"السمحان": اللجان والحملات السعودية أغاثت عددًا من الدول بأكثر من 3 مليارات.. والعطاء متواصل

"سبق" ترافق الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا بمخيم "الزعتري"
"السمحان": اللجان والحملات السعودية أغاثت عددًا من الدول بأكثر من 3 مليارات.. والعطاء متواصل

بعد خمس سنوات من البطش الذي يفرضه نظام الأسد على شعبه، بات "مخيم الزعتري" في الأردن ملاذًا آمنًا لهم، على الرغم من قرب المسافة بينهم وبينأراضيهم التي تحولت لشلالات من الدماء؛ إذ يشعرون بقنابل ومتفجرات النظام، التي دمرت منازلهم، وتلك الأحياء الشامية القديمة التي استهوت الكثير للعيش فيها؛ إذ تحولت إلى ركام.. وقد تسمع البكاء والأنين والألم لمن فضل البقاء تحت أنقاضها حبًّا في تلك الأرض التي - بلا شك - سيعودون إليها في زمن قريب، ولكن قد يستمر الحزن بفقد الكثير من الأحباب والأهلوالأقارب لهم.

 

ولم تسلم تلك المخيمات من الانفجارات الناتجة من القصف اليومي على الأراضي السورية، وخصوصًا "حلب" في الأيام القريبة الفائتة؛ إذ تهتز خوفًا وغضبًا على الدمار الذي يحدثه النظام السوري في تلك الأرض الجميلة، التي تحولت لأشباح بعد أن هجرها أهلها، ومنهم من مات بسبب تلك الحرب، إلا أن ذلك الحزن قد يتلاشى لدى الكثير من سكان مخيمات "الزعتري"، ويتحول لنوع من الفرح الممزوج بأمل العودة لوطنهم، مع أن بعضهم قد يئس،وبات حبيسًا في تلك الخيام، يترقب "رصاصة" تنهي حياة مَن هجرهم، وبطش بهم، وقضى على أفراحهم، ويتّم الأطفال، ورمّل النساء، وقتل كبار السن ولم يرحمهم.

 

وبعد أن كان "الزعتري" أرضًا صحراوية دبت الحياة فيه بانتشار هؤلاء اللاجئين، الذين يجدون فيه ملاذًا آمنًا، يبعدهم عن الموت؛ إذ يقاومون الرياح، كذلك يصبرون على حرارة ولهيب الشمس الحارقة، بعد أن كانوا قد قاوموا موجة البرد الفائتة، في حين لم يعد لديهم خيارٌ سوى البقاء، بعد أن دُمّرت منازلهم، وأصبح العيش في "الوطن" ميئوسًا منه ومخيفًا، ولكن قد يتحول ذلك لأمان وأفراح في قادم الأيام بعودتهم إلى ذلك الوطن الذي يبكونه.

 

العديد من اللاجئين ليس لديهم خيار سوى البقاء في تلك المخيمات؛ فمنازلهم في سوريا دُمرت، وأصبحت الأحياء حولهم خطيرة جدًّا، بعد أكثر من عامين من الحرب المتصاعدة.. فيما حوّل اللاجئون تلك المخيمات لمدينة، وباتوا يخدمون أنفسهم بأنفسهم، من خلال المحال التجارية التي أحدثوها داخل المخيم، وسط تعاون فيما بينهم، في محاولة لمسايرة الوضع، والعيش بعيدًا عن معدات الحرب، هروبًا من البراميل المتفجرة التي يتزايد سقوطها على المنازل.

 

 "سبق" كانت ضمن وفد إعلامي من المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، قامبزيارة استطلاعية إلى مقر الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين بمخيم "الزعتري". وكان في استقبال الوفد الدكتور بدر السمحان المدير الإقليمي للحملة الوطنية السعودية بالأردن وتركيا ولبنان والداخل السوري، كردستان العراق، الذي أكد أن الحملة الوطنية السعودية هي رسالة أرض الرسالة للإخوة والأشقاء من الدول الشقيقة، وهي ماضية -بإذن الله- في إيصال المساعدات الإغاثية للاجئين السوريين كافة في دول الجوار السوري "الأردن، تركيا ولبنان"، إضافة إلى العمل على إدخال المواد الإغاثية إلى الداخل السوري بالتنسيق مع الجهات المختصة في الدول المجاورة.

