"الشثري" لطلاب جامعة "الإمام": الانصراف عن الدفاع عن الوطن إثم ما دونه كل إثم

"الشثري" لطلاب جامعة "الإمام": الانصراف عن الدفاع عن الوطن إثم ما دونه كل إثم

قال: علينا أن نعتز بهويتنا الإسلامية ونفاخر بها والمحافظة على وحدتنا وعدم إثارة الفتن

أكّد المستشار في الديوان الملكي، عضو هيئة كِبار العلماء، الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري؛ أنه عند استقرار النفوس وطمأنتها يتفكر الناس في دين الله، وهو أدعى إلى هدايتها.

وأضاف الشثري؛ علينا أن نعتز بهويتنا الإسلامية، ونفاخر بها، ونحن في هذا البلد الحبيب الذي قام على أساس ديني رافعاً شعار التمسك بالكتاب والسنة، ومحققاً أهدافها، منذ أن أُسّس الكيان الطاهر على يد الملك عبدالعزيز- رحمه الله - إلى جانب ما يضمّه هذا البلد من البقاع الطاهرة والأماكن المقدّسة التي تتجه إليها أفئدة المسلمين في بقاع المعمورة كافة .

ولفت خلال المحاضرة التي ألقاها بوحدة التوعية الفكرية بجامعة الإمام "برنامج آمن"، تحت عنوان "واجب الشباب تجاه دينهم ووطنهم وعلمائهم وولاة أمرهم" في جامع إسكان الطلاب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بحضور وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد قاسم الميمن، وجمع غفير من الطلاب، إلى أن المسلمين عليهم واجبات تتعلق بدينهم وبالاستقامة عليه كما شرع وأمرهم الله، الذي خلقهم ليعبدوه وأرسل الرسل بذلك.

وتابع الشثري؛ أن الله بعث رسوله محمداً - صلى الله عليه وسلم - كما بعث الرسل قبله، بالدعوة إلى هذه العبادة والدعوة إلى هذا الدين، بعثه إلى الثقلين الجن والإنس رحمة للعالمين وبعث رسوله - صلى الله عليه وسلم - معلماً ومرشداً وهادياً إلى طريق النجاة معلماً لهم كل ما فيه صلاحهم ونجاتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، فالواجب على جميع الناس اتباعه والاستقامة على دينه، والسير على ذلك حتى الموت وهذه العبادة التي خُلقوا لها لا بد أن يتفقهوا فيها ولا بد أن يعرفوها بالأدلة من الكتاب والسنة، فهم خُلقوا ليعبدوا الله وتفسير هذه العبادة يُؤخذ عن الله - عزّ وجلّ - وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم.

وأضاف فضيلة الشيخ "الشثري"؛ أن واجب الشباب نحو الإسلام والوطن واجب شرعي، وعليهم أن يسعوا لعظمته ورقيه، فهي غاية كل مسؤول غيور، يريد أن يصل إلى قمة المجد والعلا.. وهذا من أنبل الواجبات، لافتاً إلى أن إثماً ما دونه كل إثم أن ينصرف أبناء الوطن عن القيام بحقوقه الشرعية في الدفاع عنه، وتكون أبلغ الجهود وأنبل المساعي لخير رفعة الدين والعمل لمجد الوطن، ففي رفعة الدين والوطن رفعتهم، وفي ذله وشقائه ضعفهم وشقاؤهم؛ فحب الوطن، والارتباط به، والدفاع عنه، أعظم مسؤولية تجاهه، وهذا الإحساس مأمور به في الإسلام.

وأشار إلى أنه على الشباب مسؤوليات في نشر العقيدة الصحيحة، وهداية الأمة إلى سنة سيد المرسلين، فكل مسؤول حسب مقامه، قال عليه الصلاة والسلام: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته"، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – في هذا الحديث جعل الرجل راعياً في بيته، ومسؤولاً عن رعيته.

وأكّد فضيلته على واجب الشباب تجاه أهل العلم لما لهم من أثر في مجتمعاتهم؛ إذ إنهم يبينون للناس أحكام الشريعة التي هي سبب رفعتهم في الدنيا والآخرة، وهم الذين تحمّلوا أمانة العلم وتبليغه للناس ونهوا عن كتمانه ومسؤوليتهم أمام الله أعظم، وبيّنوا الحق وفضله والدعوة إليه للخاصة والعامة، وكشفوا زيف الباطل والتحذير منه وخاصة تلك الطائفة التي اُبتليت بالانحراف الفكري فعميت بصيرتها عن الحق وقادتها نفسها الأمارة بالسوء، إلى إلحاق الضر بالمسلمين وغيرهم من الآمنين، والاعتداء على الممتلكات بالتخريب والسعي بالفساد في الأرض.

وأضاف الشيخ الشثري؛ أن على الشباب المحافظة على وحدتهم الوطنية وعلى وحدة أراضي الوطن وسيادتها، وعدم إثارة الفتن والشغب والقلاقل، أو التآمر مع الغير ضد سيادة الوطن ووحدته الاجتماعية ووحدة أراضيه، وأن نفديه بكل غال ونفيس وأن نحميه بأرواحنا وأقلامنا.

ولفت إلى ضرورة تفويت الفرصة على المتربصين بنا وبوطننا، أي فرصة تمكنهم من المساس بأمنه ومقدراته وحقوق مواطنيه، وأن نتصدى بحزم وقوة لمحاولات إيذائه أو النيل منه، فالمواطن الصالح والمخلص لوطنه هو ذاك الإنسان الذي طريق البناء دربه، وحبه لوطنه منهجه، ورقي بلده هو همه ويكون أول المتصدين للأفكار المخربة والهدامة التي لا تستند إلى شيء إنما تستند إلى فكر أصحابها الضال.

وأوضح الدكتور الشثري؛ أن الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة دل على وجوب طاعة الإمام، وإن جار في حدود طاعة الله تعالى، كما تجب الصلاة خلفه، والحج والجهاد معه، ويطاع في مواضع الاجتهاد، وليس عليه أن يطيع أتباعه في موارد الاجتهاد؛ بل عليهم طاعته في ذلك، وترك رأيهم لرأيه، فإن مصلحة الجماعة والائتلاف وتجنب مفسدة الفرقة والاختلاف، أعظم من أمر المصالح الخاصة، كما تجب النصيحة له بالطرق المشروعة وترك منازعته وعدم الخروج عليه، وتجنب القذف لأنه كبيرة من كبائر الذنوب؛ بل إن الله قد أوجب فيه حداً من الحدود والكلام عن الآخرين بالبهتان من عظائم الذنوب.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org