الشهري لـ"سبق": دعاة الباطل و"التشكيك" وراء "إلحاد" الفتاة السعودية المبتعثة في بريطانيا

قال إن القيادة السعودية ملتزمة بالشريعة بوصفها دستورًا ومنهج حياة.. والوطن يتسع للجميع
الشهري لـ"سبق": دعاة الباطل و"التشكيك" وراء "إلحاد" الفتاة السعودية المبتعثة في بريطانيا

- هناك خلايا وتنظيمات سرية لها أجندة خارجية تروِّج الفكر الغريب والإلحاد في السعودية

- إغلاق 25 ألف حساب تروِّج للإباحية والإلحاد واللادينية.. يدل على أننا مستهدفون

- رغم الانتشار الكبير لدور تحفيظ القرآن في بلادنا يقلُّ مَنْ يخرج قارئًا مميزًا ومربيًا بارعًا

 - وجود "القابلية" النفسية والفكرية شرط للوقوع في اللادينية والشرك والنفاق والعلمانية و"شرب الدخان"

- ما من أمة ولا ثقافة إلا فيها ما يوافق شيئًا في الإسلام.. لكن الجهل هو أعظم أسباب الصد والإعراض

 - لن يظهر لنا دعاة كالسميط أو ديدات.. فمجال التأثير الحالي أوسع وأكبر وأكثر تنظيمًا

 - من المفارقات أن هناك مَنْ يفرح بدخول المسلمين الجدد لكنه "يكفِّر" أبناء الإسلام

 - المناخ الثقافي العالمي تهيمن عليه بصورة رئيسية القيم اللادينية أو العلمانية الغربية

يقول د. عبدالله الشهري، الباحث والمهتم بالشؤون الفكرية رئيس مركز "براهين" لدراسة الإلحاد ومعالجة النوازل العقدية، إنه ما من أمة ولا ثقافة إلا فيها من الحق ما يوافق شيئًا في الإسلام، وإن الجهل هو أعظم أسباب الصد والإعراض. مؤكدًا في حواره مع "سبق" أن القيادة السياسية السعودية عندما تعلن التزامها التام بالشريعة الإسلامية بوصفها دستورًا شاملاً ومنهج حياة، وأن الوطن يتسع للجميع، فلا يعني هذا أنها ستسمح بغير ذلك. موضحًا أن من النوازل العقدية الحالية الإلحاد واللادينية، وفتنة العلم الحديث، وإشكالات الحداثة، والدولة الحديثة، والديمقراطية، وأزمة الأخلاق، وفلسفة النسبية في الرؤى والسلوك. مشيرًا إلى أن وجود القابلية النفسية والفكرية شرط مهم وأساسي للوقوع في أي شيء من اللادينية إلى الشرك، والنفاق، والشيوعية، والعلمانية، وحتى "شرب الدخان".

ويتناول الحوار عددًا من المحاور الفكرية.. فإلى تفاصيله:

 ** يقول الخالق سبحانه وتعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.. فهل يوجد بين أبناء الإسلام مَنْ "يبتغي" دينًا آخر؟  

لنبدأ بالصورة الكلية لوجود بني الإنسان، وفيها قال الحق تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. ووجود الكفار فرع عن وجود الظلمات. قال الحق تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}. فقصة الصورة الكلية أن الإنسان يكفر حين يختار الظلمات ويدع النور. وحين نأتي للصورة الواقعية المفصلة نجد أن للوقوع في الظلمات أسبابًا، ولاتباع النور موانع، منها - وعلى رأسها كلها - الجهل بحقيقة الدين الحق، ثم إذا انضم إلى ذلك المعرفة بما يضاده اشتد الداعي لابتغاء ما سواه، سواء كان إلحادًا أو دينًا آخر أو فلسفة أخرى. ولا يعني هذا أن الإسلام يضاد كل ما سواه. ولو كان الأمر كذلك في الواقع لما قَبِل بالإسلام أحد، بمن فيهم نحن؛ إذ ما من أمة ولا ثقافة إلا فيها من الحق ما يوافق شيئًا في الإسلام. إذن، عودًا على بدء، الجهل هو أعظم أسباب الصد والإعراض. ولا ينبغي أن نعجب؛ فإن كثيرًا من الناس يتعجب من انتشار الجهل في عصر التواصل التقني والإعلامي. ويزول العجب إذا علمنا أن هذا قد يسَّر انتشار الجهل والضلال مثلما أنه يسَّر رفع الجهل وانتشار العلم. وبما أن المناخ الثقافي العالمي اليوم مناخ تهيمن عليه بصورة رئيسية القيم اللادينية أو العلمانية الغربية فمن الطبيعي أن تكون مادة التواصل الغالبة اليوم من جنس مادة هذا المناخ. وقد تتبعتُ وبنيتُ في الرسالة الأولى من كتابي (ثلاث رسائل في الإلحاد) طبيعة هذا المناخ، ووجه كونه سببًا في ضلال كثير من أجيال اليوم، بمن فيهم بعض أجيال الإسلام. طبعًا هناك أسباب أخرى جزئية، هي بصورة أو بأخرى فرع عن هذا الواقع الكبير، وجذوره التاريخية بعيدة، كوجود الدعاة إلى الباطل من بعض مَنْ ينتسب إلى الإسلام، والإحباط الذي يعانيه بعض الشباب والفتيات.. وتتبع الأسباب الجزئية لآحاد الحالات يطول. ولكن من عرف دين الإسلام حق المعرفة لن يؤثر فيه - إن شاء الله - دعاة باطل ولا إحباط، بما يوجب انخلاعه من الدين وابتغاءه غيره. وما قصة الفتاة السعودية المبتعثة التي ألحدت مؤخرًا في بريطانيا– هداها الله وفتح عليها وعلّمها – إلا مثال حي وشاهد عملي على المحصلة التي يمكن أن ينتهي إليها الفرد حين يجهل حقيقة دينه، قيمًا واعتقادًا وحكمةً وتشريعًا ومعنى وغايةً.

