المرجان لـ "سبق": "جاستا" مخطّط لابتزاز السعودية .. وإيران تشن "حرب الهاشتاقات" لتأليب الرأي العام على قرارات "الترشيد"

قال إن السعودية أفشلت محاولات زعزعة أمنها وإشغالها عن محاربة الإرهاب في اليمن
المرجان لـ "سبق": "جاستا" مخطّط لابتزاز السعودية .. وإيران تشن "حرب الهاشتاقات" لتأليب الرأي العام على قرارات "الترشيد"

- القبض على "عقاب" ألحق هزيمة نفسيةً كبيرة بأنصار "داعش" فهو خلية إرهابية متكاملة و"كنز" معلومات.

- "جوّال" السويد كشف حقيقة "الفتاة" السعودية الهاربة من تركيا .. والمملكة واجهت الإرهاب بقوة لا تملكها أيّ دولة في العالم.

- هناك حربٌ على الإسلام ومحاولات لربط تنظيم "داعش" بالسعودية ومقاضاتها مستقبلاً عن جرائمه.

- أعداء السعودية يحاولون عرقلة "رؤية 2030" لأنها تجعلها أكثر استقلالية واستدامة.

- هذه حكاية السيدة التي ابتزت زميلتها بصور "خادشة" بعد أن خدعتها ​برجل ​الأعمال.. وبعض محال الصيانة "تتجسّس" على النساء وتبتزهن.

- يمارسون "الحرب الناعمة" لابتزاز الحكومات .. ولا يريدون حجب مواقع الإرهاب والطائفية حتى لا يتجه الإرهابيون إلى "تليغرام" الروسي.

- قواعد اللعبة تغيّرت .. و"مكافحة المخدرات" نجحت في ضبط المجرمين والمروّجين الذين يستدرجون المراهقين والأطفال والنساء بأسماء وهمية.

- يحاولون هزّ الثقة بالأمن .. وعلى رجال الأمن عدم تداول صورهم بالزي العسكري في الإنترنت.

 

تصوير/ عبدالله النحيط: يقول خبير قضايا الأمن الفكري، والأدلة الرقمية، والباحث في الشؤون الأمنية، الدكتور عبد الرزاق المرجان: "إن قانون (جاستا) مخطّط ليكون وسيلة ضغط، وابتزاز للسعودية، وهو ليس لتعويض أقارب ضحايا 11 سبتمبر؛ بل حربٌ على الإسلام، ومحاولة لربط تنظيم "داعش" بالسعودية عن طريق الدين؛ لكي يقاضوها مستقبلاً عن جرائمه.

ويشيد في حواره مع "سبق"، بنجاح السلطات الأمنية السعودية في تحقيق إنجاز أمني مهم بالقبض على أخطر الإرهابيين "عقاب العتيبي"، وهو حي؛، ما مكّن من الحصول على "كنز" معلومات عن الخطط والعمليات الإرهابية، وتحركات الإرهابيين.

وأكّد د. المرجان؛ أن "الحرب الناعمة" التي تستخدمها أمريكا حالياً تستغل الفجوات، والتنازعات، والتلاعب للضغط على الحكومات وابتزازها.

 

وطالب بمواجهة الدول والجيوش الإلكترونية، بإنشاء "قوّة منظوماتية" لديها أدوات تقنية وإدارية ومعرفية لإدارة المحتوى، وتحليله، والتعامل الذكي مع الرأي العام، والرأي النخبوي.

ويقول مستغرباً: "السلطات الأمنية السعودية تقبض على المحرّضين على الإرهاب والعنف وتضعهم خلف القضبان، والشركات الأمريكية توفر بيئةً خصبةً للجماعات الإرهابية لتبادل المعلومات، والتجنيد ونشر دعايتهم عبر مقاطع الفيديو "التحريضية" التي لا تزال على خوادم شركة اليوتيوب ولم تحذف حتى الآن".

