الشيخ نائل يكشف لـ "سبق" حقيقة "تنصير" اللاجئين السوريين.. وانحراف المسلمين في ألمانيا

قال: أحرجني أستاذ غير مسلم عن صلاة الفجر فالتزمت الدعوة للإسلام
الشيخ نائل يكشف لـ "سبق" حقيقة "تنصير" اللاجئين السوريين.. وانحراف المسلمين في ألمانيا

- هذه قصة المرأة التي اعترضت على "حرية" زوجتي.. ولهذه الأسباب تعجبت الكنسية الأرثوذكسية من حبنا عيسى بن مريم.

 

- 10 آلاف شخص يدخلون الإسلام سنويا في ألمانيا إلا أن قلة العناية ونقص الأئمة يجعلان أغلبهم يعودون لدينهم الأول. 

 

- كنت أجمع التساؤلات من الآخرين وأذهب بها لعلماء الدين والمشايخ السعوديين لأجد لها جوابا.

 

- السلطات الألمانية تخشى محاولة تغيير الأفكار ودعوة الألمان للإسلام ويفتشون البيوت والمساجد للمضايقات. 

 

- تفجيرات باريس شوهت صورة الإسلام بأوروبا وكرّهت الكثير منهم في المسلمين.

 

- ما زالوا يخافون المسلم الذي يصلي في المسجد ويجعل القرآن الكريم فوق دستور البلاد. 

 

- أئمة المساجد العرب جعلوا بعض شباب وشابات ألمان يلتحقون بداعش.

 

- 350 ريالا تقف في وجه تعليم 1100 مسلم ألماني في الأكاديمية الإسلامية.

 

 (تصوير عبد الملك سرور): يقول الشيخ والداعية نائل بن ردهان، مدير الأكاديمية الإسلامية الألمانية، وسكرتير المجلس الأعلى للعلماء والأئمة بألمانيا، وإمام وخطيب مسجد بلال بمدينة "هايلبرون" بألمانيا: إن هناك ظروفا أسرية (والده سعودي، وأمه ألمانية)، وتجارب مختلفة كونت شخصيته، ورؤيته للحياة، فقد نشأ في جدة، ويقيم في ألمانيا للدعوة للإسلام. مؤكداً أن الإنسان ذا الهوية الإسلامية إذا سافر لبلاد الغرب للدعوة يرى فوارق بينه وبين غيره، ولا يستطيع أن يندمج مع التيارات الأخرى، وعندها يتساءل أو تطرح عليه الأسئلة من الغير حول دينه، وعقيدته. 

 

صلاة الفجر 

ويقول لـ "سبق": "كنت أجمع التساؤلات التي تأتيني من الغير، وأذهب بها لعلماء الدين والمشايخ السعوديين في جدة لأجد لها جوابا، وكان هذا بالنسبة لي أولى خطوات الالتزام". ويتابع: "أتذكر موقفا أثر فيّ بعمق؛ في يوم من الأيام دخل علي أستاذ غير مسلم، وسألني يا نائل: اختلفت أنا وزميلي في وقت صلاة الفجر. هل هي بعد شروق الشمس أم قبلها. فما هو الحق؟ فأحرجني بهذا السؤال لأنني لم أعرف الإجابة، وذهبت للوالد لكي أجد جوابا، فأخبرني بالحقيقة فكان هذا أول التزامي الديني، ولله الحمد. وكان عمري قرابة الـ 14، رغم أنني كنت مقصرا في بعض الأحيان".

 

الوالدة ألمانية

وعن ظروفه الأسرية، يقول الشيخ نائل: " الوالد كان مبتعثا إلى ألمانيا يدرس فيها الطب، وتخصص في النساء والولادة، وهناك تعرف على والدتي وتزوجها، وبعد سنوات عادت معه للسعودية، وعمل في مستشفى الملك فهد العسكري بجدة، وكان رئيس القسم فيه، وهي كانت تعمل سكرتيرة في المدرسة الألمانية بجدة، وأنجب في هذه الفترة 3 من الأولاد، أخ أكبر مني ثم أنا، وأخ أصغر. أما أنا فولدت في ألمانيا، لكنني نشأت وتربيت في جدة حتى سن الـ16 بعد ذلك أكملت الدراسة في ألمانيا، والتحقت بالجامعة هناك، وتخرجت بشهادة الهندسة الطبية. والوالدة لم تمانع أبدا في أن نكون مسلمين كوالدنا، وكان عندها تسامح ديني، وانفتاح ثقافي، ولا مشكلة لها مع الإسلام. أما الوالد فهو من كان يذهب بنا للمساجد، ويعلمنا الدروس الدينية الإسلامية، والقصص التاريخية المؤثرة، حتى كان يأتي لنا بمدرس خاص إلى المنزل ليعلمنا اللغة العربية. أما الوالدة فعاشت في السعودية 20 عاما، وبالطبع كان لها تأثير كبير علينا في بعض الجوانب الثقافية كاكتساب اللغة الألمانية وغيرها، وهي السبب بعد الله في أننا أكملنا الدراسة في ألمانيا، وكانت تحثنا على ذلك. وأنا بفضل الله عز وجل نشأت في مجتمع جدة المسلم، وكان لهذا أثر بليغ في نفسي وشخصيتي. 

