"الطريري": هذا سر الصور العائلية خلال خطاب "تميم"

قال: لم يشكر إيران علناً حتى لا يُغضب الدولة التي تدعمه
"الطريري": هذا سر الصور العائلية خلال خطاب "تميم"

في قراءة ما وراء الكواليس، يكشف الكاتب الصحفي عبدالرحمن الطريري سر ظهور الصور العائلية خلال قراءة الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر، كلمته المتلفزة، لافتاً إلى أن هذه الصور مجتمعة رسالة ورمز لعدة أطراف في أسرة آل ثاني بقطر، كما يفسر "الطريري" لماذا لم يشكر الشيخ تميم إيران بصورة علنية.

خطاب حنجوري

وفي مقاله "ما وراء الصورة في خطاب الشيخ تميم" بصحيفة "عكاظ" يبدأ "الطريري" بملاحظة عن لغة الخطاب "الحنجورية" التي ظهرت في فترة انقلابات الستينيات من القرن الماضي، يقول الكاتب: "خرج الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر في كلمة تلفزيونية قبل أيام، كأول ظهور له منذ اندلاع الأزمة بين قطر وأربع دول عربية ثلاث منها خليجية، هذا الظهور أتى بعد ما يقارب 50 يوماً منذ اندلاع الأزمة، والسمة العامة للخطاب تأتي بلغة الستينيات الميلادية "ذروة الانقلابات العربية"، كما أشرت في مقال سابق بعنوان (قطر في الستينيات الميلادية في 10 يوليو).. وربما الاختلاف الرئيس بين خطاب الأمير والخطابات الحنجورية في الستينيات، أن الأمير لم يأتِ على ذم (الإمبريالية الغربية)، بل كانت الدولة الأولى التي شكرها لموقفها بعد الكويت (الوسيط)، هي الولايات المتحدة الأمريكية، عقبها بالدول الأوروبية، ثم خص بالذكر (رفقاء السلاح والزبيبة) في أنقرة المُعز، مع ثناء لإيران دون ذكر اسمها على ما قامت به من فتح للمجالات الجوية والبحرية".

خطاب "الجزيرة"

ويضيف "الطريري": "المشترك بين خطاب الأمير وخطاب (القوى الناعمة القطرية) أنها تشترك في نفس اللغة والمصطلحات والتناقضات، وهذا للتذكير يؤكد مجدداً أن لا استقلالية للجزيرة، كما كان يروج في سنوات خلت، لكن الخطاب أكد كل ما جاء في خطاب إشعال الأزمة الذي ظهر على وكالة الأنباء القطرية (قنا)".

تكرار لخطاب الأزمة

ويؤكد الكاتب أن خطاب "تميم" تكرار للتصريحات التي أشعلت الأزمة منذ البداية، فلا مجال للحديث عن اختراق الوكالة القطرية، ويقول: "حاول المال القطري تحريك عدة جهات إعلامية غربية للحديث عن تأكيدات على اختراق الإمارات لوكالة الأنباء، لكن أتى الخطاب المتلفز لأمير قطر ليعيد ما قيل في الخطاب الأول، حتى تأكد أن مسألة الاختراق تفصيلة وذر للرماد في العيون، لكن جوهر الرسالة التي دفعها ابتداء حضور "ترامب" للرياض، وخشية الدوحة من تأثر مصالحها بما جاء من حديثه عن الإخوان المسلمين، وعن رغبته في الحدّ من التدخلات الإيرانية في المنطقة".

تجنّب شكرها علناً

ويكشف "الطريري" أيضاً لماذا "تجنب (الشيخ تميم) تسمية إيران من ضمن الدول المشكورة في خطاب الأمير، حيث إن هذا قد يغضب أمريكا التي تدعمه حسب ما قيل، وعلى ذكر الولايات المتحدة، يجب الإشارة إلى أن الخطاب أتى بعد تعديلات في قانون الإرهاب القطري للعام 2004، وتضمّن المرسوم حسب نص وكالة الأنباء القطرية، التي نتمنى ألا تكون مخترقة في هذا الموضوع أيضاً: (تعريف الإرهابيين والجرائم والأعمال والكيانات الإرهابية وتجميد الأموال وتمويل الإرهاب).. وهذا يأتي استجابة لمطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في حقيقة الأمر، ومتسقاً مع مذكرة التفاهم التي وقّعها الجانب القطري مع الجانب الأمريكي قبل أيام".

سر الصور العائلية

ثم يكشف "الطريري" سر الصور العائلية ويقول: "على مستوى الصورة التلفزيونية حرص معدّو المشهد على توصيل رسالة من الصور الموضوعة حول الأمير، فقد ظهرت يمين الأمير صورة لوالده ولوالدته، وعلى يساره صورته مع ابنه الصغير، وعلى الجدار أعلى الأمير كانت هناك صورة للشيخ جاسم بن محمد بن ثاني المتوفى 1913، الذي يُعتبر المؤسس الحقيقي لدولة قطر، وبجواره نجله الشيخ عبدالله بن جاسم، الذي تولى الحكم لاحقاً.. ورمزية هذه الصور مجتمعة أنها رسالة لعدة أطراف في أسرة آل ثاني، بأن الحكم مستمر بشكل عمودي في هذا الفرع من الأسرة، حيث يستثنى من الصور أبناء العمومة الذين حكموا".

خطاب مسجّل وخضع لمونتاج

ويرى "الطريري" أن "الخطاب بطبيعة الحال كان مسجلاً، وخضع لمونتاج واضح؛ ربما لكثرة إعادة التصوير، وظهر بشكل غير واضح لدرجة لا يمكنني الجزم بها، وجود سماعة في أذن الأمير اليمنى، وإذا أضفنا ذلك لقراءة الأمير من الشاشة أمامه "الأوتو كيو"، عوضاً عن القراءة من الورق، فهذا يفسر التوتر في نبرة الصوت وانتظام النفس.. سمي الخطاب "خطاب الثبات"، وهو عنوان يتوافق مع ما ذهب إليه الخطاب من حديث للمقيمين والمواطنين، يعدهم فيه بطول أزمة، ويعدهم ببدائل مستقبلية عبر اتفاقيات وسعي للاكتفاء الذاتي من المنتوجات، وهو ما يعني عدة سنوات في أحسن الأحوال".

خطاب التناقضات

كما يرى "الطريري" أن "الخطاب حمل تناقضات عدة بين ثبات رغم "الحصار"، وآثار سلبية للحصار، وبين المجتمع الدولي الذي يرفض إجراءات الحصار، ثم توقع قطر مذكرة تفاهم مع أمريكا لمكافحة تمويل الإرهاب، الخطاب أكد رفض قطر للشروط الـ 13 بذريعة الاستقلالية، والأمير نفسه وافق على المبادئ الستة في اتفاق الرياض 2013، والاتفاق التكميلي في 2014، في الخطاب أكد الأمير أن الجزيرة وأخواتها قوة ناعمة لقطر لدعم إرادة الشعوب، وأن ما يحدث في الأقصى فرصة للتكاتف، فوجدنا المسؤولين العسكريين الإسرائيليين على شاشة "الجزيرة" في اليوم التالي".

معركة الوجبة

وينهي "الطريري" بلفتة أخيرة ويقول: "تلك ليست بأكبر المتناقضات، بل التناقض الأكبر أن تبتعد الكاميرا عدة مرات لتظهر الشيخ قاسم بن محمد الذي ألحق الهزيمة بالعثمانيين في معركة الوجبة 1893، وفي 2017 يعود الجنود الأتراك إلى الدوحة بقرار من قصر الوجبة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org