 

يتناول الحوار: الحاضنات الإلكترونية، واختراق الحسابات الخاصّة، وحرب "الهاشتاقات" المُسيئة للسعودية وولاة أمرها، وحقيقة "الحرب الناعمة" الأمريكية، ونجاحات "مكافحة المخدرات" في الحد من الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأهمية عدم تصوير رجال الأمن لأنفسهم بالملابس العسكرية، وعدداً من المحاور المهمة، فإلى تفاصيل الحوار:

 

** ما أبرز تأثيرات قانون "جاستا" الذي يسمح لأقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001، بمقاضاة الدول، والمطالبة بتعويضات، ومَن المستهدف فعلياً؟

أمريكا مارست "القوة الذكية"، التي عرّفتها هيلاري كلينتون؛ عام 2008م بأنها "تسخير كل الأدوات التي تتوافر لدى الولايات المتحدة الأمريكية سواء الاقتصادية، والعسكرية، والسياسية، والقانونية، والثقافية، والإعلامية، والبحث عن الأداة الملائمة من بين هذه الأدوات بما يتناسب مع كل وضع دولي"، وحاليا اختارت أمريكا من هذه الأدوات القانونية "جاستا" ليكون وسيلة ضغط، وابتزاز للسعودية، وتنفيذ أجندتها. وإن كنت أرى، وقد أكون مخطئاً أن الهدف من قانون "جاستا" ليس تعويض أقارب ضحايا 11 سبتمبر؛ بل إن هناك حرباً على الدين الإسلامي، ويحاولون جاهدين ربط تنظيم "داعش" الإرهابي بالسعودية، وقد يقاضوننا في المستقبل عن جرائم "داعش" أيضاً. وللتدليل على ذلك تمّ رصد مقطع تحقيق لـ "هانك جونسون"؛ عضو مجلس الكونجرس في اليوتيوب، يحاول ربط أكبر منظمتين جهاديتين في العالم - حسب وصفه - "القاعدة"، و"داعش" بالسعودية. وهناك محاولة أيضاً لإشغال الرياض عن حرب الإرهاب في اليمن، وعن تحقيق "رؤية 2030" التي تجعلها أكثر استقلالية واستدامة. وأتمنى أن تسن الرياض قانوناً يتيح للسعوديين المتضررين من الإرهاب مقاضاة أمريكا، وشركاتها والذي يثبت استخدام الإرهابيين شبكات التواصل، و"يوتيوب" ومواقع الاستضافة الأمريكية.

 

** لماذا لا تحذف أو تحجب المواقع التي تروّج للأفكار المتطرفة، والإرهاب، والتحريض، والطائفية، والعنف، وترويج الشائعات، والمخدرات، والإباحية، وغيرها؟

"الحرب الناعمة" كما عرّفها الأب الروحي لها "جوزيف ناي"؛ وكيل وزارة الدفاع الأمريكي السابق، هي استخدام جميع الوسائل المتاحة للتأثير في الآخرين دون استخدام القوة. ومن أهم أهدافها تحويل نقاط القوة إلى نقاط ضعف، وتغيير شخصية القيادة في الخصم، واستغلال الفجوات والتنازعات، والتلاعب، لذلك لا يتم حجب المواقع التي تروّج للأفكار المتطرفة، والإرهاب والتحريض السياسي، والطائفية، والعنف لاتباع أمريكا سياسة الحرب الناعمة التي اعتمدها الكونجرس الأمريكي عام 2008م، كجزء رئيس من إستراتيجيتهم في المنطقة، التي من أهم أدواتها وسائل التواصل الاجتماعي، وتمت تهيئة أرضية للجماعات الإرهابية للتواصل عن طريق المواقع بعيداً عن رقابة دولهم عن طريق استخدام التشفير المفتاح الواحد، الذي يمنح خاصية للشركات الأمريكية لمعرفته، وفي الوقت ذاته الضغط على الحكومات وابتزازها، واحتكار المعلومة، حتى لا تتجه هذه الجماعات الإرهابية إلى إيجاد بدائل كالتوجّه إلى الشركات الروسية كبرنامج "التليغرام". أما المواقع الإباحية فهناك اختلافٌ من حيث التجريم من بلد لآخر.

