الفلكي "السفياني" يكشف لـ "سبق" آثار الرياح الشمسية على الأرض

​بعد حدوث انفجارين مزدوجين في بقعتي قُرص الشمس
الفلكي "السفياني" يكشف لـ "سبق" آثار الرياح الشمسية على الأرض

بعد أن سجل فجر أمس السبت 23 يوليو 2016 بتوقيت السعودية، حدوث أقوى انفجارين مزدوجين  خلال هذا العام 2016 حتى الآن، في البقعتين الواقعتين في الطرف الغربي لقرص الشمس، وهو يُصنف من الفئة M متوسطة الشدة على مقياس التوهجات الشمسية، بدأ الكثير من الناس يسألون عن آثاره على الأرض، حيث أورد الباحث الفلكي، المشرف على جمعية آفاق لعلوم الفضاء hsss ،الدكتور شرف السفياني، أبرز ما توصلَ إليه العلم في هذا الباب في عدة نقاط .

 

أوضح أن ذلك يؤثر على مناخ الأرض، وأهم أثر يصل على الأرض هو من السطوع أو الإشعاع من الشمس نفسها والمتمثل في زيادة تدفق طاقة الفوتونات، وهو تغير طفيف جدًا يصل إلى جزء واحد في الألف على مدى دورة شمسية كاملة كل 11 سنة، مشيراً إلى أن التغير في المناخ نتيجة للتغيرات الشمسية هو على الأرجح صغير، ويحتاج إلى مزيد من البحث الذي يتعين القيام به.

 

وأضاف: كما يؤثر على نقل الطاقة الكهربائية، حيث  يمكن أن تتسبب الرياح الشمسية القوية في تعطل تدفق ونقل الطاقة الكهربائية إلى منازلنا ومحلاتنا التجارية، لأن التدفق الحالي لخطوط الكهرباء يستجيب لاختلاف التيارات الخارجية في الغلاف الجوي العلوي، فعند حدوث العواصف الشمسية والتي تضرب الغلاف الجوي للأرض تتسبب في زيادة التحميل على المحولات الكهربائية مما يسبب احتراقها أو تسخين الهياكل المحيطة بالمحولات ، واحيانًا القواطع الكهربائية لديها طاقة تحمُل معينة ، فعند زيادة الحمل عليها تقطع مما يسبب انقطاع الطاقة الكهربائية.

 

وتابع "السفياني": التأثير على الاتصالات اللاسلكية: نظرًا لأن كثير من الاتصالات اللاسلكية تعتمد على الترددات العالية في النطاق  1 إلى 30 ميجا هيرتز، وعندما تضرب الرياح الشمسية الغلاف الجوي تسبب في تأين الهواء مما يسبب تشويش الاتصال أو منعها.

 

وأشار إلى أن الحدث يؤثر على نظم تحديد المواقع " GPS "، موضحا أن أنظمة الملاحة نمت باستخدام الأقمار الصناعية بشكل كبير جدًا ، فأصبح نظام تحديد المواقع في هواتفنا وسياراتنا والطائرات والسفن، ويتمثل تأثير الرياح الشمسية على هذا النظام في كون الرياح الشمسية تعمل على تأين الغلاف الجوي للأرض والذي تمر منه إشارات "GPS" ، وهذا التأين للغلاف الجوي يسبب انحناء اشارة الراديو القادمة من القمر الصناعي مثل ما يحدث في ظاهرة انكسار الضوء عندما يمر خلال عدسة مُحدبة ، مما يؤدي في النهاية إلى عدم تحديد المواقع بدقة عالية كالمعتاد ؛ كما أن العواصف المغناطيسية الناشئة عن الرياح الشمسية تخلق اضطراب كبير في الغلاف الجوي "الايونوسفير" وزيادة الالكترونات في الغلاف الأيوني وهذا من شأنه ادخال بيانات خاطئة في الحاسابات.

 

وقال "السفياني": ويؤثر الحدث أيضًا على سحب الأقمار الصناعية: ويظهر هذا الأثر على الأقمار الصناعية التي تكون على مدار منخفض " LEO " والتي يقل ارتفاعها عن 2000 كلم ، مثل محطة الفضاء الدولية ISS وتلسكوب هابل الفضائي ، حيث تتعرض الاقمار الصناعية باستمرار لعملية سحب نحو الارض لذا يتم اعادة ضبط المدار للقمر الصناعي بمعدل أربع مرات خلال السنة لتعويض قوة السحب من الغلاف الجوي، وعندما يكون النشاط الشمسي في قوته وأوجه ، فمن الضروري اعادة ضبط المدار كل 2-3 اسابيع للمحافظة على المدار ، والسبب في ذلك يعود إلى التفاعل بين الرياح الشمسية والمجال المغناطيسي للأرض أثناء العواصف المغناطيسية الأرضية الناتجه عن زيادة الرياح الشمسية مما يؤدي إلى زيادة كبيرة على المدى القصير في درجة حرارة الغلاف الجوي العلوي وكثافة، وبالتالي زيادة السحب على الأقمار الصناعية وتغيير مداراتها.

 

وختم قائلا: إن الأمر يؤثر أيضا على ظهور الشفق القطبي " الأرورا": وهي تلك الألوان المتموجة التي تظهر في سماء القطبين وخصوصًا القطب الشمالي للكرة الأرضية ذات ألوان خضراء وحمراء واكثرها الأخضر ، وهي تظهر بكثرة عند زيادة النشاط الشمسي واصطدام الرياح الشمسية بالمجال المغناطيسي للأرض والذي يعمل على تشتيت هذه الطاقة إلى قُطبَي الكرة الأرضية ، فيسبب تأين غازات الغلاف الجوي وظهور هذه الألوان بأمر الله .​

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org