السماري: الملك عبدالعزيز أسس مملكة مبادئ وقيم

قال: رئاسة خادم الحرمين لدارة "المؤسس" دافع أقوى لتحقيق أهدافها واستراتيجيتهانافل السبيعي الرياض
السماري: الملك عبدالعزيز أسس مملكة مبادئ وقيم

أكد الدكتور فهد بن عبدالله السماري المستشار بالديوان الملكي، الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز، أن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هو ذكرى متميزة محفورة في الوجدان والذاكرة، وهي المناسبة التي تحقق فيها لهذا الوطن الشامخ التكامل والوحدة، وزالت عنه الفرقة والتفكك.

وقال: هو يوم يشهد له التاريخ بمدى التطوّر والرقي الّذي تحقق، إنه يوم ختم به الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود مسيرته التاريخية لتوحيد أرجاء بلاد ضامئة للوحدة، وبدأ به -رحمه الله- عهداً من التنمية والتطور والتقدم لم تشهد مثلها البلاد عبر حقب طويلة من التاريخ.

وأردف السماري: بدأ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مسيرة التوحيد البطولية التي حمل خلالها همَّ أمته على عاتقه، وهو يتسلح بأسلحةٍ ماضيةٍ قاطعةٍ مكنته من النصر في كل معاركه العسكرية والسياسية والتنموية، الأول هو الإيمان الراسخ الخاضع لمشيئة الله، إيمانٌ استمد منه معاني الصبر والحلم والعدل والتواضع والحكمة وكافة القيم الدينية التي يُفترض توفرها في ولي أمر المسلمين، ولا شك أن تلك القيم تهذب العمل العسكري المتصف عادةً بالعنف، كما تهذب العمل السياسي الموصوف عادة بالانتهازية، وتجعل من العسكري فارساً، ومن السياسي مصلحاً، كما أتاحت له القيم الإيمانية الثقة في عون الله ثم تأييد شعوب الجزيرة العربية التي رأت فيه نموذجاً حياً للإمام العادل الذي كان حلماً بعيد المنال عن تلك الشعوب على مدى أجيال وأجيال.

وأضاف: هناك سلاح ثان كان في جعبة الملك عبدالعزيز جعله يَبِزُّ أقرانه ومعاصرية وهو انتماؤه إلى عائلة (آل سعود) وهي عائلة حكم وسياسة، امتهنتهما على مدى قرون، عاركت خلالها كافة التجارب، مما جعل من أفرادها قادةً بالفطرة، وحكَّاماً بالسليقة، ومن هذه العائلة الكريمة استفاد -رحمه الله- من كنز هائل من التجارب السياسية والعسكرية وشبكة ضخمة جداً من العلاقات الوثيقة بكافة القوى السياسية في المنطقة، أتاحت له السرعة في اتخاذ القرار، والدقة في حل أشد المعضلات، والقدرة على التقييم الموضوعي للمستجدات.

وتابع: كما تسلح الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- كذلك بالثقة والولاء والإخلاص التي أولاها إياه شعبه في كل مناطق المملكة، فسكان المملكة العربية السعودية لديهم الذكاء الفطري الذي مكَّنهم من تمييز عبقريته السياسية والعسكرية، ومكنهم ذلك الذكاء من معرفة صدقه وأمانته وإخلاصه في تكوين دولة تضمن لهم الأمن والرخاء والاستقرار، ولذلك لا نستغرب تلك الهبَّة الشعبية التي دعمته في كل مراحل التأسيس والتوحيد والتنمية، ومن خلال تقليب صفحات التاريخ الوطني بتفاصيلها سوف نتبين أنه لا توجد قبيلة أو عشيرة أو عائلة في كافة أصقاع هذا الوطن إلا وتفتخر بانضمامها لمسيرة التوحيد والبناء بحيث أنهم ما زال الأبناء والأحفاد يرددون القصص والقصائد التي كانت تحكي علاقتهم القوية ببطولات التأسيس ومحاور البناء، ولا يفتؤون يرددون سِيَر أعلامهم وفرسانهم من أبطال الوطن، الذين شاركوا المؤسس في تكوين هذا الوطن الشامخ.

وقال: لم تكن الإمكانات المادية بذات أهمية أمام تلك الأسلحة المعنوية التي امتلكها قائد التوحيد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، بل أن أموال الأرض كلها غير قادرة على جمع شتات هذا الوطن بدون تلك الأدوات التي لم يمتلكها سواه، كما أن تلك الأدوات لم تكن آنية أو وقتية بل هي دائمة ومستمرة حتى بعد وفاته -يرحمه الله- حيث استمر منهجه نبراساً يقتدي به قادة هذه البلاد ويسيرون على نهجه، واستمرت كذلك ثقة شعب الجزيرة العربية بقياداتها حتى وقتنا الحالي، وذلك لما لمسوه من الأمانة في استمرار نهج الموحد في القيادة والحكم، مما كان له أثره الواضح في تطور هذه البلاد من الحالة البدائية إلى أن تبوأت أرفع الدرجات في مصاف الدول المتقدمة، فكل ما ننعم به رفاهية ورغد ورفعة إنما هو امتداد لتلك السياسة التي انتهجها الملك عبدالعزيز بعد توفيق المولى عز وجل.

وأضاف: لعل مما يدعونا للفخر في دارة الملك عبدالعزيز أننا نعمل في مؤسسة تحمل اسم الموحد، وتحمل على عاتقها حفظ تاريخه وتوثيقه ونشره بكل الوسائل الحديثة المتاحة، إضافة إلى تاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية والبلاد العربية والإسلامية بشكل عام، مما جعل من الدارة مؤسسة علمية مرموقة على مستوى العالم، وذلك عائد للثقة التي أولاها إياها ولاة أمر هذا البلد المبارك لإدراكهم أهمية وجود جهة تهتم بخدمة تاريخ الوطن وجغرافيته وآدابه وتراثه، حيث دأبت منذ 45 سنة على تحقيق رغبة القيادة الحكيمة في إيجادها.

وقال: تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لمهام رئاسة مجلس إدارة الدارة منذ أكثر من عشرين عاماً أعطى للدارة دافعاً أقوى لتحقيق أهدافها واستراتيجتها، كما وفر لها كافة الإمكانات التي تحتاجها للتطور والإنجاز النوعي، فتنوعت مهامها وتضخمت مسؤولياتها وتضاعف إنتاجها أضعافاً مضاعفة، فزادت كمية إصداراتها المتخصصة، وعملت على عمل الندوات المؤتمرات وورش العمل، وعقدت على مستوى العالم العديد من اتفاقيات التعاون والشراكة مع عدد من الجهات النظيرة عالمياً مما حقق لها الانتشار ويسر حصولها على المعلومة من إي جهة في أركان المعمورة، وحفظت الملايين من المصادر التاريخية ووثقتها، وغير ذلك من الإنجازات.

وأكمل: كما أن لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الإدارة دور كبير في تعاظم دور دارة الملك عبدالعزيز، وتطوير أنشطتها لتواكب المستجدات الحديثة وتمكينها من مخاطبة المجتمع بشكل علمي ومهني باستخدام مصادرها ومعلوماتها لنشر الثقافة التاريخية الوطنية الصحيحة، وهذا دور سيكون له أثره الكبير في مستقبلها المنظور -بعون الله-، كل ذلك جعل الدارة مؤسسة علمية وثقافية يفخر بها الوطن اتسمت بالرصانة والمنهجية والتوثيق والوفاء لجميع من أسهموا في تاريخ البلاد.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org