 

** تبرز ظاهرة اختراق الحسابات، و"الإيميلات" الشخصية، والابتزاز.. كيف يمكن التعامل مع هذه الظاهرة؟ وهل تعد من الجرائم المعلوماتية؟

المشكلة تكمن في قلة الوعي لدى المستخدمين بمخاطر الإنترنت والأجهزة الإلكترونية وعدم الإلمام بالإجراءات الاحترازية كاستخدام برامج الحماية، والتحديث مما يمكّن المخترقين من استغلالها لاختراقهم وابتزازهم. والابتزاز يحدث من الجنسين؛ ووقفت شخصياً على قضية ابتزاز سيدة انتحلت شخصية رجل أعمال في مواقع الزواج، وحصلت على صور لزميلتها خادشة للحياء، وحاولت ابتزازها عن طريق نشرها على برامج التواصل الاجتماعي، وكذلك من صور الابتزاز التي تتعرّض لها النساء هي من محال الصيانة للهواتف النقالة التي عادة ما يقوم بعض ضعاف النفوس بزرع برامج تجسّسية في أجهزة النساء ويقوم بابتزازهن.

 

** كشف، أخيراً، أن شركة "مارك مونيتر" الأمريكية تستضيف أحد مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي. فكيف يتماشى ذلك مع التدابير والإجراءات الدولية لمنع الإرهاب ومكافحته؟

مع الأسف الشديد أن أمريكا الصديق غير الموثوق لم تنفذ إستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب التي اعتمدت في 8 سبتمبر 2006م، وبالذات أخذ التدابير لمنع الإرهاب الإلكتروني ومكافحته؛ لأنها تتعارض مع "الحرب الناعمة"؛ بل العكس أمّنت بيئة خصبة للجماعات الإرهابية لتبادل المعلومات، والتجنيد ونشر دعايتهم بعيداً عن رقابة السلطات الأمنية. فنجد أن أغلب المواد التي تشجع على العنف والتطرف موجودة في خوادمهم الرقمية. ومع الأسف الشديد سلبية المجتمعات هي التي جعلت أمريكا وشركاتها تتمادى لعدم التقدُّم بشكاوى ضدّ هذه الشركات. على سبيل المثال تجد أن السلطات الأمنية السعودية قامت بدورها، وضبطت المحرّضين، وهم خلف القضبان، ولكن مقاطع الفيديو "التحريضية" لا تزال على خوادم شركة اليوتيوب ولم تحذف.

 

** أفشلت وزارة الداخلية، أخيراً، عدداً من العمليات الإرهابية الخطيرة، وقبضت على واحد من أخطر الإرهابيين المتخصّصين في التعاملات الإلكترونية "عقاب العتيبي".. ما انعكاسات ذلك على نشاط التنظيم إلكترونياً داخل السعودية؟

 الإنجاز الأمني هو القبض على أخطر الإرهابيين "عقاب العتيبي"، وهو حي، فقد ذكرت أن هناك إنجازات أمنية ستأتي تباعاً لهذا الإنجاز وهذا ما حصل.. فالقبض عليه حياً معناه الحصول على ما يمتلكه من معلومات إضافة إلى الحصول على كنز معلوماتي، وهو أجهزته الإلكترونية كالجوّال، ومساهمته في فك التشفير بالإفصاح عن أرقامه السرية. حيث إنه كان يلعب أدواراً مهمة؛ ومن أهمها: إنشاء قاعدة لإدارة العمليات الإرهابية، وتدريب الإرهابيين ميدانياً، وتهيئة الإرهابيين نفسياً وإعداد الخطط اللازمة للعمليات الإرهابية، وتمّ القبض عليه قبل تنفيذ عمليته الأخيرة وهي تفجير أنبوب نفط.. وهو يعد خلية إرهابية متكاملة تشكّلت في شخص واحد. والقبض عليه حياً ضربة ألحقت هزيمة نفسية كبيرة بأنصار تنظيم "داعش" الإرهابي في العالم الافتراضي؛ لأنه كان يمثل قوة ناعمة وصلبة. وبعد القبض عليه بـ 3 أشهر عادت العمليات الإرهابية الداعشية بتجنيد مقيمين، وبمحاولة فاشلة من مقيم باكستاني لتفجير القنصلية الأمريكية بجدة. ولكن علينا الحذر حيث إن التجنيد الإلكتروني يمر بمراحل ويأخذ وقتاً طويلاً. وقد تكون هناك فرص يمكن أن تُستغل للتجنيد - على سبيل المثال - القرارات الجديدة الصادرة من مجلس الوزراء لترتيب الأولويات، تمّ استغلالها في حسابات التواصل لمحاولة تأليب الرأي العام الداخلي على ولاة الأمر، وهي أولى خطوات التجنيد، وتستخدم بشكل سلبي من قِبل الأعداء، والسعوديون "صاحيين".

