المُفتي: الشيخ "ابن باز" عرض مساعدتي على الزواج مرتين

كشف عن ذكرياته وتجارب حياته خلال "لقاء مفتوح"
المُفتي: الشيخ "ابن باز" عرض مساعدتي على الزواج مرتين

شدّد مُفتي عام المملكة ورئيس هيئة كِبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، على أهمية توطيد العلاقة بين العلماء والأمراء التي وصفها بأنها علاقة "توأمة."

 

وتساءل المفتي: "إذا لم يأتِ الأمراء العلماء فمن يأتيهم؟ سيأتيهم غيرهم! مشيراً إلى أن إطلاق وصف "علماء السلطان" أكاذيب وشائعات وأراجيف باطلة ومضللة.

 

وأكد أن علاقته بالملوك: فيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله - رحمهم الله - كانت طيبة، ووصف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالصاحب والأخ، وبأنه ذو فضلٍ وعزم، وسياسي محنك؛ تربي على السياسة منذ نشأته مع إخوانه الملوك.  .                                     

 

وشارك المفتي، في لقاء مفتوح بعنوان "سيرتي الذاتية .. تجارب وذكريات"،  نظّمته، الأربعاء، الجمعية الفقهية السعودية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بحضور العلماء، ومدير  الجامعة بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان، ووكلاء الجامعة، ورئيس مجلس إدارة صحيفة "سبق"؛ المهندس عبدالعزيز الخريجي، وجمع غفير من طلاب العلم الذين غصّت بهم قاعة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز.

 

وحذّر مُفتي المملكة من أن العالم الإسلامي يواجه أفكاراً منحرفة وحملات شرسة ودعوات ضالة تتطلب من أهل العلم تآلف القلوب واجتماع الكلمة بين طلاب العلم وتقتضي منهم الردّ عليها ودحضها والتصدّي للأفكار السيئة وبذل العلم وردّ الشبهات؛ داعياً إياهم لمزيد من الاطلاع والقراءة .

 

 وأثنى على الجمعية الفقهية السعودية التي استضافت العلماء قبله الشيخ د. عبدالله الركبان، والشيخ د. صالح الفوزان، والشيخ د . صالح بن حميد، مشيداً بدور جامعة الإمام محمد بن سعود  في خدمة العلم والمجتمع منذ تأسيسها قبل 66 سنة.

 

وقال: "يجب أن تحتوي برامج ومناهج جامعاتنا على كل ما يعود بالخير والصلاح على حاضر الأمة ومستقبلها ونؤكّد أهمية دور العلماء وطلاب العلم في التواصي بالحق والصبر؛ مشيراً إلى أن طالب العلم يجب أن يُعرَف بأخلاقه وسلوكه ."

 

من ناحيته؛ قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية؛ الشيخ الدكتور جميل بن عبدالمحسن الخلف: "تنظيم الجمعية سلسلة لقاءات العلماء يأتي بهدف تدوين التاريخ وتوثيقه وربط طلاب العلم والمجتمع بالعلماء، ووافق سماحة المُفتي، على عقد هذا اللقاء - بعد طول تمنُّع - من أجل هذا الهدف، والمُفتي شغوفٌ بقراءة التاريخ والسير."

 

أدار الحوار مع مُفتي عام المملكة، أمين الجمعية الفقهية السعودية؛ الدكتور زيد بن عبد الله آل قرون، الذي وصف اللقاء معه بـ "الأبوي"؛ مثمّناً استجابته للدعوة؛ داعياً طلاب العلم إلى الاستفادة من تجاربه الشخصية.

 

وبعد أن شاهد الحضور فيلماً وثائقياً قصيراً عن حياة المُفتي وسيرته من إعداد الجمعية الفقهية السعودية، انطلق الحوار مع المفتي عن مولده ونشأته.

