المقويات الجنسية.. أمراض بلا رقابة

المقويات الجنسية.. أمراض بلا رقابة

المقويات الجنسية ضرر لا بد منه عند من يعانون "الضَّعْف"، وتزداد مخاطرها إذا كانت تُباع بلا رقابة أو متابعة، وبدون وصفة طبية كما هو حاصل لدينا؛ إذ يستطيع أي شخص الحصول على هذه الأدوية من أقرب صيدلية، وكأنه يشتري علبة مسكن، بينما تؤكد الإرشادات الطبية أهمية الحصول على تقرير طبي قبل الاستعمال، فيما تشير العديد من حالات الوفاة، خاصة لدى كبار السن، إلى أن السبب الرئيسي هو تناول المنشطات الجنسية بدون مراجعة طبيب. وأعتقد أنه لو تم تطبيق قانون فرض غرامة (دية) على الصيدلية التي تتسبب في وفاة شخص من جراء صرف مقوٍّ جنسي بدون وصفة لتمكنا من الحد من هذا التلاعب. وتزداد المشكلة كما يذكر بعض المتخصصين عندما تقوم محال العطارة بتركيب أدوية غير مرخصة، يتم الترويج لها بأنها ذات فائدة كبيرة ومقوية؛ لتزيد الطين بلة في هذا المجال غير الخاضع للرقابة.

نحن لا ننكر حاجة بعض الأشخاص ــ شفاهم الله ــ لمثل هذه الأدوية، ولكن نتمنى أن تكون منظَّمة حفاظًا على صحتهم. وأتذكر أحد الزملاء توفي والده قبل فترة بسبب إفراطه في تناول مثل هذه الوصفات بدون تشخيص طبي.

تشير بعض الدراسات العالمية إلى أن عدد الرجال المصابين بالضعف الجنسي في العالم يقارب 200 مليون رجل، أما لدينا فتؤكد دراسة محلية أن الضعف في السعودية يصل إلى 11 %.

ينفق السعوديون سنويًّا ما يقارب بليون ونصف البليون دولار على أدوية الضعف الجنسي؛ ولذلك فإن السوق المحلي يعتبر كعكة كبيرة، تتنافس عليها الشركات المصنعة مدعومة بسوق غير منظمة، تبيع الأدوية من تحت الطاولة بهدف تحقيق أكبر كسب مادي، بغض النظر عن صحة المريض.

لا توجد إحصائيات عن نِسب الوفاة بسبب تناول منشطات بدون وصفة، ولكن أنا متأكد أنها نِسب مرتفعة؛ تحتاج لتدخل رقابي لإيقاف هذا الهدر المالي، والهدر في حياة الأشخاص بحثًا عن الكسب السريع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org