 

** محلياً .. لماذا نشعر بأن لا يزال لدينا قصورٌ في مكافحة الإرهاب إلكترونياً. هل المشكلة تكمن في غياب العمل المؤسساتي أم ماذا؟

الإرهاب الإلكتروني من التخصّصات المتشعبة والمعقدة، فهو تقني بحت، ويتعلق بالاختراقات الإلكترونية، وتعطيل الخدمة، والتجسُّس، والتدمير الإلكتروني بهدف إرهابي كاختراق موقع وزارة الخارجية أو تعطيل الخدمة من قِبل مجموعة "أنينموس"، والذي تمت الاستعانة بها بعد صدور الحكم المبدئي لأحد الإرهابيين في خلية العوامية. ويتعلق بالتجنيد، والدعاية، ونشر الأخبار المضللة بهدف تنفيذ عمليات إرهابية وزعزعة الأمن. والمشكلة الرئيسة في الغياب التام للمختصّين المتمرسين في مجال مكافحة الإرهاب الإلكتروني. وعليه أصبحت الصورة شبه ضبابية لعدم وجود خريطة طريق، وغاب العمل المؤسساتي الحكومي والمجتمعي من المشهد؛ حيث لا يوجد أيّ عمل باستثناء حملة "السكينة"، ولكن تظل مجهودات فردية ومحدودة الإمكانات. كذلك برزت في الآونة الأخيرة حسابات من أبناء المجتمع لمواجهة حرب الهاشتاقات، وبدأت تقدم دوراً بارزاً ولافتاً للانتباه، ولكن نحتاج إلى تنظيم هذه الحملات، ووضع إستراتيجيات حتى تكون أكثر تأثيراً. فمواجهته تعني مواجهة منظومات، ومنظمات، ودول وجيوش إلكترونية هذا يتطلب "قوّة منظوماتية" لديها أدوات تقنية وإدارية ومعرفية، وقدرة عالية في إدارة المحتوى، وتحليله، والتعامل الذكي مع الرأي العام، والرأي النخبوي.

 

 ** كيف يمكن تفكيك "الحاضنات" الإرهابية الإلكترونية التي تستقطب المتطرفين فكرياً ومؤيدي الجماعات الإرهابية؟

الحكومة السعودية تحملت العبء كاملاً لمواجهة الإرهاب لراحة المواطنين، والمقيمين. ومنحها رب العزة والجلال قوة ناعمة ضخمة لا تملكها أيّ دولة في العالم وتستمدها من الحرمين الشريفين، والموارد الطبيعية لذلك أخذت على عاتقها حماية الدين. وتمثل "أرامكو" قوة ناعمة لا يُّستهان بها على مستوى الشركات، وتعرف الدولة متى تحركها، وأشخاص يمثلون قوة ناعمة كبيرة جداً، وكذلك أنشأت المملكة قوة إعلامية ضخمة وسياسية وقانونية وتقنية، ولكن غياب إستراتيجيات الحرب الناعمة الدفاعية، والهجومية والوقائية، وافتقاد المنظومة الأمنية المجتمعية المتكاملة؛ لأنك تحارب عملاً استخباراتياً ودولاً كبرى تختفي خلف هذه "الحاضنات الإلكترونية".. وما زلت أطالب بإنشاء مركز رقمي لرصد الجماعات الإرهابية والرأي العام المحلي والدولي حتى نستطيع وضع أهداف وإستراتيجيات للتعامل مع الأحداث.

 

** أعلنت "مكافحة المخدرات" في السعودية  ضبط عدد من مروجي المخدرات عبر "السناب شات"، و"تويتر"، وكذلك ضبط المتاجرة في الأعراض، والأسلحة، والبضائع المسروقة.. هل يعني ذلك تحوّل المجرمين إلى الإنترنت لممارسة جرائمهم؟