 

السحيباني: الأشقاء السوريون يحظون باهتمام حكومي وشعبي من قِبل السعودية

من جهته، أكد الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، الدكتور صالح السحيباني، أهمية مثل هذه الزيارة، التي تحرص المنظمة من خلالها على التعرف على جهود المنظمات الدولية، والاطلاع على تجاربها بناء على التوصيات التي أقرتها الهيئة العامة، التي انعقدت مؤخرًا بالأردن. مشيدًا بالتجربة التي شاهدها في الحملة السعودية لنصرة الأشقاء السوريين، والتوجيهات المستمرة التي تتلقاها الحملة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف نائب، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على اللجان والحملات الإغاثية السعودية؛ وهو ما يؤكد العمل الجبار الذي يقدم تجاه الأشقاء السوريين، الذين يحظون باهتمام حكومي وشعبي من قِبل المملكة العربية السعودية ومواطنيها.

 

 "يزن" فَقَد والده.. والدعم النفسي يساعده

وقبل أن نبدأ بالزيارة الميدانية استوقفني ذلك الطفل، واسمه "يزن"، الذي يبلغ من العمر 11عامًا، والذي تبدو عليه علامات الحزن والأسى. حاولت التحدث معه، لكنه لم يرد. حينها تدخلت إحدى العاملات ضمن الحملة السعودية لنصرة الأشقاء السوريين، وذكرت أنه يخضع حاليًا للدعم النفسي في محاولة لإخراجه من حزنه والحالة التي هو عليها بعد فقده والده، الذي قُتل على أيدي النظام السوري دون أي ذنب. في حين كان لقسم الدعم النفسي داخل الحملة ضمن المخيم دورٌ كبيرٌ في التهيئة النفسية لدى الكثير من الأطفال، وغالبيتهم يعانون مشاهد الحرب وفقدهم آباءهم؛ ما أدخلهم في حالة نفسية سيئة.

 

زيارة ميدانية

واستعرض "السمحان" للوفد الإعلامي من خلال زيارة ميدانية نشاطات الحملة الوطنية السعودية في المحاور الإغاثية والطبية والإيوائية والتعليمية والموسمية كافة، وأكد حرص الحملة الوطنية السعودية على تقديم المساعدات للاجئين السوريين، منوهًا بجهود المملكةالأردنية الهاشمية وما تقدمه من إجراءات سهلة وميسرة لأعمال الحملة على الأراضي الأردنية بتقديم المساعدات للأشقاء اللاجئين السوريين فيها.

 

تواصل مسيرة العطاء الإنساني

وأكد "السمحان" خلال الجولة أن المملكة العربية السعودية أدركت منذ وقت مبكر أهمية وضرورة العمل الإغاثي والإنساني؛ إذ تبذل السعودية جهودًا متميزة في التخفيف من معاناة وآلام المنكوبين والمتضررين في مختلف بقاع العالم، وما زالت تواصل مسيرة العطاء الإنساني بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العامعلى اللجان والحملات الإغاثية السعودية، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع. وقد فتحت السعودية قنوات شرعية ومؤسسات رسمية محلية وإقليمية ودولية، تخصصت في مجال العمل الإنساني، ساهمت في تخفيف معاناة ملايين المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية حول العالم، ومكّنت الجهات المختصة في الأعمال الخيرية والإغاثية من القيام بمسؤولياتها الإنسانية والحضارية محليًّا وعربيًّا ودوليًّا، التي غطت أكثرمن (70  %) من دول العالم حسب الإحصائيات الواردة من المنظمات المتخصصة في المساعدات الإنسانية.

 

السعودية حاضرة في كل مكان وزمان

ونوه "السمحان" بالحضور السعودي الإغاثي قيادة وشعبًا في حالات الكوارث الطبيعية والحروب استجابة للحالة الإنسانية. مشيرًا إلى أن اللجان والحملات الإغاثية السعودية خير مثال لتلك الاستجابة السريعة؛ إذ قدمت تلك اللجان منذ تأسيسها في كل من سوريا، فلسطين، لبنان، العراق، باكستان، أفغانستان، دول شرق آسيا والصومال أكثر من (3،833،243،162) ثلاثة مليارات وثـمانمائة وثلاثة وثلاثين مليونًا ومائتين وثلاثة وأربعين ألفًا ومائة واثنين وستين ريالاً سعوديًّا، شملت برامج إغاثية، إيوائية، غذائية، طبية، تعليمية، اجتماعية وتنموية.. ولا يزال العطاء متواصلاً والجهود مستمرة، إضافة إلى ما تقدمه السعودية من مساعدات مباشرة للحكومات والهيئات الرسمية في الدول الـمتضررة.