  ** تؤكد القيادة السعودية أن الوطن يتسع، ويتبنى الجميع، ولا مجال لغير ذلك. فلماذا نجد من يزايد علينا؟  

تعلن القيادة السعودية التزامها التام بالشريعة الإسلامية، بوصفها دستورًا شاملاً ومنهج حياة. فحين تقول القيادة إنها تتسع للجميع، وتتبنى الجميع، فلا يعني هذا أنها تسمح بغير ذلك.

  ** في العام الماضي تم إغلاق أكثر من 25 ألف موقع، وحسابات إباحية وإلحادية إلكترونية موجهة للسعودية.. هل هناك مؤامرة موجَّهة ضدنا أم أنها طبيعة الأمور في هذا العصر؟  

كلاهما. هناك مؤامرة. وقد وقفنا على حسابات ومنتديات منظمة فعلاً، تروج للإباحية والإلحاد واللادينية. وقد أوضح الدكتور فايز الشهري، الباحث في شؤون الإنترنت، هذه القضية، وأكدها، وقدَّم الأدلة عليها. ثم هناك المناخ الثقافي السائد الذي أشاعته وكرسته العولمة، وهو في جوهره مناخ لا ديني دنيوي، يدعو للدنيا، والدنيا فقط.

  ** ذكرتَ في إحدى محاضراتك أن السبب الأهم لوقوع الشخص في الإلحاد هو وجود قابلية "نفسية أو فكرية".. هل أوضحت أكثر؟  

وجود القابلية شرط مهم وأساسي للوقوع في أي شيء، من اللادينية، إلى الشرك، إلى النفاق، إلى الشيوعية، إلى العلمانية، وانتهاء بشرب الدخان!.. والمقصود بهذا أن الله خلق الإنسان حرًّا فاعلاً مختارًا، ولكن هذه الفاعلية مقيدة تقييدًا جزئيًّا بعالمه الداخلي، بأفكاره وقيمه الأساسية. وأنت إذا جردت الإنسان من رؤيته الإسلامية بكل ما تحمله من قناعات أساسية عن الكون والحياة فقد أوجدت عنده قابلية عالية لتقبُّل رؤية أخرى أيًّا كانت. ومن هنا تأتي أهمية تأكيد أمرَيْن: الهدم والبناء. هدم أسس هذه القابلية، وبناء أسس قابلية أخرى.

  ** ما أبرز النوازل العقدية حاليًا؟  

في الاعتقاد: الإلحاد واللادينية وفتنة العلم الحديث ممثلاً في نزعته العلموية الفجة، واللواحق الأيديولوجية لكل ما سبق، وإشكالات الحداثة والدولة الحديثة والديمقراطية، وأزمة الأخلاق، وفلسفة النسبية في الرؤى والسلوك، والمناخ العولمي المتخم بالقيم العلمانية والليبرالية الغربية، والخطاب الغربي لحقوق الإنسان.