 

وقال: "وُلدت في الرياض عام 1362هـ، وتُوفي والدي وعمري 8 سنوات، وكنت منذ ولادتي أعاني ضعف البصر، حتى فقدته عام 1381هـ، وبدأت طلب العلم في دراسة القرآن الكريم في مسجد أحمد بن سنان، فحفظت القرآن وسني اثنتا عشرة سنة، ثم طلبت العلم على بعض العلماء في الحلق، وفي عام 1375هـ التحقت بمعهد إمام الدعوة، وتخرجت في كلية الشريعة عام 1383هـ / 1384هـ، وكنت أحضر بعض حلقات العلماء في المساجد."

 

وأضاف: "بدأت حياتي العملية بعد تخرجي في كلية الشريعة عام 1384هـ؛ حيث عملت مدرساً في معهد إمام الدعوة العلمي إلى عام 1392هـ؛ حيث انتقلت للتدريس في كلية الشريعة في الرياض، واستمررت فيها حتى عام 1412هـ، ثم نُقلت عضواً للجنة الدائمة للإفتاء، وفي عام 1416هـ عُينت نائباً لمفتي عام المملكة، وسبق أن عُينت عضواً في مجلس هيئة كِبار العلماء 1407هـ."

 

وأردف المفتي: "توليت إمامة الجمعة في مسجد الشيخ عبدالله بن عبداللطيف من 1395هـ، ثم انتقلت إلى إمامة جامع الإمام تركي بن عبدالله عام 1412هـ، وتوليت الخطابة في مسجد نمرة يوم عرفة من عام 1402هـ.. وكنت من وقت عملي في كلية الشريعة أشرف على بعض الرسائل الجامعية، وأشارك في المناقشة، وأشارك في الفتوى في برنامج (نور على الدرب) من عام 1412هـ، وكنت أعقد بعض الحلقات في جامع الإمام تركي بالرياض، وأشارك في بعض الندوات والمحاضرات بجانب العمل في الدعوة في الرياض والطائف".

 

وتحدث المُفتي عن والدته "سارة الجهيمي"؛ بكل بِر ووفاء بها، وقال: "كانت عابدةً وتختم القرآن كل شهر، وكانت تهتم بتعليمنا وتصوم الإثنين والخميس إلى أن تُوفيت - رحمها الله".

 

وتطرق المُفتي إلى السيل الكبير الذي ضرب الرياض عام 1374 هجرية، وظل أسبوعا كاملا وألحق أضراراً بمسكنهم الذي كان وقتها من الطين .

 

وعن فقده البصر، قال: "قَدِم إلى الرياض طبيبٌ سويسري، وأجريت عنده عملية في العين؛ لكنها فشلت، وتابع ذهبت إلى إسبانيا عام 1383 وفشلت مرة أخرى".

 

وبخصوص تعلُّمه الخطابة؛ قال المُفتي: "عندما كنت في العاشرة أمسك بالعصا وأصعد الدرج، وأخطب، وفي تلك السن دخلت مسجد حيّنا وتمكنت من إلقاء درس بعد صلاة عصر يوم جمعة، دون إذن منهم".

 

وأكّد المُفتي أهمية خطبة الجمعة، داعياً الخطباء للإعداد الجيد لها والقراءة، على اعتبار أن الخطيب الجيد هو الذي يشعر بالمسؤولية عن خطبته وقد لا ينام ليلتها.

 

وذكر أنه يضبط خطبته بعناصر حتى لا يستطرد، وامتدح بهذا الشأن خطب الشيخ عبدالله الركبان؛ التي كان يسجلها ليستفيد منها.

 

وأثنى على علاقته بالشيخ عبدالعزيز بن باز؛ الذي عرض عليه إعانته ومساعدته على الزواج مرتين، وأشار المفتي إلى أنه حجّ عن ابن عبد البر، وابن رجب، والإمام المنذري.

 

وتحدّث عن الشخص الملقب بالصحابي من أفراد عائلته "محمد بن عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ" الذي بلغ المائة من عمره وسمّوه "صحابياً"؛ لأنه كان في أول حياته نشيطاً شاباً وكان يخدم قومه في طعامهم وسقيهم، فكان أسرعهم وأنشطهم فلُقب بالصحابي، فكان يحب هذا اللقب .

 

وشهد مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ توقيع اتفاقية بين الجمعية الفقهية السعودية، وكرسي الشيخ عبدالله بن جبرين لدراسات الإفتاء.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org