"الفرانسي والقرش" ثم الريال.. رحلة العملة السعودية

6 إصدرات تختزل 125.. من المؤسس حتى "ملك العزم"
"الفرانسي والقرش" ثم الريال.. رحلة العملة السعودية

يسجل تاريخ العملات السعودية اليوم الإصدار السادس، وتحفل صفحات التاريخ ذاته بخمسة إصدارات سابقة للعملة السعودية، تحكي مراحل تطورها في الشكل والحجم والوزن والفئات المستخدمة.

 

وتضمنت عملات الإصدار الجديد صوراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والحرمين الشريفين، والمسجد الأقصى ، ومعالم مشهورة في المملكة.

 

وتشمل فئات العملة في المملكة حالياً: 25 هللة "معدنية"، و50 هللة "معدنية"، في حين طُبعت فئات الريال و5 ريالات و10 و20 و50 و100 ريال و500 ريال، على الورق الخاص بالعملات.

 

ولم يكن الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن يرغب في التعامل بالعملات الأجنبية التي كانت موجودة في الجزيرة العربية عقب توحيد البلاد في عام 1932، بيد أنه اضطر في بداية الأمر أن يقبل ولو بشكل مؤقت بهذا الوضع، حيث أبقى على التعامل بالنقود المتوفرة بالأسواق آنذاك، في الوقت نفسه.

 

وقد كان حلم إيجاد نقد موحد يتم تداوله في المناطق التي تم افتتاحها هاجساً يراوده كثيراً، لإدراكه بأن النقود تعد أهم مظهر من مظاهر سيادة الدولة وتعزيز التوحيد.

 

ودفعت عوامل اقتصادية وسياسية في بداية تأسيس الدولة السعودية الثالثة، الملك عبد العزيز إلى اتخاذ خطوات عملية تحد من الاعتماد على النقد الأجنبي الذي كان سائداً في المناطق التي تشكلت منها البلاد قبل توحيدها، وتداولت فيها عملات مختلفة بإختلاف المناطق وتعددها.

 

وقد اتخذ الملك المؤسس عام 1925 إجراء مؤقتاً تمثل في سك عملة نحاسية من فئة "القرش" ، بفتح القاف، وحملت اسمه عندما كان يلقب بملك الحجاز وسلطان نجد، وجعل هذه العملة هي السائدة والمتداولة في البلاد الناشئة، ثم أصدر بعد هذا الإجراء بسنتين أول نظام للنقد بإسم "نظام النقد الحجازي النجدي" المسمى بالنقد العربي، ومعه تم سك الريال العربي من الفضة الخالصة، كما تم سك فئة القرش من النحاس، وبذلك أصبح الريال وأقسامه عملة رسمية لمملكة الحجاز ونجد وملحقاتها اعتباراً من 14 يناير عام 1928.

 

وربطت قيمة الريال العربي بالجنيه الإنجليزي الذي يساوي عشرة ريالات فضة عربية، وبذلك أخذت العملة العربية مكانها الطبيعي في التعامل بين أبناء البلاد، وبدأت العملات الأجنبية في الإختفاء.

 

وتم سك الريال العربي بحجم ووزن الريال العثماني، الذي كان متداولا بكثرة في هذه الأوقات، ومن أشهر العملات المتداولة في شبه الجزيرة العربية "الفرانسي" و"المجيدي" و"الروبية" الهندية.

 

ويعود سبب ربط الصرف بالجنيه الإنجليزي إلى أن الدولة كانت تعتمد في تسديد مشترياتها الخارجية على هذه العملة، كما اتخذت الدولة إجراءات عملية لحماية نقدها والمحافظة على ثبات قيمتها من خلال إجراءات كانت في غاية الأهمية، لعل أبرزها إصدار عملة قانونية عرفت بالجنيه الذهبي السعودي.

 

وأعقب ذلك إصدار عملة ورقية عرفت باسم إيصالات الحجاج من فئات العشرة والخمسة ريالات، والريال الواحد.

 

وقد ساهم هذا النظام النقدي في تسهيل تقدير الواردات من مصادرها المختلفة محلية أو خارجية أو من النفط المرتبطة أسعاره بالعملات الأجنبية ما كان له تأثير كبير في موازنة الدولة.

 

وكان أول إصدار للعملة في المملكة للحجاج، حيث أصدرت مؤسسة النقد عملة ورقية للتيسير على الحجاج من حمل عملات معدنية ثقيلة الوزن بفئة عشرة ريالات في عام 1953 ليتم إصدار أخرى بفئات خمسة ريالات وريال واحد.

 

وتضمن هذا الإصدار ما يطلق عليه "إيصالات الحجاج"، حيث تمت طباعة خمسة ملايين إيصال كطبعة أولى، وكتب على هذه الإيصالات باللغة العربية والفارسية والإنجليزية والأردية والتركية والمالاوية وقد نالت ثقة الناس في ذلك الوقت.

 

وبعد سبعة أعوام من الإصدار الأول، وتحديداً عام 1968 في عهد الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز، تم الإعلان عن الإصدار الثاني، الذي شهد تغييرات من جهة ألوان فئات العملات التي ظلت كما هي خمس فئات، مع تغييرات في الصور التي وضعت على وجه العملة، إضافة إلى تغيير ظهر العملة عن سابقتها بوضع صور لمعالم المملكة بدلاً من شعار النخلة والسيفين.

 

وبعد ذلك بـثماني سنوات، طرح الإصدار الثالث من النقود الورقية للتداول في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز، بفئاته الخمس ذاتها، واختلف الإصدار الثالث للعملات الورقية عن الإصدارين السابقين، بوضع صور لملوك المملكة، إذ حملت العملة الورقية من فئة 100 ريال صورة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، في حين حملت بقية الفئات الأخرى صورة الملك فيصل بن عبدالعزيز.

 

وبعد ثمانية أعوام، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز عام 1984 الإصدار الرابع من العملات، الذي انفرد بإصدار فئة جديدة من العملة الورقية، هي فئة الـ500 ريال، وتسمى "الزرقاء"!! نسبة إلى لونها ، لتضاف إلى الفئات الخمس السابقة.

 

وحمل هذا الإصدار، إضافة إلى فئته الجديدة، التي حملت صورة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، صور الحرم المكي الشريف، فيما حملت الإصدارات الخمس الأخرى صور الملك فهد بن عبدالعزيز.

 

وطبع الإصدار الخامس للعملة، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على فترات متفاوتة، بدأت بفئة 10 ريالات و5 ريالات، في إصدار للعملة الجديدة في يوليو 2007، ثم العملة من فئة 500 ريال في سبتمبر من العام نفسه، وفي ديسمبر من العام نفسه، تم إصدار العملة الورقية الجديدة من فئة الريال، في حين تم طرح فئة 100 ريال، وفئة 50 ريالاً من العملة الجديدة في مايو من عام 2008.

 

وتميزت عملات هذا الإصدار بعدد من المواصفات الفنية والعلامات الأمنية، وأعدت وفق أحدث المواصفات في مجال طباعة العملة الورقية.

 

وطرحت مؤسسة النقد العربي السعودي إصداراً تذكارياً بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس السعودية، الذي وافق الخامس من شوال عام 1419هـ، وهو عبارة عن أوراق نقدية جديدة من فئة الـ20 ريالاً والـ200 ريال، وتضمنت هاتان الفئتان شعار المناسبة، إضافة إلى صور الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن.

 

وكان يتم تداول هاتين الفئتين مع الأوراق النقدية في المملكة بجميع فئاتها، بصفتها عملة رسمية، لكنها اختفت من الأسواق فيما بعد.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org