هناك عملٌ جبارٌ قُدِّم من "مكافحة المخدرات"، وهو التحوُّل من سياسة ردة الفعل إلى سياسة الاستباقية بالدخول في شراكة مع المجتمع، وكسبهم ثقة المجتمع واحترامه. قواعد اللعبة تغيّرت بدخول أجهزة الجوّال الذكية، والإنترنت إلى عالمنا، وأوجدت بيئةً افتراضية، ووصل عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة إلى 22 مليون مستخدم بنهاية عام 2015م، حسب تقرير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. إضافة إلى أن 85 % من مُستخدمي الإنترنت لديهم حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي بنهاية 2015م؛ ما يعني سهولة الوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع في وقت واحد. كذلك يعد غياب الرقابة الأسرية، وصعوبة الرقابة الأمنية، وسهولة التخفي خلف أسماء مستعارة، وإخفاء الأدلة الرقمية الوهمية باستخدام برامج Tor مزايا أوجدتها التقنية. لذلك يتجه المجرمون إلى استخدام الإنترنت لممارسة التجارة الممنوعة لأنها بيئة آمنة، وأداة لاستدراج المراهقين والأطفال والنساء وسهولة التخفي بأسماء وهمية. وقد اتضح من مؤشرات الجرائم المعلوماتية لعام 1436ه‍ـ، احتلال جرائم بيع الأسلحة والذخائر المركز الأول بـ 1142 جريمة، تلتها إباحية الأطفال بعدد 608 جرائم. وهذا مؤشر خطير على دخول الأجهزة الإلكترونية في الجرائم الكبيرة.

 

** هل فعلاً إيران، و"حزب الله" يقفان خلف أغلب الحسابات الوهمية التي تُدار بأسماء مستعارة، التي تسعى لغرس مبدأ الظلم في الدولة والمجتمع السعودي، والتحريض، وعدم العدل، وعدم الثقة بالجهات الحكومية السعودية؟

ليست إيران فقط فهناك دول غربية. عند مراجعة كثير من العمليات الإرهابية، وعمليات الأذرعة الإيرانية، واستخدام الإرهاب الإلكتروني يتضح أن السعودية أفشلت منظومة إيران ثلاثية الأضلاع (قطاع الاستخبارات، قطاع الميليشيات الإلكترونية وقطاع الميليشيات العسكرية) لزعزعة أمنها. وأحد هذه الأضلاع هو قطاع الميليشيات الإلكترونية، الذي ينقسم لمجالات عدة، من ضمنها إنشاء ودعم الحسابات الوهمية، والمواقع الإلكترونية وإدارة "الهاشتاقات" المتطرفة. على سبيل المثال كشفت التحقيقات لخلية العوامية التي أنشأتها إيران عن تورُّط المتهم 10 بالتستر على أحد المطلوبين للسفر إلى لبنان لمقابلة عناصر من "حزب الله" اللبناني. وكذلك تورُّطه في تسلّم جهاز "بلاك بيري" لاستخدامه في تصوير المظاهرات، والمسيرات، واستخدامه لنشر الصور في صفحة "فيسبوك"، وتصوير الأضرار الناتجة من إطلاق النار التي قام بها بعض مُثيري الشغب، التي استهدفت الممتلكات الخاصّة للمواطنين، ونشرها على مواقع التواصل، وزعمه أن مَن قام بالتخريب رجال الأمن لتضليل الرأي العام، واستخدامه معرّفات مختلفة بـ "تويتر" و"فيسبوك" للتجنيد، وبثّ الدعايات المضللة. ونقلت إيران إدارة الحرب الناعمة إلى العراق بشهر مايو 2016م، وهو الشهر ذاته الذي تمّ تداول صور لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني؛ على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يشارك في اجتماعات للإشراف على معركة الفلوجة؛ ما يؤكّد تورُّط إيران وأذرعتها "الحشد الشعبي" بإدارة هذه "الهاشتاقات". وهو متزامن مع الحدث الأهم، وهو تجاهل الملك سلمان؛ للرئيس الإيراني روحاني؛ في تركيا في منتصف أبريل 2016م. وعند تحليل "الهاشتاقات" اتضح أنها تحاول ضرب النظام الأساسي للحكم، والمتعلقة بولاة الأمر، وكِبار العلماء، وسيادة المملكة، وأمن المواطنين، والمقيمين، وأمن الحجاج، والأماكن المقدّسة، وتوجيه جميع أذرعة إيران "الحشد الشعبي"، و"حزب الله"، و"أنصار الله"، و"الوفاق"، للمشاركة في هذه "الهاشتاقات". وتمّ رصد مشاركات لـ 12 "هاشتاقاً" وصلت في مجموعها إلى 421769 مشاركة في خلال 10 ساعات، وسجلت نسبة المشاركات من العراق نسبة 75 % (316326 مشاركة) التي يديرها "الحشد الشعبي"، بمناسبة حرب الفلوجة. ورصدنا 41 % من الحسابات العراقية حسابات وهمية أُنشئت في مايو 2016م، وهو الشهر الذي بدأت فيه الحرب الناعمة من العراق. وكانت في مجملها تركز على الإساءة لولاة الأمر، والتشكيك في العلماء، والمؤسسات الحكومية. وفي موسم الحج أطلقت مجموعة من الهاشتاقات المتطرفة والعنصرية لتسويق كلمة المحرّض خامنئي؛ وشاركت أذرعة إيران الإرهابية في هذه الهاشتاقات من أهمها: #الشجرة_الملعونة و#السعودية_تصد_عن_سبيل_الله وسجلت مشاركات 75687 مشاركة في خلال 10 ساعات.

