"باحتنا أجمل"!

"باحتنا أجمل"!

أحسنت أمانة منطقة الباحة صنعًا في اختيار شعارها لهذا العام "باحتنا أجمل" من أجل تكريس أهمية استشعار الجمال والنظافة، وتعزيزهما كقيمتين مهمتين، يوليهما المجتمع جُل اهتمامه، وخصوصًا أن منطقة الباحة تسنمت موقعًا رفيعًا في مجال السياحة؛ لما حباها الله من جمال طبيعي أخَّاذ، ومناخ آسر، ومزايا تراثية وثقافية، تؤهلها لأن تكون في المربع الأول من بين المناطق السياحية في السعودية..

ولكون الشعار يأخذ دلالات مهمة عدة لتنمية الحس الجمالي في نفوس جميع أفراد المجتمع فإن توسيع دائرة تفعيله عن طريق برامج متنوعة مهم للغاية؛ ليشمل شريحة الطلاب والطالبات في مراحل التعليم العام والجامعي كافة. وهنا نحتاج إلى آلية عمل لوضع الأهداف والبرامج من أجل استنهاض همم المسؤولين في جميع مدارس المنطقة وجامعتها، بتنظيم أنشطة متنوعة لتعزيز القيمة الجمالية في نفوس الطلاب. ويقع العبء على رواد النشاط والمرشدين الطلابيين ومعلمي التربية الفنية والرياضية واللغة العربية في تنظيم معارض لرسوم الطلاب والطالبات، وتخصيص حصص التعبير والبرامج الإذاعية لهذا الغرض. وهنا يمكن عقد شراكة مجتمعية بين الأمانة والبلديات والمجالس البلدية؛ لوضع آلية مناسبة لتفعيل هذا الشعار "باحتنا أجمل". وبالعمل الجمعي وفق خطط منظمة ورؤية موحدة يسهل تحقيق الأهداف في هذا الشأن. ومما نلحظه أن البعض - وهم قلة - لديهم عداء واضح ضد البيئة برمي المخلفات في مواقع عامة؛ ما تسبب في التشوُّه البصري للمناطق السياحية. وهذا يرجع إلى أسباب عدة: أولاً: انعدام القيمة الجمالية عند أمثال هؤلاء؛ وهو ما نحتاج معه إلى تعزيز السلوك الإيجابي. وهذا يعول على المدارس والجامعات بالدرجة الأولى.


ثانيًا: ما تقوم به بعض العمالة - ومع الأسف الشديد - برمي مخلفات ترميم المنازل في المواقع العامة، وعلى مرأى من عيون المارة، يتطلب تضافر الجهود بالإبلاغ عنهم فورًا؛ لتطبيق العقوبات الرادعة عليهم. وحتى تصبح باحتنا أجمل ينبغي تعاون جميع أفراد المجتمع، الخطيب من على منبره، والمعلم في مدرسته، والمسؤول في عمله، والأم والأب في منزلهما.. فعندها يتحقق الهدف، وتصبح باحتنا أجمل وأحلى كمنطقة سياحية، يرتادها الزوار والمصطافون؛ وذلك لأهمية السياحة؛ كونها تشكِّل رافدًا اقتصاديًّا، يزيد من الحركة التنموية في منطقة الباحة، ويزيد من الموارد المالية التي يستفيد منها الجميع، وتصب في مصلحة الدولة.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org