العالم ينظر إلينا

العالم ينظر إلينا

لماذا يختار الرئيس الأمريكي زيارة المملكة العربية السعودية في أول جولة خارجية له بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية؟ وكيف يمكن لدولة أن تنظم عقد ثلاث قمم كبرى في يومين، مع رئيس أقوى دولة في العالم؟ وكيف يمكن لعاصمة واحدة أن تستقبل الملوك والرؤساء والأمراء من أكثر من 40 دولة؛ لتجمعهم مع الرئيس الأمريكي؛ لبحث القضايا المشتركة؟ وإن كان وجود الرئيس الأمريكي وحده في أي مكان يشكّل أداة استقطاب كبرى لوسائل الإعلام العالمية، فكيف بوجوده مع قادة دول الخليج والعالم العربي والإسلامي؟ وكيف تمكنت المملكة العربية السعودية من إعادة مسار العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى مسارها الصحيح بعد فترة الفتور التي مرّت بها بوجود الرئيس "أوباما"؟ وما هي النتائج التي ستثمر عنها الاتفاقيات التي وُقّعت أمس بين الجانبين السعودي والأمريكي، والتي تصل قيمتها إلى 280 مليار دولار؟

أسئلة كثيرة يطرحها العديد من السياسيين والمثقفين والاقتصاديين والإعلاميين حول العالم عما يحدث في الرياض اليوم، فزيارة الرئيس الأمريكي كانت محور الإعلام العالمي أمس؛ إذ حرصت وسائل الإعلام العالمية على إبراز أخبار الزيارة الأولى له في جولته الخارجية في القنوات الفضائية العالمية، وعلى الصفحات الأولى لوسائل الإعلام مشيرة إلى الحفاوة البالغة التي تم استقبال الرئيس الأمريكي بها، وإلى الاتفاقيات التي تم توقيعها، وإلى التنظيم الذي تمّ من خلاله عقد ثلاث قمم كبرى في وقت واحد ومكان واحد.

بعض المغرضين والحاسدين من الداخل والخارج لا يعجبه أن يحقق الوطن مثل هذه الإنجازات، ولا يسعده أن تحظى المملكة بمثل هذا الاهتمام العالمي، بل يشتد غيظه كلما وجد المملكة العربية السعودية يشاد بها على الصفحات الأولى في الإعلام العالمي، فتجده يتجاهل كل تلك الإنجازات التي تمّت خلال الزيارة، ويعمد إلى تسليط الضوء على السلبيات -والتي لا يخلو منها أي عمل مهما كانت دقته وتنظيمه- وينتهز فرصة وجود الإعلاميين والمتابعين من كل أنحاء العالم؛ ليعمد إلى تشويه صورة الوطن من خلال عرض بعض التصرفات الشاذة، والتي تصدر عن فئة قليلة حاقدة تستفيد من بعض وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتعرض المستوى الأخلاقي الذي وصلت إليه، والذي لا يمثل أبداً عامة الشعب السعودي الكريم.

في كل مجتمع وأمام العديد من القضايا ستجد فئة من الناس -لا تمثل المجتمع وليست أغلبية- غير أنها ترفع صوتها النشاز وطرحها الشاذ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وإن لم يتم ردع هذه الفئة ووقفها عند حدّها وإظهار حقيقة حجمها، فستحقق تلك الفئة المغرضة أهدافها في تشويه صورة المجتمع على المستوى المحلي والعالمي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org