 

** ما مدى صحة ما يتردّد من أن شركة "داتاماينر" المتخصّصة في تحليل محتوى الإنترنت أشعرت وكالات الاستخبارات العالمية؛ بحادث تفجير مطار "بروكسل" قبل وقوعه بـ10 دقائق؟

"داتاماينر" تهتم بتحليل المحتوى، وتملك "تويتر" 5 % من أسهمها حسبما ذكرت مجلة "وول ستريت" الأمريكية، وتحظى بميزة الحصول على التغريدات مباشرة، وليس كما نحصل عليها بعد فترة من الزمن. لذلك استطاعت إبلاغ عملائها قبل جميع القنوات الإعلامية بـ 10 دقائق بتفجير بروكسل. الرصد مرحلة أولية لاكتمال المعلومة، ثم تدخل في المرحلة الأهم وهي التحليل الذي يحتاج إلى خبراء لتحليل "الهاشتاق". ولذلك طالبت به في أكثر من مقال لتتبع الجماعات الإرهابية، وهذا ما تمّ الاعلان عنه بالفعل قبل أيام. وأتمنى من مشاركة المختصّين السعوديين في تأسيس هذا المرصد.  

 

** أكّدت حملة "سكينة" التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية قيام حسابات معينة بالتغريد؛ 90 تغريدة مُسيئة في الدقيقة ضدّ السعودية، ووجود 6000 حساب عبر "تويتر" لزرع فتنة داخل المجتمع السعودي، وقيام 4000 حساب آخر بإعادة نشر تلك التغريدات .. فهل هذا هو العدد الفعلي أم أنه يفوق ذلك بكثير؟ 

حملة السكينة تعد رائدةً في هذا المجال، وهي إحدى القلاع الإلكترونية لمواجهة الحرب الناعمة في المملكة، ونحن نستفيد منهم كثيراً في هذا المجال. والأحداث تتطلب تطويرها، واستثمارها بشكل أفضل مما هي عليه، وأي عمل بشري وسط هذه المهدّدات الضخمة؛ إن لم نطوّره سيتلاشى مع الوقت. العدد يفوق ذلك بكثير؛ حيث إن هناك نوعيْن من الحسابات، وهما: حسابات مؤثرة، وحسابات تابعة لتشتيت الانتباه، وإيهام الضحايا، والمراقبين بكثرة المشاركات والتأييد. ورصدت استخدام الحسابات المتطرفة برامج إلكترونية لإنشاء حسابات وهمية بعدد كبير في وقت قياسي، وكذلك التغريد وإعادة التغريدات. 

