بعد تقارير تنبئ بإلغاء "ترامب" صفقة نووي إيران.. "كيري": سنُعزل عالمياً

قال: كان اتفاقاً شاملاً.. يمكننا التركيز على الملف الكوري الشمالي
بعد تقارير تنبئ بإلغاء "ترامب" صفقة نووي إيران.. "كيري": سنُعزل عالمياً

بعد التقارير الأمريكية المتواصلة بأن "ترامب" سيقرّ في 15 أكتوبر بأن إيران لا تمتثل للصفقة النووية، وهو ما يعني فعلياً إرسال الملف إلى الكونغرس، وبالتالي سيكون على الكونغرس فرض عقوبات مجدداً في غضون 60 يوماً على إيران أي نهاية الاتفاق النووي.

وكثفت الإدارة الأمريكية السابقة ووكلاؤها من الضغوط على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في موضوع الاتفاق النووي، والذي وصفته مجلة "بوليتيكو" بأنها الصفقة الوحيدة الناجحة لإدارة "أوباما"، إنها إرثهم الحقيقي الذي سيدافعون عنه باستماتة، وهو ما يحدث بالفعل حالياً.

وهذه المرة خرج وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري بنفسه بمقال في "واشنطن بوست" حذّر فيه من إلغاء الاتفاق النووي، والذي سيكون له تداعيات كبيرة على الولايات المتحدة منها الحرب مع إيران، كما أنها ستكون معزولة دولياً، ولن يثق بها أحد.. وتفصيلاً جاء فيه:

"عندما التقيت لأول مرة مع وزير خارجية إيران في سبتمبر عام 2013 كانت إيران قد أدارت دورة الوقود النووي، وقد بنت مخزون اليورانيوم الذي يمكن إثراؤه لصنع من 10 إلى 12 من القنابل النووية، وبعبارة أخرى كانت إيران بالفعل على عتبة أن تكون دولة نووية، لقد قضينا آلاف الساعات من التفاوض للحصول على هذا الحق، على الرغم من أن إيران كان أمامها بضعة أشهر لإنتاج المواد الانشطارية الكافية للقنبلة النووية. حينها قامت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الدبلوماسية المضنية بحشد حلفائنا الأوروبيين المترددين بما في ذلك الصين والهند وروسيا وتركيا لتنفيذ عقوبات مشددة على إيران؛ من أجل حثّها على التفاوض وتجميد البرنامج".

ويتابع: "يتساءل البعض لماذا لم تشمل الصفقة النووية السلوك الإيراني السيئ والمزعزع للشرق الأوسط بما في ذلك دعمه لحزب الله ونظام الأسد الوحشي في سوريا؟ إنه سؤال جيد.. ويجيب: نحن لم نكن نستطيع جلب أي قضية أخرى كانت أكثر أهمية في ذلك الوقت من البرنامج النووي، كانت الثقة صفراً والخلافات عميقة. لم نتفاوض معهم منذ 1997".

ويتابع: لقد اتحد العالم معنا حول القضية النووية، لكننا اعتقدنا أنه سيكون من السهل التعامل مع إيران غير نووية فيما يتعلق بالمسائل الأخرى. لقد كان اتفاقاً شاملاً بما فيه البروتوكول الإضافي، لقد كان من 159 ورقة شمل كل صغيرة وكبيرة في برنامجها النوي، مقارنة باتفاق أمريكا السابق مع كوريا الشمالية، والذي لم يتجاوز 4 صفحات.

ويتساءل: ماذا حققنا؟ ويجيب: قبل أن تحصل إيران على دولار واحد، قامت بإزالة 97 في المائة من مخزونها من اليورانيوم، ودمرت بالفعل النواة في برنامجها النووي العسكري، ودمرت أكثر من 13 ألف جهاز طرد مركزي وأوقفت تخصيب اليورانيوم من موقع فوردو العسكري تحت الأرض، وهذا ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكثر من 8 مرات في تقاريرها الرسمية.

وتابع: لقد كنا مرتاحين من إزالة إيران من عتبة الدولة النووية لمدة تصل إلى 20 عاماً، وبسبب عمليات التفتيش الدائمة لن تستطيع أن تنتج قنبلة نووية، ولن تكون حمقاء للبحث مرة أخرى عن برنامج جديد لإنتاج القنبلة النووية. ويبدو أنه من غير المنطقي أن تترك أمريكا اتفاقاً نووياً يعمل.

ويختتم بتساؤل: لكن ماذا لو ابتعدنا عن الصفقة النووية التي تعمل بشهادة الوكالة النووية؟ ويجيب: ستجد أمريكا نفسها معزولة أمام العالم وحتى حلفائها. وسوف نسلّم المتشددين في إيران رسالة انتصار، وسوف نرسل رسالة للعالم بأن أمريكا تغيّر كلمتها وموقفها من أي اتفاق أو مفاوضات. إن نجاح الصفقة النووية يعني أننا لن نكون في محل صراع عسكري وشيك مع إيران مجدداً، ويمكننا التركيز على الملف النووي الكوري الشمالي. لقد كانت الصفقة النووية اتفاقاً ناجحاً نتأكد منه باستمرار عن طريق عمليات التفتيش المستمرة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org