"القحطاني": شركات كبرى تتنافس لإصدار عدسات لاصقة "ذكية" تؤدي وظائف متطورة

​تساعد في ضبط مستوى السكر بالدم والتصوير الفوتوغرافي والفيديو
"القحطاني": شركات كبرى تتنافس لإصدار عدسات لاصقة "ذكية" تؤدي وظائف متطورة

قال الدكتور عبدالملك القحطاني، استشاري طب العيون وتصحيح النظر، إن شركات كبرى في مجال التقنية، مثل جوجل وسوني وسامسونج، تعتزم إصدار عدسات لاصقة ذكية للعينين تؤدي وظائف متطورة، مبينًا أنه في حال نجحت النسخ الأولية لها فستتبعها تطورات هائلة وسريعة في المجال، كما حدث بالنسبة للجوالات الذكية في السنوات الماضية.

وبيّن أن جوجل مثلاً ستصدر عدسة لاصقة تستطيع قياس مستوى السكر في الدم من خلال حساسات متناهية الصغر مزروعة في العدسات تستطيع تحليل دموع العين للوصول إلى مستوى السكر في الدم، وإرسال النتائج لاسلكيًا إلى جهاز آخر كالجوال أو الساعة اليدوية، فيحصل الأطباء على تقارير مفصلة ودقيقة عن مستوى السكر في الدم.

وقال: "ستكون باستطاعة هذه العدسة اللاصقة أيضًا إرسال إشارات لإفراز الأنسولين حال ارتفاع السكر، وتنبيه مرتديها بشكل سريع عندما يبدأ مستوى السكر في الدم بالانخفاض لأخذ الاحتياطات اللازمة قبل شعور المريض بأعراض الانخفاض مثل الرعشة والتعرق وأحيانًا الإغماء".

واستطرد "القحطاني" بقوله: "من المتوقع أن تساعد هذه التقنية الملايين من المرضى على سهولة ضبط مستوى السكر، وتجنب الكثير من مضاعفات هذا المرض المنتشر والاستغناء عن وخز الإبر المتكرر".

وعن شركة سوني وسامسونج قال إن هاتين الشركتين حصلتا على براءات اختراع لعدسات لاصقة ذكية قادرة على التصوير الفوتغرافي وتصوير مقاطع فيديو، وتتنافسان على إصدار هذه العدسات بأسرع وقت، وتقولان إنه بالإمكان التحكم بطريقة التصوير والبدء فيه أو إيقافه عن طريق الرمش الإرادي، حيث إن هذه العدسات لديها القدرة على التفريق بين الرمش الإرادي واللا إرادي، فعندما يقوم الشخص بالرمش إراديًا وبطريقة معينة كالغمز مثلاً، فهذا يعني البدء بالتصوير، وكذلك الحال بالنسبة لإيقاف التصوير أو تسجيل مقطع فيديو.

وأضاف: "أما بالنسبة للبطاريات والشحن فلن تحتاج هذه العدسات إلى أي من ذلك لأن الشركة المصنعة ستجعل من حركات العين مصدرًا للطاقة المشغلة لها كما هو موجود في تقاربها. ولا غرابة أن أول أعضاء الجسم التي تتعامل مع التقنية هي العين فدائمًا ما يدرس في كليات الطب بأن العين هي النافذة السرية المطلة على داخل الجسم، ومن المتوقع أن تحل العين في المكان الثاني من ناحية التعامل الذكي مع التقنية بعد الهواتف الذكية متقدمة على الساعات الذكية، والنظارات الذكية التي لم تجد لها رواجًا كبيرًا ربما بسبب شكلها الغريب."

وتابع: "في حال تم فعلاً إنتاج مثل هذه العدسات اللاصقة فستكون ثورة كبيرة في مجال التقنية والطب على حد سواء، ففي مجال التقنية فسيسهل هذا الاختراع التعامل مع ثورة الإنترنت وخصوصًا ما يتعلق بتقنية (الواقع المعزز) أو (Augmented reality)، حيث تعتزم هذه الشركات الكبرى إدخال هذه التقنية إلى العدسات اللاصقة ومن أمثلتها أن يتمكن مرتدو العدسات اللاصقة من رؤية خرائط قوقل "على سبيل المثال" في مجال رؤيته فقط من خلال شاشة صغيرة مزروعة في العدسة ويكون الطريق المراد السير فيه معلمًا بالأزرق بحيث لا يراها غيره من الناس".

وأشار إلى أنه في مجال الطب فستصبح آفاق تحسين النظر أكبر اتساعًا، وسيقل الاعتماد على النظارات الطبية، سواء المعمول منها للبعيد أو القريب، ولكن عند مقارنة هذه العدسات اللاصقة بالجوالات الذكية كأجهزة مزودة للتقنية فسنجد اختلافًا كبيرًا في الفئات المستهدفة وتقبل هذه العدسات اللاصقة.

وختم الدكتور عبدالملك القحطاني بالقول إنه من الممكن استخدام الجوال من قِبل الكبير والطفل والمريض وحتى الشيخ الكبير. أما العدسات اللاصقة الذكية فستظل الفئات المستهدفة منها محدودًا مقارنة بالجوالات، فلا يمكن استخدامها من قِبل الأطفال، واستخدامها عند كبار السن محدودة، ولا يمكن استخدامها بسهولة في الأجواء الحارة مثل جو المملكة. كما أن هناك أمراضًا عديدة في العين لا ينصح باستخدامها معها، مثل الحساسية الشديدة وجفاف العين الشديد وتقرحات القرنية وغيرها. وبهذا ستنحصر استخدام هذه العدسات اللاصقة في أعمار محددة؛ مما سيقلل فرص انتشارها من الناحية التجارية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org