انتهت السعودية والسعوديون (٥-٥)

انتهت السعودية والسعوديون (٥-٥)

في أواخر ديسمبر 2010م اشتعلت ثورة في تونس بعد سنوات من القهر والفساد، أدت لمغادرة رئيس الدولة وعائلته البلاد فرارًا من غضب التونسيين؛ لتبدأ موجة من السخط الشعبي في عدد من الدول العربية 2011م.. مصر واليمن والجزائر والمغرب والأردن وليبيا وسوريا وعمان والبحرين.. عُرفت إعلاميًّا وشعبيًّا بـ"الربيع العربي"، شارك فيه صادقون وكاذبون، ووطنيون وخونة، ومخلصون وفاسدون.. حتى تعكر هذا الربيع؛ فانصبغت الثورات بكل فصول السنة.

موعد الثورة في السعودية 17/ 3/ 2011م يوم "حنين".. الحوار الداخلي كان ناضجًا؛ فبين طرف رافض وغاضب دون سبب هناك طرف آخر مؤيد ويصيح في وجه كل مناقش.. لكن الأكثر كانوا يتناقشون.. ثورة، لماذا وعلى ماذا..؟ وهل يستحق الأمر ثورة..؟ وغالب النقاش ينتهي بـ"لا" بكل وضوح.

الحوار الخارجي كان تهديدًا ووعيدًا وصراخًا في وجه كل رافض للثورة، ووصفه بالجهل والغباء، وتقديم الخبز على الحرية.. وأن الثورة قادمة، وأن الملايين سيملؤون المدن وميادينها.. أسابيع بسيطة ويأتي الموعد.. كم ستصمد السعودية؟ وأي تغيير سيحدث؟ وما حجمه..؟

أتى موعد "حنين"، وخرج واحد في الرياض فقط.. ولم يأتِ يوم أهدأ ولا أخف من ذلك اليوم.. وانتهت "حنين" كما انتهى السابقون.

والآن تعود النغمة؛ فالحكومة الروسية في السنوات الثماني الماضية هي مجموعة من ضباط الـ"كي جي بي"، وكالة الاستخبارات للاتحاد السوفييتي السابق.. فقد كان "فلاديمير بوتين" - وعمره ثلاثون سنة - في عام 85م موفد الوكالة لألمانيا الشرقية لحمايتها من الوضع الذي يتطور بسرعة لإنهاء الحكم الشيوعي فيها.. وهو وحكومته شهدوا "البروستوريكا" التي فككت الاتحاد، وأنهت الحزب الشيوعي ولجنته المركزية.. فهم يعملون اليوم بروح بناء القوة لإعادة الاتحاد، ولو بشكل مختلف، ويتعاملون بروح الانتقام مع الدول التي تسببت في إنهاء الاتحاد.. مستغلة مرة أخرى حكومة أمريكية ديمقراطية ضعيفة.. الوضع العربي المرتبك أغرى روسيا بتسارع خطواتها مستفيدة من حقد إيران وخيانة بشار وعلي صالح، وأدوار خفية لدول وشخصيات نعلمها ونجهلها. هذا الوضع أعاد نغمة هل تبقى السعودية؟.. هل ستُقسَّم..؟ وهي ذاتها الأسئلة منذ مائة وعشرين عامًا، ورأينا مصيرها، بل نهاية مَنْ تولى أمرها.

هذا لا يعني أننا في دولة بلا خطأ، ولا في مجتمع بلا خلل.. ولكن تكوين المجتمع والعلاقة بين مكوناته صنعا نضجًا بين أطرافه، وإن كانت غير مكتوبة، فهي أقل اندفاعًا من غيرها، وتوازنها كبير بين المصالح والمفاسد والمكاسب والخسائر والفرص والمخاطر.. نحن مجتمع نسير ببطء، لكننا كثيرًا ما نسبق الآخرين.

العطاء والبذل الحكومي والشعبي ميزة لم تنقطع منذ التأسيس للجميع، وكونت ملايين المحبين في العالم من سياسيين ومفكرين ومثقفين.. أما الشعوب فهي أحد المكاسب الكبيرة في مسيرتنا.. رغم وجود أعداء وحساد ومتربصين.

أما الدور غير البشري في الحفظ فلن أستدل بقول عالم شرعي، ولا ملك، ولا سعودي بل ولا مسلم.. جنرال أمريكي قائد القوات المشتركة في حرب الخليج الثانية عندما علق على فشل صواريخ "سكود" قال: "هذا البلد تحرسه عناية الله". لذا كانت العرضة السعودية الشهيرة معبرة جدًّا بقولها "نحمد الله.. جت على ما نتمنى".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org