"العمري": "المضادات الحيوية" خطر يفتك بالمجتمع ولا بد من قوانين صارمة

طالب بحملة توعوية لتقنين صرفها ومحاسبة الصيدليات المخالفة
"العمري": "المضادات الحيوية" خطر يفتك بالمجتمع ولا بد من قوانين صارمة

أكد "الدكتور عوض العمري" استشاري الأمراض المعدية على خطورة الإفراط في تناول المضادات الحيوية، وخاصة بعد انتشار بكتيريا مضادة لا تقاومها هذه المضادات، مشيراً إلى ضرورة تدخل الجهات الرقابية من خلال تشريع القوانين الصارمة على الصيدليات التي تصرف المضادات دون وصفات طبية في ظل تحرّك جهات دولية للحد من انتشارها.

وطالب "العمري" بالحد من استخدام المضادات الحيوية وتقنين الوصفات للمختصين فقط، بعد ظهور سلالات من البكتيريا أشد فتكاً ومقاومة لهذه الأدوية المهمة والحساسة حتى تحرّك المنظمات العالمية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية، ورفعت علامات الخطر والتحذير من مستقبل قاتم بسبب انتشار بكتيريا مقاومة لجميع الأدوية وتسربها من المستشفيات إلى المجتمعات".
 
وشدد "العمري" على أن الحكومات الغربية وفي مقدمتها الحكومة الأمريكية والبريطانية وضعت إستراتيجيات واضحة، بحضور وتوقيع الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني للحد من انتشار البكتيريا المقاومة ولمكافحة هذا الوباء الخطير الذي قد يفتك بالإنسانية ذات يوم؛ وما يزيد الوضع سوءاً هو فشل الخطط العالمية لإنتاج المزيد من المضادات الحيوية".

وقال: "كان الأمل بإنتاج ١٠ مضادات حيوية جديدة بنهاية عام ٢٠٢٠ حسب الخطة التي أعلنتها الجمعية الأمريكة للالتهابات والأمراض المعدية، ولكنها لا زالت تعاني من صعوبة إيجاد مركَّبات جديدة، ولجأت إلى محاولة جمع أكثر من مضاد في تركيبة واحدة لزيادة فعاليتها وجودتها".
 
وأضاف قائلاً: "الأخطر من ذلك هو وضعنا كبلد لا تخضع فيه هذه الأسلحة الحميدة إلى رقابة؛ مما أدى إلى انتشار العديد من البكتيريا المقاومة التي لم نكن نراها كمختصين من قبل، بالنسبة لنا قد يكون الوضع أكثر سوءاً لعجزنا عن السيطرة إلى الآن على منافذ بيع الأدوية بدون وصفات طبية، وعجزنا كمجتمع طبي عن توعية المجتمع بهذا الخطر الكبير".
 
وشدد على أن الإصلاح يأتي بالقوانين الصارمة؛ كإغلاق الصيدليات التي تسمح ببيع المضادات دون وصفة طبية محددة، ولا ننسى أن توعية المواطن لها الدور الأكبر في ذلك، فليس من المعقول أن نرى مع كل نزلة برد أن يبدأ المريض في علاج نفسه مستهيناً بالعواقب الوخيمة على نفسه وعلى المجتمع".

وقال "العمرى": إن خطر المصاب بالبكتيريا المقاومة على المصاب وإنما يمتد إلى المجتمع؛ حيث تسهل عملية انتقالها بين المرضى بالمستشفيات، ومن ثم نشرها بالمجتمع بطرق مختلفة نتوقع دوراً أكبر من الجهات المختصة بالرقابة الصارمة وتقفيل الصيدليات المخالفة وتطبيق الأنظمة بحذافيرها من أجل مستقبل أفضل".
 
وطالب "العمرى" فى ختام تصريحه بحملة توعوية كبرى تشترك فيها جميع القطاعات من وزارة الإعلام والصحة والتعليم لزرع ثقافة جديدة تنبه وتوعي الفرد عن خطورة انتشار البكتيريا المقاومة للأدوية، مؤكداً أن أحد ثوابت الرؤية الحكيمة ٢٠٣٠ بقيادة "الأمير محمد بن سلمان" هي زيادة معدل الإعمار بهذا الوطن الغالي وتقليل الأمراض المزمنة للمواطن السعودي، وهذا لن يتحقق إلى بجهود متكاملة ومخلصة من الجميع".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org