"الفهد": العمل الكشفي والتطوعي يحصّن الشباب من الإرهاب

تمنى أن يكون التطوُّع في السعودية مؤسسيًّا
"الفهد": العمل الكشفي والتطوعي يحصّن الشباب من الإرهاب

ثمَّن نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية، الدكتور عبدالله الفهد، الرعاية الملكية لفعاليات المؤتمر العالمي "الكشفية والعمل التطوعي.. رؤية نظرية وتجارب تطبيقية"، الذي تنظمه جمعية الكشافة العربية السعودية صباح اليوم "الثلاثاء" تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وبرعاية إعلامية من صحيفة "سبق" الإلكترونية.
 
وشدَّد على أن العمل الكشفي والتطوعي يحصّن الشباب من الإرهاب والتطرف وجميع أنواع الإدمان والشذوذ والانحراف؛ فهو يشعرهم بسعادة العطاء والإنتاج والإنجاز. وقال لـ"سبق" بمناسبة انعقاد المؤتمر الذي يستمر لمدة 3 أيام خلال الفترة 1-3/ 6 / 1438هـ: "هذه الرعاية الملكية الكريمة تعني لنا الكثير. أولاً تقدير السعودية للعمل الكشفي ودوره على المستويَيْن المحلي والعالمي؛ فهذا سيعطي المؤتمر أهمية كبيرة جدًّا من الناحيتين الأكاديمية والعملية في الميدان".

 وأضاف: "نوعية البحوث المشاركة بالمؤتمر قوية ونوعية، وستقدم رؤية مستقبلية للعالم في العمل التطوعي المثمر والناضج، الذي يسير وفق تخطيط، خاصة أنه ستقام ورشتا عمل لتخطيط العمل التطوعي وورشة عمل لتقويم مشاريع العمل التطوعي أثناء المؤتمر، وسيتم التسجيل من خلال الموقع الإلكتروني للمؤتمر".
 
  ولفت الدكتور الفهد إلى أن جمعية الكشافة العربية السعودية ستوقّع اليوم عددًا من مذكرات التفاهم مع عدد من الجهات الحكومية وجهات المجتمع المدني خلال المؤتمر؛ وذلك لتبادل الخبرات والأنشطة، والتعاون في تحقيق الأهداف؛ لما تملكه الجمعية من بُعد بشري كبير جدًّا، ورصيد تاريخي وخبرة كبيرة وتنوع في خبرات أعضائها من أكاديميين ومعلمين وقضاة من جميع موظفي الدولة، لهم تاريخ كشفي كبير.
 
  واسترسل: تعمق الحركة الكشفية البعد والحس والانتماء الوطني لمنسوبيها، وهو ما يميز الكشافة بتعزيز الانتماء الوطني لديهم من خلال البرامج والمشاركات؛ ولذلك تجد المنتمين للحركة الكشفية أناسًا منتجين خادمين للوطن، ويمكن الاستفادة منهم في جميع المجالات الوطنية، الاجتماعية والتطوعية والخيرية.
 
  وعن تبني الجمعية العمل التطوعي، ونشره ثقافته في المدارس والجامعات، وكذلك نشر رسالة مشروع رسل السلام، قال الفهد: تم بث مشروع رسل السلام في المدارس والجامعات، ووجدنا طلابًا متميزين في مشاريعهم الفردية أو الجماعية.. وتجد على موقع المنظمة العالمية للحركة الكشفية عددًا من الكشافة السعوديين المتميزين في مشاريع رسل السلام، وفي عدد ساعات الخدمة التطوعية في المشروع.
 
  وأضاف: العمل الكشفي تطوعي؛ لذلك الجمعية متميزة في هذا الجانب؛ فهي لديها فِرق كشفية في المدارس والجامعات وفي جميع المراحل، من مرحلة البراعم (6 سنوات) إلى الرواد فوق الـ60 و70 سنة.
 
  ونوه بالنشاط الكبير للمتقاعدين الذين يسمون "الرواد" في نقل خبراتهم الكشفية إلى المدارس والجامعات والجمعيات ومراكز الأحياء، ويعقدون عددًا من البرامج النوعية في المحافظات والمدن في مختلف أنحاء السعودية.. وقبل أيام كان هناك لقاء في مدينة جلاجل عن تحصين النشء من المخدرات، وبرنامج في البيئة، وذلك ضمن عدد من البرامج التي تبناها الرواد لنشر ثقافة العمل التطوعي وفق أسس علمية ووطنية محددة.
 