 

**  فيما يتعلق بالفتاة السعودية الهاربة من أسرتها في تركيا إلى جورجيا؛ ذكرت أن الحساب الذي تغرّد منه يعود إلى رقم هاتف من السويد.. فهل تمّ استدراج الفتاة أم اختُطفت أم هو نوع من الابتزاز الإلكتروني؟

نعم كشفت أن الحساب المشبوه مربوط برقم هاتف جوّال سويدي. ولا يوجد دليل رقمي يثبت أن الحساب يرتبط بالفتاة حتى هذه اللحظة. حيث إنني قمت بتحليل كامل للحساب، واتضح أن الحساب يتابع شخصيات مهمة في السويد، ويعملون في قطاع الشرطة، والجامعات والإعلام. وتمّ تسريب صورة واحدة أو صورتين، وهدّد بتسريب صور أخرى وهذا لم يحدث. العملية تميل للتشهير، والإساءة لسمعة الأسر السعودية، والمملكة، ومحاولة إثبات انتهاك حقوق الإنسان في المملكة للفتيات والمعاقين. وشارك هذا الحساب في هاشتاق ولاية المرأة.

 

** قلت إن عديداً من السعوديين ارتكبوا خطأً شنيعاً بتداول صورة لأحد الجنود السعوديين، واتهامه بالانتماء إلى تنظيم "داعش" الإرهابي في التفجير الذي حدث بالقرب من المسجد النبوي.. والسؤال: كيف يُفترض التعامل مع مثل هذه المعلومات والصور؟

كما ذكرت أن "الحرب الناعمة" تهدف إلى تحويل نقاط القوة إلى ضعف. كأن يُراد بهذه الصورة هزّ الثقة برجال الأمن لإعطاء المبررات لاستهدافهم، وعدم التعاون معهم. وهناك ضعف في التثقيف بما يخصّ التعامل مع التقنية، والأمن الشخصي لرجال الأمن. وعلى الرغم من أن العمليات الإرهابية تستهدف رجال الأمن إلا أن بعضاً من رجال الأمن مازالوا يتداولون صورهم في العالم الافتراضي ما يسهّل عملية استهدافهم، ولذلك على رجال الأمن عدم تداول صورهم بالزي العسكري في الإنترنت.

 

** "هاشتاقات" مثل "السعودية وطن الإرهاب"، و"قيادة المرأة للسيارة"، و"الطائفية والتعصب" وغيرها.. هل هي نوع من ممارسة "الحرب الناعمة" والتحريض ضدّ السعودية والسعوديين؟

"الهاشتاقات" إحدى أهم أدوات الحرب الناعمة وتهدف إلى تأليب الرأي العالمي على المملكة وزرع العنصرية والحقد داخل المجتمع السعودي، وكذلك تكون مصدر جمع معلومات للمنظمات الدولية لاستخدامها وقت الحاجة، وهذا ما نجحت فيه أذرعة إيران بنشر صور مضللة عن الحرب في اليمن، وكانت النتيجة إدراج المملكة في القائمة السوداء بسبب استسقاء الأمم المتحدة معلوماتها من مصادر غير موثوقة. واستُخدم "هاشتاق" قيادة المرأة في هذا "الهاشتاق" لكسب التعاطف، والمشاركة في التهجم على العلماء والمشايخ، لمحاولة إدخال هذا "الهاشتاق" في الترند العالمي للهاشتاقات، وتشويه سمعة المملكة.  ولكن هذه "الهاشتاقات" فشلت بسبب قوة المشاركة من المملكة في هذا الهاشتاق.

 

** السلطات الأمريكية لجأت في المطارات إلى تفتيش الأجهزة الذكية كالجوّال، والآيباد، والكمبيوتر المحمول، للقادمين من دول الخليج، والطلبة والمبتعثين.. عن ماذا يبحثون؟

حتى نكون موضوعيين والبُعد عن العاطفة لكل دولة الحق في اتخاذ الإجراءات كافة لحماية مواطنيها ومجتمعاتها. وتستخدم الدول تحليل المخاطر لتحديد الخطر، وعليه يتم اتخاذ إجراءات لتحجيم الخطر فإذا أخذنا حسن النية فإن إجراءهم استباقي، وفي الوقت ذاته رادع بالبحث عن الصور، ومقاطع الفيديو لأماكن الصراعات في أجهزة مواطني الخليج بحكم وجود مجموعة من السعوديين في هذه الجماعات، وكذلك البحث عن الصور الإباحية للأطفال، والبرامج غير الأصلية التي كانت منتشرةً في بلداننا في فترة من الزمن. لكن الأحداث والمؤشرات تشير إلى محاولة البحث عن الصور، والمقاطع الإرهابية لرصدها، وتثبيتها رسمياً أن المملكة من الدول التي تصدر العنف والتطرُّف.  

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org