"السعودي الجديد" في زمن المتغيرات!

"السعودي الجديد" في زمن المتغيرات!

العالم من حولنا يموج بمتغيرات مذهلة في ذاتها، وسريعة للغاية في حركتها، تجعل الأمم والشعوب والأفراد في حالة من التتبع والتربص المستمر.

والسعودية كبلد، والسعودي كفرد من هذا الكون الفسيح تلاحقه تلك المتغيرات شاء ذلك أم أبى، وستصل إلى فراشه ودثاره بغير إذنٍ منه على كل حال.

وهذه المتغيرات، كما أنها لا تقف عند جغرافية ما، ولا جنس محدد؛ فهي كذلك لا تقف عند مجال معين، فثم متغيرات في مجال التقنية، وأخرى في مجال الاقتصاد، وثالثة في مجال السياسة، ورابعة في مجال الطب، وهكذا.

ولنأخذ مثالاً على ذلك، وليكن من متغيرات عالم الاقتصاد من حولنا؛ وهو الانخفاض الشديد في أسعار النفط، فهذا التدني من "147" دولاراً قبل سنوات إلى أقل من "30" دولاراً في العام الحالي تترك بصمات لا تمحى على السعودية كدولة والسعودي كمواطن وفرد في هذا العالم المترامي الأطراف.

فالسعودية اضطرت إلى إلغاء بعض الدعم المفروض من سنوات على أسعار المحروقات، وجاءت الميزانية تحمل عجزاً، واضطرت المملكة إلى السحب من الرصيد الاحتياطي، الذي يكاد يكفي لسد العجز خمس سنوات قادمة فقط؛ حسب التقديرات الاقتصادية العالمية.

وهذه الإجراءات جميعها ستمس جلد المواطن السعودي حتماً، عاجلاً أم عاجلاً، إذ لو استمرت أسعار النفط على هذا التدني خمس سنوات فقط؛ فإن الدولة ستضطر إلى المزيد من إجراءات رفع الدعم؛ لكون النفط هو عصب الاقتصاد السعودي ورمانة ميزانه.

ومن هنا نقول: إن المواطن السعودي عليه من الآن أن يخلع عن نفسه عباءة الماضي ليعيش الحاضر بواقعه، ويستشرف المستقبل بكل مخاطره وأزماته؛ لأنه سيكون هو واقعه عما قريب.

وعلى الدولة هنا واجب التوعية والإرشاد، فأنْ يدرك المواطنُ المخاطرَ والأزمات فيستعد لها؛ خيرٌ له من أن يفأجا بها ويغرق بين أمواجها المتلاطمة.

وعلى المواطن أن يدرك أن عجلة الحياة لن تتوقف عن شكاياته، ما لم يأخذ بالأسباب التى تمكنه من التعاطي بصورة إيجابية مع تلك المتغيرات التي ستفرض نفسها على الجميع.

في الزمن الجديد لا بد من سعودي جديد.. فهل وصلت الرسالة؟!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org