النجاحات التركية في سوريا والعراق تقود إلى إفشال "التوغل الإيراني الطائفي"

طهران تستدعي سفير أنقرة .. ودمشق تهدّد بإسقاط طائراتها المقاتلة
النجاحات التركية في سوريا والعراق تقود إلى إفشال "التوغل الإيراني الطائفي"

أدّى التدخُّل التركي في شمال سوريا، وتهديدها بتحرُّك سريع في الموصل، إلى ارتفاع حدة التوتر مع حلفاء طهران في المنطقة؛ حيث جاءت تهديدات النظام السوري بإسقاط أيّ مقاتلة تركية تحلق في الأجواء السورية قبل أن تقرّر طهران، أمس، استدعاء السفير التركي لديها، على خلفية تصريحات "طائفية" أطلقتها تركيا ضدّ إيران.

طرد تنظيم داعش

يأتي هذا في ظل النجاحات التركية في طرد تنظيم داعش من حدودها وتوغل قواتها في عُمق الشمال السوري، بهدف إقامة منطقة عازلة, إضافة إلى تحذيراتها من أنها ستتدخّل في معركة الموصل ولن تسمح للميليشيات الشيعية بالدخول إليها.

وأصابت التحركات التركية طهران بالذعر؛ حيث باتت تخشى من فشل مخططاتها في سوريا والعراق فهدّدت عبر وكلائها في العراق باستهداف هذه القوات التركية.

استدعاء السفير التركي في طهران

استدعت "الخارجية" الإيرانية السفير التركي في طهران، رضا هاكان تكين؛ لإبلاغه باحتجاج ايران الشديد على التصريحات الأخيرة الصادرة عن بعض المسؤولين الأتراك حول التطورات في المنطقة.

وقالت وكالة "فارس" إن "الخارجية" الإيرانية استدعت في الأيام الأخيرة، السفير التركي مرات عدة للاحتجاج على التصريحات المُسيئة لطهران التي وصفتها بـ "غير الواقعية وغير المسؤولة".

سياسة إيران المذهبية

وكان نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش؛ قد  قال في 19 أكتوبر الجاري، إن سياسة إيران المذهبية، وليس تركيا، هي ما تسبّبت في التوترات بالعراق، مشدّداً في الوقت نفسه على أن بلاده تبقي على علاقات "مع جميع المجموعات الشيعية في العراق".

وأضاف "نعمان": تركيا ستعمل كل ما بوسعها للحيلولة دون نشوب حرب مذهبية في المنطقة.

هجوم الطيران الحربي

في سياق ذي صلة، أعلنت سوريا أن أيّ محاولة جديدة للطيران الحربي التركي خرق الأجواء السورية "سيتم التعامل معها وإسقاط الطائرات بجميع الوسائل المتاحة".

جاء هذا التحذير في بيانٍ نشره الجيش السوري، رداً على هجوم تركي أسفر عن مقتل "أكثر من 150 من المقاتلين الأكراد من جرّاء قصف طال قرى وبلدات حساجك  الوردية، حسية، غول سروج، سد الشهباء، إحرص، أم حوش في ريف حلب الشمالي".

العدوان الروسي على حلب

تقول دمشق إن القتلى مدنيون وتوعدت بأنها ستردُّ على هجمات تركيا بإسقاط طائراتها، ووصفت ما حدث بـ "العدوان على أراضيها"، وذلك في الوقت الذي ترى فيه القيادة السورية "العدوان الروسي على حلب" مجرد "نثر ورود حمراء على المدينة المنكوبة".

وكان الجيش التركي قد أعلن في وقتٍ سابق أنه نفّذ الأربعاء الماضي، 26 غارة على الأراضي السورية شمال مدينة حلب استهدفت مواقع لـ "وحدات حماية الشعب" الكردية، وأسفرت عن مقتل ما بين 160 و200 من مقاتليها.

"درع الفرات"

بدورهم، أفاد ناشطون سوريون بأن الغارات التركية طالت قرى الحصية وأم القرى وأم حوش، التي استعادتها قوات سوريا الديمقراطية من براثن "داعش".

وتجري هذه التطورات على خلفية تنفيذ القوات المسلحة التركية عملية "درع الفرات" العسكرية التي أطلقتها بهدف انتزاع السيطرة على مدينة جرابلس وريفها من قبضة تنظيم داعش وتطهير منطقة حدودية في شمال سوريا من جميع الإرهابيين.

ويرى مراقبون أنه يجب على دول الخليج، وخاصة السعودية، أن تقف خلف الموقف التركي بكل قوة في سوريا والعراق؛ نظراً لأنه الحل الوحيد لإفشال "التوغل الإيراني الطائفي في هذين البلدين الإستراتيجيين".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org