 

الفروقات الكبيرة

وعن أهم الفروقات بين المجتمعين السعودي والألماني في مجال الحياة، والدعوة، والثقافة والمجالات الاجتماعية الأخرى، يقول: "قدر الله لي أن أعيش في ألمانيا بمدينة "هايلبرون"، وبسبب غياب أمام المسجد وسفره –الذي بناه بعض المتبرعين السعوديين- قمت بإمامة المصلين، والخطبة فيهم مكانه، لأنني أتكلم اللغة العربية والألمانية بطلاقة. فقال لي المصلون إن الإمام لن يعود، فلماذا لا تكمل أنت مكانه في المسجد؟ فوافقت، وبهذه الطريقة أصبحت إماما للمسجد، وخطيبا، ولم يكن ذلك في حسباني. أما بقائي في ألمانيا، وعدم العودة للسعودية فبسبب دعوتي للدين الإسلامي باللغة الألمانية، ولا أستطيع تركها سواء أقمت في السعودية أو ألمانيا أو غيرها، وسأواصل بإذن الله. أما الفروقات بينهما فهي كبيرة، والدين هو الاختلاف الجوهري بل من أهم الفوارق، كذلك اجتماعيا المجتمعات الإسلامية فيها من التعاطف، والود، وصلة الأرحام، والعناية بكبير السن واحترامه الشيء الكثير. بينما لا يوجد مثل ذلك في المجتمع الألماني رغم المحاولات من خلال مؤسسات الرعاية الاجتماعية. كذلك الفرق كبير في مجال الدعوة بألمانيا التي تتوجه لغير المسلمين أو لمسلمين ينقصهم أبجديات الدين بسبب نقص الأئمة، والخطباء الذين يتقنون التخاطب مع مختلف الثقافات الموجودة".

 

مضايقات المسلمين 

وبشأن ما يتردد عن وجود مضايقات للمسلمين عند ممارستهم عباداتهم في المجتمع الألماني، أكد الشيخ نائل لـ"سبق" أن المسلمين في ألمانيا، وحولها من الدول لا يجدون مضايقات في إقامة الصلوات، وصلاة أيام الجمع، والأعياد. أما من يخرج للناس، ويخاطبهم، ويحاول تغيير أفكارهم، فهنا يجد المضايقات من مختلف الأطراف؛ لأن دعوة الألمان غير المسلمين للإسلام من الأمور التي تقلق السلطات هناك، وقد تحصل بعض المضايقات حاليا في ألمانيا كالسؤال عن بعض الأشخاص المتهمين، وتفتيش بعض البيوت، وطرح الأسئلة، وتفتيش بعض المساجد التي لم يجدوا بها شيئا مريبا. ويقول: "لا أعرف مسجدا في ألمانيا دخلوه، ووجدوا به شيئا".

 

الصلاة والقرآن

ويشتكي الشيخ نائل من وجود بعض وسائل الإعلام الألمانية تهاجم الإسلام، وتصور أن المتدين المسلم هو أول مرحلة من مراحل التطرف، حتى إن أحدهم خرج في إحدى القنوات الألمانية قائلاً: "إن المسلم المتطرف في ألمانيا هو من يصلي 5 صلوات في المسجد، والذي يجعل القرآن الكريم فوق دستور البلاد". ويوضح الشيخ نائل أن الإسلام ليس لديه مشكلة مع الآخر بل إن بعض الآخرين هم من لديهم هذه المشكلة، والمسلمون في ألمانيا يحاولون التعايش السلمي مع كل الأطراف، والمسلم يستطيع التحدث والمتاجرة، والتعامل مع أي طرف آخر. لكن في ظل وجود بعض المتطرفين المسلمين في أوروبا فالمسلمين هم أول المستهدفين من هذا الخطر. فعلى سبيل المثال، بعد ما حدث في أوروبا من تفجيرات، وفي فرنسا تحديدا ضُيق على المسلمين هناك بشكل كبير لذا من المهم الوقاية قبل العلاج – على حد وصفه-.

 

ويبين أنه لإيضاح الصورة الحقيقية للإسلام، والمسلمين أسس بجهود ذاتية دار نشر اسمها "دار الكتاب"(www.darulkitab.de) لتأليف ونشر الكتب، ومنها كتاب اسمه "خوارج هذا العصر" ألفه الشيخ فتحي عيد – أزهري مصري- وترجمته الدار للألمانية. 