  وعن دورة ممارسة العمل التطوعي أوضح الفهد لـ"سبق": تعتبر الدورة الأولى لممارسي العمل التطوعي، ويتلقى فيها المشاركون عددًا من الجلسات فيما يخص مهارات وخبرات ومتطلبات العمل التطوعي. ومن ضمن المتطلبات حضور جلسات المؤتمر، ويتطلب ذلك من كل مشارك في الدورة تقديم مشروع للعمل التطوعي، ينفذه، ويتم تحكيمه، ثم تمنح الشهادة. وبعدها دورة أخرى للمدربين المعتمدين في العمل التطوعي بشرط اجتياز وحضور دورة ممارسي العمل التطوعي، واجتياز الدورة الأساسية والأولية والمتقدمة؛ لأننا نريد أن يكون العمل التطوعي في السعودية عملاً مؤسسيًّا منضبطًا، ويؤتي ثماره بشكل إيجابي وكبير جدًّا.
 
  وشدد الدكتور الفهد على فتح المجال للشباب منذ الصغر، واستيعابهم داخل الدوائر الرسمية، واستنفاد طاقاتهم، وفتح مجالات الحوار والنقاش معهم عندما يكون الشاب في مرحلة المراهقة، ويكون منتجًا، ويحس بقيمته في المجتمع.. فكل ذلك يجعله محصنًا من الانحرافات الفكرية والشذوذ والانحراف والتطرف. مضيفًا: فالمشاركون في الأنشطة والأعمال التطوعية يميزون بين الخير والشر، والصالح والطالح، ويرتبطون بمجتمعهم؛ فهم بهذه المهارات يستطيعون تحصين أنفسهم، ويكونون منتجين، يشعرون بقيمتهم النفيسة والاجتماعية.. ولا يمكن أن يقدم أحدهم على التفكير في الإساءة والإضرار بمجتمعه؛ لكونه جزءًا منه.
 
  وأردف: أما الشاب الذي يكون منعزلاً ومنطويًا فقد يكون فريسة سهلة للجماعات المتطرفة، وقد يحصل له الانحراف الفكري لافتقاره لمهارات التفكير والتحليل.
 
  وتابع: الكشافة لديها شارة المواطنة وشارات مشاريع وبرامج "فطن" و"نبراس" والبيئة المرتبطة بالمجتمع التي تحصن الشباب من الأفكار المنحرفة، وتزرع فيهم قيم الثقة والانتماء للوطن.
 
  ووجّه الفهد من خلال صحيفة "سبق"، الراعي الإعلامي لفعاليات المؤتمر العالمي "الكشفية والعمل التطوعي.. رؤية نظرية وتجارب تطبيقية"، الذي تنظمه جمعية الكشافة العربية السعودية، رسالة شكر للباحثين على تقديمهم البحوث، وهنّأ من اجتاز ونشر بحثه في المؤتمر على مستوى السعودية، وكذلك المشاركون الدوليون، داعيًا منسوبي الكشافة في الميدان إلى الاستفادة من هذا المؤتمر، ومن السجل العلمي المنشور، والاستمرار في هذه الأعمال التطوعية من خلال الفرق الكشفية والمدارس والجامعات. مهيبًا بالأسر والمجتمع بشكل عام لاحتضان أبنائهم في الأعمال التطوعية، وأن يشرفوا عليهم؛ لتكون أعمالاً ذات نفع ومستمرة ومدعومة ومقدَّرة.. مؤكدًا من تجربة ومعايشة ودراسات أن المشاركين في العمل التطوعي محصنون - بإذن الله - ضد جميع أنواع الإدمان والانحراف والأمراض النفيسة؛ لأنه ينمي لديهم المهارات الشخصية والمعرفية، ويشبع الحاجات الأساسية النفيسة والمجتمعية والانفعالية لديهم.
 
 وقال: الذي يعطي هو الذي يكون سعيدًا دنيويًّا وأخرويًّا، والذي يأخذ يشعر بالنقص والاحتياج والفقر لما في أيدي الناس. وقد سُئل حكيم: من أسعد الناس؟ قال: من أسعَدَ الناس. 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org