 

استمرار وعطاء..

وأشار إلى تواصل هذا العطاء مع بداية الأزمة الإنسانية التي يعانيها الشعب السوري؛ فكانتالسعودية من أولى الدول التي سارعت في الوقوف مع الشعب السوري، والتخفيف من معاناته بالوسائل الإنسانية والإغاثية كافة على المستوى الرسمي والشعبي. وقدمت السعوديةتسهيلات كبيرة للسوريين على أرض السعودية، منها تسهيل الإقامة والتنقلات، والسماح لهم باستقدام عوائلهم، ولم شملهم مع أقاربهم من سوريا للعيش في السعودية دون قيد أو شرط، وقبول (150.343) طالبًا وطالبة من السوريين في مدارس التعليم العام والتعليم الجامعي والتدريب التقني "مجانًا"، والسماح للذين لم يكملوا دراستهم بإكمال الدراسة، وتقديم خدمات "العلاج المجاني" في المستشفيات الحكومية كافة، ومنحهم تصاريح لمزاولة العمل دون التعامل معهم كلاجئين حفاظًا على كرامتهم وسلامتهم، ومنحتهم حرية الحركة التامةفي جميع مناطق السعودية.. وقد استفاد من ذلك أكثر من مليونَيْ سوري منذ اندلاع النـزاع في سوريا قبل أكثر من أربع سنوات حتى تاريخه.

 

أولى الحملات الإغاثية

وأوضح "السمحان" أن السعودية أوفت بجميع التزاماتها تجاه السوريين على الصعيدَيْن الرسمي والشعبي، التي كان آخرها ما قدمته في المؤتمر الدولي الرابع للمانحين المنعقد في لندن في الرابع من فبراير 2015م لدعم الوضع الإنساني في سوريا بمبلغ مائة مليون دولارأمريكي، إضافة إلى الـمساعدات الشعبية التي قدمها الشعب السعودي للتخفيف من معاناة الشعب السوري، وتـم تقديـمها من خلال الحملة الوطنية السعودية لدعم الشعب السوري، التي تعد من أولى الحملات الإغاثية التي بادرت منذ بداية الأزمة بـمد يد العون والـمساعدة للشعب السوري في كل من الأردن ولبنان وتركيا وفي الداخل السوري، عبر تقديم الخدمات الغذائية، الإيوائية، الصحية، التعليمية والإغاثية للنازحين السوريين داخل سوريا واللاجئين السوريين في دول الجوار، وسيَّرت الجسور الإغاثية البرية والجوية لمباشرة توزيعها بشكل مباشر.

 

(152)  برنامجًا إغاثيًّا ومشروعًا إنسانيًّا

وكشف "السمحان" عن عدد البرامج الإغاثية التي نفذتها الحملة حتى الآن، والتي بلغت أكثرمن (152) برنامجًا إغاثيًّا ومشروعًا إنسانيًّا، تم تنفيذها في مواقع تجمعات اللاجئين السوريين بتكلفة إجمالية قدرها (875،900،484) ثـمانـمائة وخمسة وسبعون مليونًا وتسعمائة ألف وأربعمائة وأربعة وثمانون ريالاً سعوديًّا، استفاد منها أكثر من ثلاثة ملايين سوري في دول الجوار السوري، ونصف مليون نازح في الداخل السوري؛ ليصل إجمالي المساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية إلى (780) مليون دولار منذ عام 2011م حتى الآن، أسهمت - ولله الحمد - في تخفيف جزء من معاناة الأشقاء السوريين في ظل هذه المحنة الإنسانية العصيبة التي تمر بهم.