  ** ما تعليقك على مَنْ يقول إن الشباب المسلم يعاني اليوم ضحالة الفكر، وضَعْف الشخصية؟  

هذا ليس قولاً لبعض الناس هنا وهناك؛ فهذا قال به أساطين الفكر في العالم عمومًا، وفي الغرب خصوصًا، مثل ريتشارد سينيت، مؤلف كتاب (تآكل الشخصية)، وسيغمونت باومان، صاحب أطروحة السيولة في كل شيء؛ فقد باتت الأخلاق والأفكار والسلوك ذوات طبيعة سيالة. وكذلك الفيلسوف كن والبر، الذي نص على ضحالة الوعي في عالم اليوم في مختلف مظاهره. وغيرهم كثير. وأشاطرهم الرأي في كثير من تشخيصهم.

  ** هل بناء الوطن وتنميته بالشكل الصحيح يتطلب توحيد الصفوف، والتكاتف مع وجود مساحة كافية للاختلاف في الآراء؟  

نعم، لا أجدني مضطرًا لإضافة شيء ذي بال. ولو أننا قلنا في حدود ما تأذن به السياسة الشرعية الإسلامية للوطن لكان في هذا مخرج كبير من أزمة الاصطلاح هذه.

  ** رغم ما تؤكده في عدد من محاضراتك عن الإلحاد إلا أن البعض يرد عليك بأنه لا يوجد لدينا إلحادٌ بقدر ما هو تشكيك في الخطاب الديني السائد..

 مَنْ عالج الواقع في تباينه وتعقيداته وجد أن هذا الاعتراض مظهر جزئي فقط من المشهد. الإلحاد موجود، والتشكيك موجود، وهو خطوة للأول. والقلق المعرفي والأخلاقي والنفسي موجود، وأيضًا الإيمان موجود، والأجيال العائدة لدينها موجودة، والخير موجود، والسعادة موجودة، والاطمئنان موجود.. ينبغي أن نصدع بهذا أيضًا في مختلف المناسبات.

  ** يُقال إن من المفارقات في مجتمعنا أن هناك مَن يفرح بدخول المسلمين الجدد في الإسلام لكنه في الوقت ذاته يكفّر ويُخرج أبناء الإسلام من دينهم.. كيف نفهم هذا؟  

نعم، مفارقة تتناقلها الألسن، ولكن لا أحد يملك إخراج أبناء الإسلام من دينهم، ما لم يختر أحد منهم الخروج منه طواعية بغير إكراه، وأقصد في الظاهر. ولا شك في وجود الغلاة والمتنطعين بيننا مثلما أنه لا شك في وجود المفرطين والخارجين عن الإسلام أيضًا.

  ** كيف يمكن إيجاد داعية إسلامي مؤثر عالميًّا كالشيخ عبد الرحمن السميط - رحمه الله -؟  

هذا من توفيق الله أولاً، ثم يرجع ثانيًا إلى أشياء ذاتية، تقوم بشخصية الفرد ورؤيته للعالم. بمعنى، ليست المسألة مسألة إيجاد بقدر ما هي مسألة استعداد. فأنت ترى – مثلاً - انتشارًا كبيرًا جدًّا لدور تحفيظ القرآن في بلادنا، ولكن قلَّ مَنْ يخرج قارئًا مميزًا ومربيًا بارعًا في ضوء القرآن. نعم، البيئة والبرامج والأدوات مؤثرة - بلا شك -، ولكن هذه أسرار تقوم بالسمات والرؤى الشخصية للإنسان؛ ولذلك لا أرى التركيز على الإيجاد وكأنه عملية إنتاج سهلة، يسهل تكثيرها وتكرارها، وإنما أرى التركيز على إيجاد مناخ فكري إسلامي قرآني نبوي أصيل، وسوف ييسر الله كل فرد بعد ذلك لما خُلق له. ثم إنه لا ينبغي أن نعول دومًا على ظهور دعاة بحجم السميط أو بحجم ديدات - رحمهما الله -. بمعنى، أن نعلق أنشطتنا أو نزهد فيما لدينا إلى حين إيجاد دعاة بهذه الشهرة والمكانة؛ فمجال التأثير أوسع وأكبر من ذلك - ولله الحمد -، ولم يعد الأمر اليوم متوقفًا على أشخاص فرادى كما كان في الماضي، بقدر توقفه - وبشكل أساسي - على أنشطة منظمة وآخذة في الاتساع.

  ** هل أوقعت الاتهامات بين "النخب الفكرية" في مواقع التواصل الاجتماعي المواطن البسيط في حيرة من أمره؟  

بلا شك؛ ولذلك نصيحتي للمواطن البسيط، والناس عمومًا، أن يعرضوا عن مثل هذه الصراعات، وأيضًا نصيحتي لهم أن يشتغلوا بطلب العلم النافع من العلماء الذين محضوا حياتهم لتعليم الناس وتوجيههم. وإن اختاروا الانخراط في المشهد الفكري ومتابعته فلينتقوا من يأخذون عنه دينهم، ويجتهدوا في ذلك، وهم مثابون على اجتهادهم.

