الغول والعنقاء والخل الوفي!!

الغول والعنقاء والخل الوفي!!

جاء في الأساطير القديمة عند العرب ذكر حيوان خرافي من نسج الخيال سمي بالغول، كان اسمه يستخدم كأداة لفظية لتخويف العصاة من الأطفال كوسيلة ردع وتأديب!!

بينما العنقاء؛ ذلك الطائر الأسطوري ذو العنق الطويل الذي يذكر أنه لا يظهر للأنام إلا كل خمسمائة عام، كان يرمز من جراء ذلك للشيء الذي يذهب ولا يعود كما ذكر في الموروث العربي!

الخل الوفي؛ المعتقد الثالث الذي كان سائدًا في أساطير العرب للتعبير عن استحالة وجود صديق وفِي يخلص لك أكثر من نفسه، والذي قد يحمل مشاعر ومتطلبات مختلفة ضمن حياته الخاصة ربما تتعارض مع من يصادق، حتى وإن صدقه.

وفِي هذا يقول الشاعر الأندلسي-صفي الدين الحلي- :

لمّا رأيتُ بَني الزّمانِ ومابهم خلٌّ وفيٌّ، للشدائدِ اصطفى

أيقنتُ أنّ المستحيلَ ثلاثة الغُولُ والعَنقاءُ والخِلّ الوفي

وفِي زماننا هذا... أضافت حلول البطالة رقمًا إلى ميثولوجيا المستحيلات الثلاثة التي وجدت فقط في الخيال، لتصبح أربعة مستحيلات بجدارة! كون هذه الظاهرة أصبحت كفيروس متفشٍ في مجتمعنا؛ يقتل طموح الشباب وأحلامهم خفية، ويئد فيهم تلك النظرة الإيجابية نحو مستقبل مشرق مليء بالإنجازات.

البطالة كظاهرة اقتصادية واجتماعية- باختلاف أسبابها وأنماطها- لهي مشكلة تحتاج بالفعل إلى حل جذري في استغلال الكوادر الوطنية وتهيئتها لسوق العمل، واستحداث شواغر تتناسب ومؤهلات الفرد وقدراته ، والمبادرة بالحلول التي من شأنها الحد من معدل البطالة الذي ارتفع إلى أكثر من ١٢ ٪‏ ؛ أي ما يعادل أكثر من نصف مليون عاطل وعاطلة سعوديين، بناءً على بيانات الهيئة العامة للإحصاء. هذه النسبة تعد مؤشرًا خطيرًا لأي مجتمع وخصوصًا في ظل التزايد في عدد خريجي وخريجات الجامعات الداخلية والخارجية؛ من حملة درجة البكالوريوس والدراسات العليا في كل التخصصات وخصوصًا العلمية منها!

وقفة/

نحتاج إلى تخطيط ومنهجية مدروسة لتجاوز عقبات التوظيف المزروعة في طريق أبناء وبنات هذا الوطن، والثقة في إمكاناتهم ومهاراتهم والإيمان بقدرتهم على مواكبة ركب التنمية الاقتصادية، وخلق الفرص الممكنة لهم في جميع المجالات؛ فالبطالة داء خطير إذا تفشى في المجتمعات يتحول إلى سلوكيات سلبية – من جراء الفراغ - لا تحمد عقباها!!

وحتى لا تصبح ميثولوجيا المستحيلات ( بمشكلتنا) أربعة؛ الغول والعنقاء والخل الوفي و.....استحالة حلول البطالة في ٢٠٣٠!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org