 

"سارة" طُلِّقت والدتها.. والحملة السعودية تتبناها

وخلال مجريات الزيارة الميدانية استوقفتنا الطفلة الصغيرة "سارة"، التي لم تتجاوز 7 أشهر،وكانت مع جدتها في مراجعة بها لأحد الأقسام الطبية داخل الحملة السعودية الوطنية لنصرة الأشقاء السوريين، التي كانت مكتظة بالمراجعين منهم، ولكن ابتسامة تلك الطفلة البريئة خففت من عناء الزحام. وقد أبلغتنا جدتها لوالدها بأن والدتها مطلَّقة، وما زالت في سوريا،وأنهم لجؤوا للمخيم من أجل العيش فيه بعيدًا عن أهوال الحرب في بلادهم. فيما أشادت بما تجده هي وباقي الأشقاء من جهود ودعم يُبذل من المملكة العربية السعودية، التي سعت لنصرتهم وحمايتهم. وبينت أنهم يأتون للحملة ليحصلوا على الخدمات الطبية المميزة، كذلك الخدمات التعليمية وما يحتاجون إليه كافة. داعية لخادم الحرمين الشريفين، وللشعب السعودي،بالأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى.

 

"شام" تهنأ بالرعاية السعودية

وفي الجانب الآخر، كانت حالة الطفلة "شام أحمد - 6 سنوات" مُبكية؛ كونها تعاني ضمورًا في المخ، بعد نقص في الأوكسجين؛ وتستخدم العربة في التنقل؛ وتراجع العيادات داخل الحملة الوطنية السعودية، وتجد العناية والرعاية الفائقة عبر ما يُقدَّم لها من خدمات علاجية وكشوفات طبية فائقة.

 

 7  ملايين قطعة شتوية

يُعتبر برنامج "شقيقي دِفْؤك هدفي" من البرامج الموسمية للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا، الذي يتم تنفيذه خلال فصل الشتاء، والذي يستمر لعامه الثالث على التوالي، وقد عملت الحملة من خلاله على تغطية الأشقاء النازحين السوريين في المناطق الجنوبية والشمالية من الداخل السوري، إلى جانب اللاجئين منهم في دول الجوار، بما بلغ مجموعه ما يقارب 7 ملايين قطعة من المستلزمات الشتوية المتنوعة من بطانيات وجاكيتات وأطقم أطفال وشالات نسائية وبلوفرات وأغطية رأس وجوارب. كما قامت الحملة ضمن المحور الموسمي بتأمين أكثر 6500 مدفأة للأشقاء اللاجئين في دول الجوار، إضافة إلى توزيع المازوت على الأشقاء السوريين في لبنان بقيمة تجاوزت 3 ملايين ريال سعودي.

 

 "شقيقي بيتك عامر"

وتحرص الحملة الوطنية السعودية على إيلاء الجانب الإيوائي أهمية خاصة؛ لما يشكله من عبء ثقيل على اللاجئ السوري في ظل ما يواجهه من صعوبة في الحصول على السكن المناسب؛ إذ تم إطلاق برنامج "شقيقي بيتك عامر" الهادف لاستبدال ما تبقى من خيام في مخيم الزعتري بـ (1000) وحدة سكنية جاهزة (كرفان) استكمالاً لما بدأته الحملة من تأمين الكرفانات بعدد إجمالي سوف يصل إلى أكثر من (4600) كرفان، إلى جانب التكفل بدفع إيجارأكثر من (780) عائلة سورية في الأردن لمدة ستة أشهر، إضافة لتغطية إيجار (5000) شقة في لبنان ضمن البرنامج الإيوائي "شقيقي مسكنك طمأنينتك" الهادف لإيواء الحالات الإنسانية من ذوي الشهداء والمصابين والمفقودين والمعتقلين والمعاقين من عائلات الأشقاء اللاجئين السوريين. إضافة إلى مشروع "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر"، الذي تتكفل الحملة من خلاله بإنشاء وصيانة المساجد في مخيم الزعتري. كما قامت الحملة في بداية اللجوء بتأمين أكثر من 10 آلاف خيمة مضادة للحريق في الأردن وتركيا.

