لهم القبعة إجلالاً واحتراماً لهم، وآخرون يتغنى في سيرتهم السياط والكف بضرب هذا وقطع أذن ذاك .. ولكنك أنت مَن يتصدى لهم كالسيل العرم كلما هاج.

"الرواد العالمية" احتضنت أبنائي فترة التأسيس، كرؤية علمية أسستهم في تعليم اللغة الإنجليزية كمسار عالمي، يجب أن نشجع القيادات التربوية حينما نجد بنات الوطن يتميزن ويدرن كفة التعليم برغم عالمية المدرسة التي تقودها التربوية "أ.جلوى البراك" في ريادتها، بالتعاطي مع أولياء الأمور والأمهات والطلبة والطالبات؛ فكانت خير قيادة مخلصة لتلك المدارس العالمية؛ برغم تنوع مشارب المعلمات في المراحل الأولية، ويا ليتك أيها الوزير تلتفت لمثل هذه القائدة لاستثمارها في قيادة التعليم الأهلي والحكومي كي تنشل الأمل المتواضع في بعض المدارس، ونجد الآلاف من المدارس وصلن إلى مرحلة التطوير العلمي والمنهجي! وليس إقلالاً بمن وثقتم بهم في إدارة تلك المسارات؛ ولكن رؤية 2030 تحتاج إلى مثل تلك القيادات على شاكلة "البراك".

أعود إلى ريادة الرواد الأهلية التي أجد فيها الآن نماذج فكرية وتربوية وتعليمية وإدارية يطمأن لها ولي الأمر عندما يضع ابنه وابنته في تلك الصروح التعليمية؛ لا سيما وأن قائدها إمام عُرف بصوته الشجي وحفظه لكتاب الله عن ظهر قلب، حفظه الله، صاحب تأدب وتعامل فذ مع كل مرتاد للمدارس، شيخنا جمعان العصيمي الذي أحب تلاميذه فأحبوه، وفّق الله مسيرته.

تجاوز هذا التميز الإداري إلى وكالة المدرسة للأستاذ محمد كمالي ابن الشيخ الدعوي المصري المميز الشيخ محمد علي كمالي، الذي حَفِظ والده القرآن في سن العاشرة من عمره، واهتم بالدعوة وسلوك التربية في التعليم؛ ولهذا حَظِيت المدارس بمثل هذين المدير والوكيل على حد سواء.

لغة التناغم بين مدرسة ابني "محمد" وابنتي "الدانة" في هذا الصرح الريادي الذي يُقاد من شخصية مجتمعية محبوبة ولها بصمات وطنية في مجتمع التطوير بالمنطقة المهندس طارق القصبي، الذي يتقبل النقد قبل الثناء، في مدارس تُعلّم السباحة والفروسية وغيرها كترويح تعليمي عالي الجودة، وهو رجل قنوع وزاهد يجذب الناس إليه في سلك تعليمي شامخ.

ابنتي تحب معلمتها "سارة" وزميلتها ومعلمة لا يحضرني اسمها، وتحب مدرستها وقاعتها الحمراء، وكنت في زيارة "أبي في مدرستي" للآباء جميعاً.. كيف شعور الأب وابنته تمسك بيده بين أزقة وفناء المدرسة الجميلة والنظيفة في روضة الأطفال في مدرستها الريادية، ويقول المصريون أن "الجواب باين من عنوانه" حينما تجد حراس المدرسة الإخوة السودانيين والمصرين والآسيويين في قمة الأخلاق والحرص؛ فهذا دليل على أن مديرة الروضة وزميلاتها في التعليم والإدارة والهيئة الخدمية في قمة التميز.

مدرسة روضة ابنتي أفنِيَتُها جميلة ونظافتها عالية، وفصلها (القاعة الحمراء) مرتب بامتياز، ودورات المياه -أجلكم الله- في قمة المثالية، وفناؤها الخارجي والألعاب، نظافة عالية، وسلوك معلماتها وإدارتها عالية ومميزة، وحرص على العمل منذ الساعات الأولى من فجر كل يوم، حتى العاملات أثّرن على ابنتي بحسن المعاملة.. أبَعد هذا لا نطمأن أيها الوزير الهمام؟

ابني "محمد" في مدرسته يجد التعامل الممتاز من المعلمين والإداريين، وكذا المشرفين وإدارة المدرسة الراقية، وانعكس هذا النمط في تحبيب ابني لمدرسته؛ بدءاً من التحصيل اليومي إلى اليوم الكامل الذي يجد فيه ابني أصناف التعامل الجميل والاهتمام المميز وأخلاقيات المعلمين.

نحن نؤمّن المدرسة على أبنائنا ونتركهم ساعات طوال كل يوم.. فإما أن تحمل المدرسة الأمانة أو يتصدع (العرم)؛ فلا نكون مطمئنين لتلك الإسورة من المدارس.

النموذج في الإدارة العليا المشرفة على المدارس يعطينا الثقة في أن مدرسة ابني وابنتي في خير ما دمنا التقينا أكثر من مرة في ملتقى الآباء، والأمهات (لزوجتي)، التي شاهدت نموذجاً مميزاً من المعلمات والمشرفات في لقاء الأمهات، وأنا كذلك حظيت بشرف التعامل مع الأسرة التعليمية، كان آخرها الليلة الماضية في لقاء الآباء، حيوية ونشاط وسلوك تربوي وتنظيم رائع، ورقي في التعامل والشفافية من المعلمين والمرشدين المتخصصين وإدارة المدرسة المتميزة.

هنا نتألم حينما نجد المدارس الخاصة تتميز عن بعض المدارس الحكوميات، التي غالباً ما نجد فيها الصفعات (بالكف أو العصا) كحالات فردية تصدر من المعلم تجاه براءة الأبناء؛ مما أكسب بعض الأهواج من الآباء جرأة للدخول إلى فناء المدرسة وضرب الطالب ضرباً مبرحاً؛ مستغلاً عسكريته التي لم يحترم فيها أداء القسم والولاء والعمل الصالح والحفاظ على الأمن؟

ليست كل المدارس الحكومية والأهلية في (نمط واحد)؛ بل هناك فرق بينهن في كل شيء، وقد واجهت مدارس يملكها (مَن كنت أثق بهم وبتربيتهم)، من حملوا في نمط التعامل الكذب والتسويف والمخادعة! فكيف يمتلك هؤلاء مدارس للتربية والتعليم وتخريج الأبناء؟ وكيف نثق بهم وفي مدارسهم!

الوزير "العيسى" الذي أعرفه، رجل تربوي وقيادي بامتياز، استطاع أن ينقل التعليم بشفافية عالية.. كل ما يحتاجه في إخلاصه وأدائه المميز، هو معاونون مهنيون في نقل نمطية التغيير المرحلي إلى البيوت والمجتمعات؛ من خلال وسائل مهنية احترافية عالية تُراعي نمط المجتمع واختلاف ثقافاته، وتغيير الصورة الذهنية عن التعليم وممتهنيه؟

إذا كان الوزراء بنفس نمط الثقافة المجتمعية التي يحملها الوزير "العيسى" ومَن هم في حكمه من سكرتارية وإداريين، وكذلك الشباب المكلفون في الاستقبال، وما يحمله الوزير من تواضع وصدق وشفافية عالية؛ فإن الوطن بخير.

ليت الغلظاء (من بعض المسؤولين) يحذون حذو هذا الإنسان العاقل، رجل التربية؛ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org