العسكرية.. وظيفة أم وطنية؟!!

العسكرية.. وظيفة أم وطنية؟!!

في فترة معينة كل عام يتم فتح أبواب التوظيف العسكري على مصراعيه ضمن شروط محددة. يتوافد الخريجون على التقديم للفوز بوظيفة عسكرية.. وقد يجهل الكثير منهم أهمية أن تكون عسكريًّا، تحمل على عاتقك همَّ وطن، ينتظر منك توطيد الأمن والأمان، والتقيد بالأوامر العسكرية، والاستعداد المطلق لصد مصادر العدو الداخلي والخارجي، وتحقيق السلامة والأمن الوطني الداخلي.

أن تكون عسكريًّا لا يعني أن تكون فقط موظفًا حكوميًّا، تتقاضى راتبًا آخر كل شهر، ولكن.. المغزى يفوق ذلك بكثير؛ فأنت بوصفك عسكريًّا تحتاج إلى أن تكون متأهبًا دائمًا وأبدًا في حمل رسالة الوطنية في داخلك، وترجمتها في عملك متحريًا في ذلك الإخلاص في النية، والإتقان في العمل.

أن تكون عسكريًّا لا يستوجب ذلك فقط دخول دورة أو أكاديمية عسكرية للحصول على شهادة تخرُّج، تعني أنك مؤهل لخوض السلك العسكري، ولكن أن تحمل راية الوطن في عقلك وقلبك، والامتنان لخيراته، وتعلِّمها أولادك غارسًا فيهم حب الوطن (الأرض)، وإن كان شحيحًا يومًا من الأيام!!

أن تكون عسكريًّا فذلك يستلزم إدراك كيف تكوَّنت هذه الوحدة الوطنية المبنية على العقيدة الصحيحة، وتقدير الظروف المحيطة بحنكة ومرونة وشجاعة، ومعرفة حجم المسؤولية العسكرية الموكلة لحماية وطن، مجتمع، أسرة وفرد.

العسكرية وطنية قبل أن تكون وظيفة، وينبغي أن تدرس بحب كمنهج تربوي تعليمي تطبيقي لأجيال تستطيع الوقوف قلبًا وقالبًا في وجه العدو وتهديداته، وتحمل في وجدانها الفخر والاعتزاز بالوطن الأم ضمن علاقة متأصلة ثابتة.

ومن هنا تتحقق غريزة الوطنية التي تجعل كلاً منا عسكريًّا، ليس كوظيفة.. وإنما كانتماء!!

لي ولكم:

وطن لا نحميه.. لا نستحق العيش فيه!!

(وقولوا لنزال الحدود عن حدنا ينزح وراه ** عاداتنا قشع العمود والطير نرمي له عشاه)

الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org