السفير السعودي في الأردن "خالد بن فيصل": زيارة الملك الآسيوية من الدروس الملهمة لتعلُّم فن الخروج عن التقليدية

أكد أن العمل الدبلوماسي فن اصطياد الفرص وصناعتها
السفير السعودي في الأردن "خالد بن فيصل": زيارة الملك الآسيوية من الدروس الملهمة لتعلُّم فن الخروج عن التقليدية
قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية، الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود: "عندما تشرفت بالمسؤولية التي منحها لي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ممثلاً لمقامه الكريم في الشقيقة المملكة الأردنية الهاشمية قبل عام ونصف العام بدأت أراجع التجارب الدبلوماسية السعودية السابقة كمرشد لا بد منه؛ وذلك لمعرفة مواقع النجاح والفشل في هذا المجال الحيوي والمهم. والحقيقة، إنني وجدت الكثير من التجارب الناجحة والمفيدة. العمل الدبلوماسي فن اصطياد الفرص وصناعتها، والدبلوماسي الناجح هو الذي لا يكون نجاحه روتينيًّا باردًا وتلقائيًّا، يجيد حفظ الإجراءات وينفذها فقط، بل الناجح من يمتلك القدرة على الخروج عن إطار التقليدية إلى مناخات الإبداع والتفرد".
وأضاف: "زيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين الآسيوية كانت من تلك الدروس الملهمة للدبلوماسي لتعلُّم فن الخروج عن إطار التقليدية إلى إطار الإبداع؛ ففيها من فن صناعة الفرص الكثير، التي تغني عن قراءة مئات الأدبيات الدبلوماسية".
وزاد: "سيدي خادم الحرمين الشريفين اختط منهجًا في السياسة، يعتمد على المدخل التاريخي لفهم مجريات الأحداث والتعامل معها. قاعدة هذا المدخل الدين الإسلامي والتاريخ السعودي؛ ففي مدرسته يجمع الدين الإسلامي بين المصلحة والقيم الأخلاقية العالية، ويكون التمسك بثوابت الدين مصلحة لا يفهمها إلا من شهد أن لا الله إلا الله، عقيدة وسلوكًا".
وأوضح أن زيارة مقامه الكريم الآسيوية تفصح عن شخصية إسلامية، تعمل من أجل الدين، ونشر ثقافة الاعتدال في كل بلاد الدنيا؛ لذا كان الدرس الدبلوماسي الذي يجب أن يحرص على تعلمه من يعمل في السلك الدبلوماسي هو أننا دولة ذات عقيدة معتدلة، لها مصالحها في أكثر بلدان العالم، لكن الطريق لتحقيقها هو التمسك بثوابت الدين، واحترام الآخر. نحترم أتباع الأديان؛ لأن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: "من عادى ذميًّا في الدنيا أنا خصمه يوم الآخرة". في مقابلته لرجال الدين المسلمين في الدول الإسلامية أراد مقامه الكريم توصيل معانٍ سامية من وصية خاتم الأنبياء، ألا وهي العدل، والرحمة، والمشاركة الإنسانية القائمة على حفظ كرامة البشر وحقوقهم، وأن من فهم دين الله أنصف عباده عدلاً ورحمة وتعاملاً.
وقال الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود: "الجمع بين الدين والتاريخ - فهمًا ودراسة - يُمكِّن كل متابع للشؤون السعودية من فَهم سياستنا، كما يساعده على مد جسور التواصل معنا باحترام طاهر، لا يقبل الدسائس والدنس. الدين هو ما يمنعنا من التدخل في شؤون الآخرين إلا بالتي هي أحسن، وهو من يضمن تحقيق المصالح دون الاعتداء على حق أحد. ديننا كما عرفناه من سيدي خادم الحرمين الشريفين هو دين حضارة وسياسة، وهو الإسلام الذي سبق كافة تشريعات الحقوق المدنية للبشر في تجريم العنصرية، وهو الذي امتد بسماحته للمشرك والذمي والعدو، وأعطاهم حقوقهم الإنسانية كافة دون أن يكون في ذلك انتقاصٌ لقيمه السمحة الراقية. ديننا هو الإطار الذي تتحرك فيه سياستنا ومصالحنا وحضورنا الثقافي والإنساني".
وأضاف: "سيدي خادم الحرمين الشريفين أعطى في جولته الآسيوية للدبلوماسي السعودي قبل غيره درسًا في التعامل مع البيئات المختلفة معنا، لغة وثقافة وعادات ودينًا، وعرفنا منه –أمد الله في عمره- أن التضحية لا تكون إلا في المصالح وليس في العقيدة، وأن الاعتدال مطلب حضاري للدين الإسلامي قبل أن يكون مبدأ سياسيًّا، وأن التاريخ دائمًا ما ينصف وينصر أصحاب الثوابت والقيم على أصحاب المصالح المؤقتة. ليست هذه مثالية مفرطة، ولكنها طبيعة سياسة سعودية، تقوم على بناء المصالح المشتركة مع الغير، وفق منهج تعلمناه من سيدي خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- وسوف نحرص على الأخذ به، والتعامل مع الآخرين وفقًا لما تشربناه من مبادئ ديننا الإسلامي المعتدل". 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org