  ** هل هناك خلايا وتنظيمات سرية لها أجندة خارجية، تموَّل لأجل ترويج الفكر الغريب والإلحاد في السعودية؟  

وجود جماعات برؤى ليبرالية علمانية مشتركة، تروِّج للفكر المؤدي للإلحاد، هذا مما لا شك عندي فيه. أما كونها تنظيمات سرية فهذا مما تباينت فيه الآراء. ولا يهمني كثيرًا إن كانت ممولة أم لا، بل عندي أن غير الممولة أشد خطورة؛ لأنها تفعل ما تفعل عن اعتقاد وإيمان. الذي يهمني في نهاية المطاف هو وجود جماعات بالصورة التي ذكرتَ، ووجود أثرها في مختلف الشرائح. فالمحصلة واحدة؛ ولذلك من المهم أن نستمر في التصدي لها، بل تجاوزها إلى تأسيس رؤية كونية إسلامية جاذبة لنا وللأجيال القريبة القادمة.

  ** لماذا أنشأتم مركز "براهين" لدراسة الإلحاد ومعالجة النوازل العقدية في السعودية؟  

مركز براهين قائم على جهود تطوعية بشكل أساسي. وأسأل الله أن يثيب القائمين عليه والمشاركين فيه والداعمين له. وقد أُسس مركز براهين لمشروع محدد، اقتضته مرحلة محددة. ولعل رسالة المركز تجيب عن هذا السؤال، وهي (المساهمة النوعية في تفكيك الخطاب الإلحادي، ونقد مضــامينه العلميــة والفلسفية وأبعاده التاريخية والأخلاقية والنفسية والاجتماعية، وبناء التصورات الصحيحة عن الدين والإنسان والحياة، ومعالجة النوازل العقدية انطلاقًا من أصول الشريعة ومحكمات النصوص.. كل ذلك بلغة علمية رصينة، وأسلوب تربوي هادف). وقد تنوعت أنشطة المركز قلةً وكثرةً في تحقيق هذه الرسالة.

  ** كيف يمكن بناء مجتمع يقدِّم للإنسانية أمورًا ذات قيمة؟  

لا يمكن هندسة مجتمع من المجتمعات كما نريد من كل وجه. وقد أثبت علماء الاجتماع استحالة هذا، والواقع شاهد به. لكن يمكن صناعة ثقافة صحية عامة. ولا أقصد هنا الثقافة بالمعنى الصحفي الشعبي، التي عادة ما تقترن بكثرة الاطلاع، وتنوُّع القراءة، وشيء من الإسهام الفكري، وإنما الثقافة بالمعنى الذي يقصده علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا، التي تعبِّر عن مجمل الأنماط الذهنية والسلوكية والقيمية المهيمنة على مجتمع من المجتمعات، من جنس المستوى الذي كتب فيه عالم الاجتماع جيرت هوفستيد وعالم الدراسات الإنسانية كلايد كلوكهون. ولكي نصل إلى تحقيق تغيير إيجابي شامل على هذا المستوى من الثقافة فلا بد من تبني التغيير على مستوى مؤسسي وسياسي، إضافة إلى المستوى النخبوي والجمعي. وحين نتحدث عن صناعة ثقافة إيجابية بهذا الحجم فنحن نتحدث عن نظام التعليم برمته، ومنظومة التربية، وطبيعة الكيانات المؤسسية في القطاعات الثلاث التي تعنى بهذين الجانبين، هي: القطاع الحكومي، الأهلي والخيري.

  ** حضاريًّا.. هل نحن متخلفون عن العالم أم هم متقدمون عنا؟  

لعلك تقصد العالم الغربي بشكل رئيسي. على أية حال، وباختصار، الواقع أننا متخلفون إسلاميًّا ودنيويًّا. وهم متقدمون دنيويًّا، على الأقل بمعاييرهم القيمية التي ارتضوها لأنفسهم. يخالفني الكثير في الجزء الأول، ويقولون نحن متقدمون بإسلامنا وهم متقدمون بدنياهم. وهذا عندي كذب على النفس. نعم، نظريًّا نحن متقدمون بالإسلام على كل حال، وفي كل زمان، ونحن أفضل في الواقع نسبيًّا بالنظر لأفضلية ديننا، ولكن عمليًّا أين هذا في صورته الطبيعية والمأمولة؟ الإسلام حياة تُعاش، وليس معرفة ترفرف فوق رؤوسنا فقط.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org