الصمت المريب!

الصمت المريب!

في أول خطاب له أمام الكونجرس ألقاه فجر الأربعاء1/3/ 2017 لم يذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أي دين إلا الإسلام, وتوعد بمواجهة ما وصفه بالإرهاب الإسلامي المتشدد, وبمحو "تنظيم الدولة الإسلامية" بمساعدة حلفاء الولايات المتحدة في العالم الإسلامي.

والثابت أننا لا ندافع عن ممارسات تنظيم الدولة, لاسيما وأن أكثر من تلظى بنيرانها هم العرب والمسلمون, ونظرة خاطفة للجرائم الإرهابية التي وقعت أو التي أحبطت قبل ذلك في بلاد الحرمين تؤكد أن سهام الشر من قبل هذه التنظيمات تتوجه إلى قلب العروية والإسلام قبل غيرها.

ولكن يبدو أن للقضية بعدا آخر, إذ لم يرد في خطاب ترامب الحالي ولا السابق ذكر عن تلك الجرائم التي ترتكبها عصابات, مثل الحشد الشيعي التي هي بمثابة أذرع مسلحة للدولة الإيرانية الشريرة.

فهذه الميليشيات الرافضية، التي تتسربل تحت مسمى الحشد الشعبي، قامت بعمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وتعذيب واختطاف آلاف الرجال والفتيان, اضافة إلى ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان العراقي، دونما أدنى خشية من العقاب.

وإذا كانت كل الأنظار والجهود موجهة ضد التنظيمات المسلحة الأخرى مثل القاعدة وتنظيم الدولة وغيرهما من التنظيمات المحسوبة على العرب السنة, فإننا نجد أن الميليشيات الأخرى الرافضية المجوسية, أو الكردية لا ذكر لها على الإطلاق في أحاديث قادة الولايات المتحدة والغرب.

وعلى الرغم من أن تلك التنظيمات الرافضية لا تقل خطرا, عن التنظيمات الأخرى, بل تزيد, ولكن فيما يبدو أنها تحقق للغرب بعض أهدافه ومؤامراته , لذا فإن موقفهم منها ملتبس وغامض وهو أقرب إلى التأييد والدعم منه إلى المواجهة والتجفيف.

فهذه الميليشيات تدعمها بالأسلحة والمعدات ما لا يقل عن 16 بلداً، حيث تحتوى ترساناتها على أسلحة صغيرة وأسلحة خفيفة وصواريخ وأنظمة مدفعية ومركبات مصفحة صينية وأوروبية وعراقية وإيرانية وروسية وأميركية.

كما أنها تتحصل على دعم سياسي من قبل الولايات المتحدة, في 12 مارس 2016م، قام القنصل الأمريكي بزيارة رسمية لجرحى الحشد الشيعي بمستشفى الصدر التعليميّ بالبصرة، وقال بالعربية إن الشعب الأمريكيّ والشعب العراقي فخورون جداً جداً بما يقدمونه!!

وهذه الزيارة تشير بصورة مباشرة وواضحة إلى اعتراف أمريكي بالحشد الشعبي, ورضاها عما يقترفه من جرائم وانتهاكات طالما أن الضحية هي من أهل السنة...وهو ما يفسر الصمت المريب حيال جرائمها المروعة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org