 

5 ملايين مسلم 

وكشف إمام وخطيب مسجد بلال بمدينة "هايلبرون" الألمانية أن عدد المسلمين في ألمانيا حسب الإحصاءات الرسمية قرابة 5 ملايين، وبعد وصول اللاجئين السوريين أصبحوا حوالي 6 إلى 7 ملايين مسلم في ألمانيا حاليا. ومن المتوقع في هذا العام زيادتهم مليونا آخر؛ لأن اللاجئ السوري في ألمانيا إذا توفرت له شروط الإقامة القانونية يستطيع إحضار أفراد عائلته. وقال: "وهذا فتح من الله عظيم أصبحنا نصلى في المساجد أيام الجمع كالأعياد من كثرة المصلين". 

 

انحراف المسلمين 

مؤكداً أن ألمانيا ما تزال بحاجة لبناء المزيد من المراكز الإسلامية، والمساجد لأن من يدخل في الإسلام في حدود 27 شخصا يوميا أي قرابة 10 آلاف ألماني سنويا، لكن لقلة العناية بالمسلم الجديد، ونقص الأئمة ينحرف بعض المسلمين الجدد، ويعودون لدينهم الأول. ويدعو مدير الأكاديمية الإسلامية المحسنين إلى دعم جهود العناية ببرامج المسلم الجديد في ألمانيا، ودعم الأكاديمية الإسلامية باللغة الألمانية (www.islam-akademie.com) التي أسسها هو بجهود خاصة للعناية بالمسلم الجديد-عن بعد. مشيراً إلى أن عددهم المسجلين في الأكاديمية تجاوز 1100 مسلم إلا أن من استطاع دفع الرسوم المالية منهم60 مسلما فقط حيث قيمة الاشتراك 80 يورو في الشهر-حوالي "350 ريالا"-مؤملاً من أهل الإحسان، والخير أن يعينوه في هذه المسؤولية الكبيرة.

 

تنصير اللاجئين

وعما يتردد في تقارير إعلامية تشير إلى أن هناك لاجئين سوريين "يتنصرون" حاليا.. قال: "نعم التنصير موجود بين اللاجئين السوريين في ألمانيا؛ لأن منهم من يتنصر ظاهرا لاعتقاده أنه سيحصل على الإقامة النظامية بهذه الطريقة، ولكنه ليس التنصر بالشكل الذي يبالغ فيه الإعلام الألماني". 

 

تفجيرات باريس

كاشفاً أن التفجيرات التي حصلت في باريس، أخيرا، شوهت صورة الإسلام بأوروبا، وكرّهت الكثير منهم في الإسلام إلا أن الحكومات الأوروبية قسمت المسلمين إلى شرائح، ويرون من قام بالتفجيرات هم شريحة معينة. 

 

ألمانيا و "داعش"

وعن الأسباب التي أدت إلى التحاق بعض الشباب والشابات الألمان بتنظيم "داعش" الإرهابي، قال: "الأسباب متعددة. منها عدم وجود من يصحح أفكارهم، ويجيب على تساؤلاتهم الدينية. وضعف من يقدم العلم الصحيح. لذا أصبح الإنترنت ببعض أفكاره المنحرفة هو الذي يشكل العقول، إضافة لعدم وجود أئمة يتحدثون باللغة الألمانية يوضحون الدين الحقيقي عبر "تويتر" و"فيس بوك"، ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. وكذلك لقدرة "التنظيم" على الوصول لهؤلاء الشباب والشابات بلغتهم والتأثير فيهم، وللأسف أغلب أئمة المساجد في ألمانيا لا يتقنون الألمانية لأنه يتم استقطابهم من الدول العربية". 

 

مواقف

وبشأن أبرز المواقف التي تعرض لها في مجال الدعوة في ألمانيا، قال: "نعم يوجد الكثير منها.. في إحدى المرات كنت أتمشى مع زوجتي في مدينة من المدن الألمانية، وجاءت امرأة ألمانية بدراجتها، وقالت لزوجتي المحجبة: "هذا لا نريده في ألمانيا".. فرددنا عليها أنتم تدعون للحرية، وهذا "الحجاب" جزء من حريتنا؛ فلماذا تغضبون؟. فسكتت، وانطلقت بدراجتها. كذلك دعيت للكنسية الأرثوذكسية في ألمانيا لإلقاء محاضرة عن الإسلام والمسيح عليه السلام. فتفاجأ الحضور بأن المسلمين يؤمنون بعيسى عليه السلام، ويحبونه، وأن النصراني إذا أسلم لا يفقد عيسى بن مريم.

 

الإسلام في أوروبا 

ويتفاءل الشيخ نائل بن ردهان بمستقبل مشرق للإسلام في أوروبا "بشرط أن نقوم بالواجب. لأننا ما نزال في مرحلة "قبا" ولم نبني المسجد بعد. وما تزال كثير من مساجد المسلمين مؤجرة وغير مملوكة لهم. ويأمل أن تؤسس مساجد مملوكة للمسلمين بعد دخول كثير من المسلمين الجدد، والحلم بإنشاء مراكز إسلامية سعودية كالمركز الإسلامي في مدريد، وبروكسل، وباريس، والسويد، والأرجنتين وعدد من دول العالم الأخرى".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org