 

تميُّز في الخدمات الطبية العامة وطب الأطفال

وعلى صعيد البرامج الطبية تواصل الحملة الوطنية السعودية تقديم خدمات الرعاية الطبية والصحية للأشقاء اللاجئين السوريين في مخيم "الزعتري" شمال الأردن عبر العيادات التخصصية السعودية التي استقبلت منذ تأسيسها أكثر من (480) ألف مراجع، يراجعون العيادات في 14 اختصاصًا طبيًّا، إضافة إلى صيدلية ومختبرات، وقسم أشعة، ووحدة دعم نفسي، يتم تزويدها بالمستلزمات الطبية من أدوية ومعدات، هي الأحدث من نوعها. وتستقبل العيادات أسبوعيًّا ما بين 2500 و3000 مراجع، غالبيتهم من الأطفال. وتتعامل عيادات الأطفال مع 800 إلى 900 طفل بشكل أسبوعي، فضلاً عما يتم تقديمه في عيادات الطب العام، والباطنية، والقلبية، والنسائية، والجلدية، والعظمية، والأذنية، والإجراءات، والجراحة الصغرى، والأسنان، والمطاعيم وعيادتي تثقيف صحي، إلى جانب الاستمرار بمشروع "نمو بصحة وأمان"، الذي يهتم بمتابعة الرضع من الأطفال السوريين حديثي الولادة في مخيم "الزعتري"، الذين هم بحاجة لمساندة الرضاعة الطبيعية برضعات من الحليب؛ إذ تم توزيع 20 ألف عبوة وفقًا لبرنامج دقيق مع منظمة حماية الطفل الأردنية وجمعية العون الصحي، في الوقت الذي انتهت به الحملة من المرحلة الثانية من مشروع "زينة الحياة الدنيا" للتكفل بـ (1000) حالة ولادة للسوريات في لبنان امتدادًا للمرحلة الأولى التي تم التكفل ضمنها بأكثرمن (340) حالة ولادة قيصرية وطبيعية وخداج للأخوات السوريات في الأردن، إضافة إلى ما نفذته الحملة من مشاريع سابقة، تمثلت بتأمين سيارات إسعاف للمراكز الطبية العاملة على خدمة الأشقاء السوريين في كل من تركيا بواقع (10) سيارات، و(5) سيارات في لبنان، وسيارتي إسعاف في الأردن، مع التكفل بإجراء الجراحات الترميمية لجرحى القصير بلبنان، إلى جانب المستلزمات الطبية التي تم تأمينها للداخل السوري ولبنان من معدات وأدوية.

 

دعم نفسي متواصل وتدريب تقني تأهيلي

وعلى الصعيد الاجتماعي تكاد الحملة الوطنية السعودية تنفرد في العمل على المستوى الاجتماعي؛ إذ تقوم وحدة الدعم النفسي في العيادات التخصصية السعودية بتقديم العلاج المعرفي، وتقديم الدعم المعنوي والعيني للفئات التي تعرضت لضغوط نفسية من الأشقاء اللاجئين السوريين عبر برنامجها "شقيقي نحمل همَّك"، إضافة إلى إطلاق المشروع ذاته في لبنان؛ ليستفيد منه أكثر من (5000) شقيق سوري بين طلاب وأولياء أمور. إلى جانب اهتمامها ببناء إمكانيات وقدرات اللاجئين السوريين، وتأهيلهم؛ ليكونوا عناصر فاعلة في مجتمعاتهم عبر تدريبهم في المجالات التقنية والمهنية من خلال برنامج "شقيقي مستقبلك بيدك" في المركز السعودي للتعليم والتدريب في مخيم الزعتري، وبعض المعاهد المعتمدة من قِبل الحملة في لبنان.

 

 "شقيقي قوتك هنيئًا"

