اليمن .. الهدنة الرابعة تقتل وتصيب في ساعاتها الأولى وطهران متهم رئيس

الانقلابيون لا يمتلكون قرار الالتزام بها لكونهم ذراعاً إيرانية تتلقى التوجيهات
اليمن .. الهدنة الرابعة تقتل وتصيب في ساعاتها الأولى وطهران متهم رئيس

 أكملت الهدنة الرابعة التي دعت إليها الأطراف الدولية والأمم المتحدة بين التحالف العربي والقوات الشرعية من جهة، والانقلابيين كطرف ثانٍ؛ أكملت يومها الأول بتسجيل أكثر من 200 خرق؛ سجّلت منها ١٢٥ خرقاً في الساعات العشر الأولى لسريان الهدنة.

وكما هو حال جميع الهدن السابقة التي لم تلتزم بها ميليشيات الانقلاب كانت الهدنة الرابعة أكثر انتهاكاً من قِبل الانقلابيين؛ وصلت حد إطلاق صاروخ باليستي واعترضته منظومة الدفاعات الأرضية التابعة للتحالف فوق سماء مأرب - شرقي اليمن.

وعملية رصد هذا الاختراق الفاضح للهدنة ليست عسيرة على الدول الكبرى التي بذلت مساعي للوصول للهدنة؛ تمهيداً لإحياء العملية السياسية وذلك عبر الأقمار الصناعية.

ورغم تسجيل الخروقات المتزايدة من قِبل الانقلابيين في تعز والجوف ومأرب وحجة منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ غير أن الميليشيات الانقلابية أطلقت مقذوفات على مناطق سعودية حدودية نتجت منها إصابات بين المدنيين.

وكان مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم التحالف العربي، اللواء أحمد عسيري؛ قد أكّد في تصريحات صحفية، أن "التحالف" سيرد على خروقات الانقلابيين وفق ما تقتضيه قواعد الاشتباك؛ متهماً الانقلابيين بعدم الالتزام بالهدنة؛ مشيراً إلى أنه لم يصل أحدٌ من طرف الانقلابيين إلى ظهران الجنوب، كما هو متفق أن تجتمع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار التي تمثل الطرفين.

بدوره، أشاد وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري؛ بالتزام "التحالف" بالهدنة، وعلى الطرف الآخر "الانقلابيين" الالتزام أيضاً.

وقال كيري؛ خلال لقائه وزير خارجية المملكة عادل الجبير؛ إنه من حق المملكة أن توقف عمليات إطلاق الصواريخ على أراضيها من الطرف الآخر وهو دعمٌ سياسي مهم من قِبل واشنطن لكل تحركات المملكة لتأمين حدودها من مخاطر الوجود الانقلابي المسلح.

وأثبت التحالف العربي والقوات الشرعية بطرفيها الجيش الوطني وفصائل المقاومة مصداقيتهما في التعاطي مع الجهود الدولية الرامية إلى إحياء العملية السياسية والتمهيد لها بهدنة مدتها 3 أيام قابلة للتمديد بحسب التزام الطرفين بها.

في المقابل، أكّد الطرف الانقلابي عدم امتلاكه قرار وقف الحرب والدخول في عملية سياسية حقيقية تنهي الحرب في اليمن؛ كونه يعمل كذراع إيرانية تنفذ توجيهات وتوجهات طهران التي تصدرها وفق مقتضيات مصالحها وارتباطاتها بقضايا المنطقة بدايةً بالعراق وسوريا ولبنان وانتهاءً باليمن.

وظهرت مؤشرات فقدان الانقلابيين قرار التعاطي مع الدعوات الأممية والدولية للهدنة من خلال مواقف مرتبكة أطلقت بشكل غير موحد سواء من قبل ميليشيات الحوثي أو المجلس السياسي الانقلابي أو أمانة حزب المخلوع صالح، وجميع هذه المواقف لم تترجم إلى التزام واضح بالهدنة؛ بل كانت تحمل في طياتها استجابة مغلفة بطبقة ضبابية تخلط بين مطالبها بوقف الحرب ومطالب الأمم المتحدة بهدنة تصل إلى عملية سياسية تمهد لإنهاء الحرب .

يرى مراقبون أن طهران تحرّك جبهات الحرب في اليمن وسوريا والعراق بما يخدم إستراتيجيتها العدائية ضدّ دول المنطقة ولن تسمح بتوقف جبهة الحرب في اليمن؛ لأن من شأن ذلك أن يفقدها امتيازات عدائية ضدّ المملكة وإيقاف الحرب يعني التزام حلفاء طهران بإنهاء الانقلاب، وهذا يعني إنهاء ما تحقق للميليشيات الإيرانية من مكاسب سياسية وعسكرية.

ولا تمانع طهران في المُضي بالميليشيات الانقلابية حتى لو انقرضت هذه الميليشيا بكل عناصرها؛ لأن الجانب الإيراني لا يهتم بالضحايا في صفوف الانقلابيين مهما كان عددهم؛ لأن مشروع إيران الحقيقي يرتكز على معتقدات تبجل الموت والفناء خدمة للملالي ومرجعيات العُهر السياسي في بلاد فارس.

وإذا كانت ميليشيات الانقلاب تواصل مشوار عدم الانصياع للقرارات الدولية وتتمرّد على الشرعية الوطنية خدمةً لمصالح إيران وأهدافها في المنطقة، فإن المجتمع الدولي مطالبٌ بوضع حد لهذا الاستهتار وإجبار ميليشيا الانقلاب على تنفيذ قرار مجلس الأمن بكل الوسائل المطلوبة؛ لأن هذه المليشيات تجاوزت كل الخطوط الحمراء ووضعت المنطقة ومصالح العالم في خطر حقيقي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org