المرأة السعودية والفضائيات التغريبية

المرأة السعودية والفضائيات التغريبية

من أبرز الفضائيات التي ملأت المنطقة العربية صخباً وضجيجاً وفساداً فضائية MBC، التي لا تكاد تخلو ساعة واحدة من وقت بثّها من مادة تطعن في ثابت من الثوابت الدينية، أو مادة جنسية تغزو البيوت دون خجل أو حياء، أو نقد لقيم مجتمعية تستمد جذورها من العادات والتقاليد العربية العريقة، أو غرس لمفاهيم وتصورات غربية.

ووجدت هذه الفضائية في المرأة على سبيل العموم، والمرأة السعودية على وجه الخصوص، مادة تشبع نهمها في إثارة الغرائز وهدم القيم والطعن في الدين من طرف خفي حيناً، وبوجه سافر في أحيان أُخر، ولا تلوي على شيء سوى هدم عمود الفسطاط الذي تقوم عليه الأسرة، ألا وهو المرأة.

والمتأمل سيجد أن خارطة MBC تمتلئ بأفلام ومسلسلات وبرامج وإعلانات تحتل فيها القضايا الجنسية والغرائز مرتبة متقدمة للغاية. وكان للمرأة السعودية نصيب وافر من خارطةMBC، ولعل لمحة سريعة على هذه الفضائية تفضح بعضاً من توجهاتها ورؤاها، خاصة فيما يتعلق بوضعية المراة السعودية:

1/ في عام 2005 أطلقت MBC سلسلة درامية سعودية بعنوان "الساكنات في قلوبنا"، وهي عبارة عن أربعين فيلماً كل فيلم له قصته المستقلة، وتتحدث في مجملها عن قضايا اجتماعية تشكل فيها المرأة المحور الرئيس من خلال رؤية خاصة للفضائية.

ومن أهم العناوين التي تضمّنها السلسلة الدرامية: "الضحية"، "خلوة غير شرعية"، "الأم"، "دائرة الشك"، "موت بطيء"، "أيام العسل"، "الشجرة اليابسة"، "ذئاب بشرية"، "مصالح متبادلة"، "الثمن الكبير"، "فرح"، "غبار الأيام"، "طلقة نار"، و"ثورة الشك"، و"علموهن الرياضة"، و"تضحيات العقيمة"، "قرارات مصيرية"، "بلاء الثلوث"، "مجرد رحم"، بالإضافة إلى حلقة "أنا وزوجي وصديقتي".

والهدف من هذه السلسلة ليس سوى إظهار المرأة السعودية كأنها مضطهدة، وتواقة إلى التحرر من قيم المجتمع السعودي!

2/ في العام 2015 بثت MBC تقريراً، عن أن السعوديات المدمنات يفضلن الحشيش على سائر أنواع المخدرات الأخرى! وهو ما أثار جدلاً واسعاً على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث أطلق مغردون سعوديون هاشتاجاً بعنوان:

"#قناة_mbc_تتهم_السعوديات_بحب_الحشيش"، وأدى إلى تدخل مديرية مكافحة المخدرات التي استهجنت التقرير، ونفته جملة وتفصيلاً.

3/ في عام 2016 أطلقت MBC استفتاء عبر موقعها الإلكتروني، يتعلق بدعوة "سأقود سيارتي في 15 يونيو"، مما أغضب شريحة من السعوديين، الذي اتهموا القناة بالتحريض على قيادة المرأة السعودية للسيارة، ودشنوا هاشتاج #mbc_تحرض_على قيادة_المرأة مطالبين الجهات المختصة بمحاسبة القناة التي تدعو للفتنة وتقسيم المجتمع، وبعدها تم حذف الاستفتاء، بعدما ظهر أن الأغلبية ترفض، ودشّن السعوديون هاشتاجاً باسم #mbc_تحذف_تصويت_قيادة_المرأة.

4/ في عام 2016 ركزت فضائية "mbc pro sports" أثناء نقل مباراة السوبر بين فريقي الهلال والنصر في ملعب "لوفتس رود" في لندن، على النساء السعوديات الحاضرات في المدرجات، مما أثار حفيظة الشارع السعودي لفترات طويلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتسبب في إحراج اتحاد القدم، وواجه معارضة في إقامة السوبر خارج المملكة.

5/ في العام 2017 دعت "MBC" المرأة السعودية أن تكون حرة، عبر هاشتاج #كوني_حرة والذي حمل الكثير من التغريدات الصادمة للمجتمع السعودي، مرفقة بها صورة شبه عارية، ومن هذه التغريدات على سبيل المثال: "كوني حرة؛ فأنتِ لم تُخلقي لتكوني تابعاً أو ظلاً"، وفي تغريدة أخرى للقناة قالت: "تمردي، كوني حرة بلا حدود".

وهي التغريدات التي لاقت استهجاناً واسع النطاق، مما اضطرّ هذه الفضائية إلى الاعتذار منه وسحبه؛ إذ لم تجد طاقة لها على مواجهة الحملات المضادة التي قادها العلماء والدعاة الذين سبق وصفتهم فضائية المجون والفتن بأنهم "دعاة على أبواب شقّ صف الأمة"!.

إن ما يطرح من قضايا المرأة السعودية على مائدة تلك الفضائية، يدهش حقيقة كل من يتابع بدقة هذه القضايا وما تدور حوله، إذ سيجد أن الخط الناظم لها هو محاولة إيجاد مقارنة دائمة بين حال المرأة في المملكة والمرأة في الدول الأخرى، لا سيما الدول الغربية، في محاولة لفرض أنموذج تغريبي قسراً على مجتمع يرفض ذلك المسلك بإصرار.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org