ولأن الغذاء هو الاحتياج الأساسي للإنسان، يبرز اهتمام الحملة الوطنية السعودية بالجانب الغذائي؛ إذ شمل هذا المحور برامج عدة، أهمها برنامج "شقيقي قوتك هنيئًا" لتأمين الخبز للأشقاء النازحين في المنطقة الشمالية من الداخل السوري بواسطة أربعة أفران متنقلة، تكفلت الحملة بتصنيعها خصيصًا لإنتاج ما يقارب 190 ألف رغيف خبز، تُوزَّع مجانًا بشكل يومي،إلى جانب توزيع أكثر من 300 ألف ربطة خبز في لبنان لمدة ستة أشهر، إضافة إلى ما تم تنفيذه خلال الفترات السابقة من برامج غذائية، تمثلت في مشروع "ولك مثل أجره" لتوزيع وجبات إفطار الصائم في شهر رمضان المبارك من كل عام، الذي استفاد منه أكثر من مليون ومائتي ألف صائم. وكذلك البرامج المتنوعة والمستمرة لتأمين الحصص الغذائية ضمن برنامج "شقيقي بالصحة والهنا"، بإجمالي فاق 413 ألف سلة غذائية، إضافة إلى ذبح أكثر من 1300 أضحية، استفاد منها ما يقارب 9000 أسرة سورية. كما تم توزيع اللحوم المعلبة بواقع 180 ألف علبة في مخيم الزعتري و10 آلاف وجبة ضيافة على الحدود الأردنية - السورية، إلىجانب آلاف الأطنان من التمور، وغيرها من المواد الغذائية الجافة للأشقاء اللاجئين والنازحين السوريين.

 

 "شقيقي بالعلم نعمرها"

ولأن الأوطان لا تُبنى بما هو خير من العلم، أولت الحملة الوطنية السعودية الجانب التعليمي عظيم الاهتمام، الذي انبثق منه برنامج "شقيقي بالعلم نعمرها"، الذي تكفلت الحملة الوطنية السعودية من خلاله بتعليم الطلاب السوريين في لبنان؛ إذ تم تغطية تكاليف 6000 منحةدراسية للطلبة من أبناء اللاجئين السوريين في لبنان في 52 مدرسة بمختلف مناطق الجمهورية اللبنانية، تم تنفيذها على مرحلتين لعام 2014-2015م، فضلاً عن تأمين الحملة (450) ألف حقيبة مدرسية متضمنة الأدوات القرطاسية بواقع عدد (6.480.000) دفتر و(180.000) دفتر رسم و(7.560.000) قلم و(450.000) مقلمة و(270.000) حقيبة هندسية و(450.000) ممحاة و(450.000) مبراة؛ ليتم توزيعها على الطلاب السوريين في دول الجوار والداخل السوري. كما قامت الحملة بتدريب المئات من الطلاب السوريين ضمن برنامج "شقيقي مستقبلك بيدك" في لبنان، إضافة إلى افتتاح المركز السعودي للتعليم والتدريب في مخيم الزعتري، الذي خرَّج أكثر من 350 طالبًا حتى الآن.

 

جسور برية وجوية وبحرية

وفي إطار حرص الحملة الوطنية السعودية على تغطية الأشقاء اللاجئين السوريين في شتى مناطق وجودهم، وسعيها الدائم لإيصال مساعداتها لاستهداف الأشقاء في أماكن جديدة، وخصوصًا في الداخل السوري والمناطق المتضررة فيه، عملت الحملة على تسيير 16 جسرًا بريًّا إلى الأردن، بواقع 854 شاحنة، وجسر جوي مكون من حمولة 10 طائرات، بواقع 10 آلاف طن من المواد الإغاثية والغذائية لتركيا، وعدد 80 جسرًا بحريًّا محملة بالمساعدات الشتوية والمواد الإغاثية المصنعة في جمهوريتي الصين الشعبية وتركيا، مع إدخال أكثر من 300 قافلة برية لتغطية المناطق الشمالية والجنوبية داخل سوريا بمواد الإغاثة المتنوعة، وذلك من خلال الحدود الجنوبية لسوريا في محافظات درعا والقنيطرة وريف حوران، والحدود الشمالية في محافظات حلب وإدلب والأرياف الشمالية لمحافظتي حماة واللاذقية؛ إذ كان لحكومات دول الجوار وسفارات خادم الحرمين الشريفين في كل من الأردن وتركيا مشكورين الدور الكبير في تذليل ما يواجهه إدخال هذه القوافل من صعاب.

 

محطات متنقلة لتحلية المياه

واستحدثت الحملة مشروعها الرائد "شقيقي اشرب نقيًّا" من خلال اعتماد تصنيع (5) محطات متنقلة لتحلية المياه؛ ليستفيد منها الأشقاء السوريون النازحون على الشريط الحدودي السوري – التركي، بطاقة إنتاجية 20 ألف لتر لكل ساعة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org