اختتم مؤتمر "مستقبل العمل" أعماله، أمس؛ حيث حَظِيَ المؤتمر الذي نظّمته الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية "أشرم"، بمشاركة قيادات من الشركات العالمية، وحضور أكثر من ٦٠٠ خبير محلي ودولي في مجال الموارد البشرية.
وناقشت الجلسة الختامية للمؤتمر سُبُل تنمية قيادات الشركات في دول مجلس التعاون، وآليات التغلب على التحديات والوصول للنجاح في هذا القرن الذي يتحول للاعتماد على الكمبيوتر بدلاً من الكوادر البشرية.
وذكر نائب رئيس الجمعية ومدير عام الموارد البشرية في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك"، محمد الشهري، أن جلسات المؤتمر رَكّزت على تعريف الشباب والفتيات بكيفية الاستفادة من فرص العمل الحالية والمستقبلية؛ فمع دراسات تُبَيّن أن 47% من المهن ستُلغى في أمريكا وحدها، وتوقعات بتولي "الروبوت الآلي" لحوالى 15 مليون وظيفة خلال العشرين سنة القادمة، بات من الضروري عقد تلك المؤتمرات لتأهيل جيل المستقبل لمواجهة تحديات سوق العمل.
وأشار "الشهري" إلى أن المؤتمر حرص على اختيار حوالى 40 طالب من الجامعات السعودية؛ ليكونوا نواة لجيل المستقبل القادر على اغتنام الفرص الموجودة في سوق العمل؛ حيث تهدف الجمعية من خلال أنشطتها، لتأهيل الشباب السعودي والخليجي التأهيل التقني والمهني اللازم لتسعى الشركات إلى استقطابهم للعمل والاستفادة من قدراتهم.
واعتبر الفعالية فرصةً جيدةً للاستفادة من التجارب المحلية والعالمية في الموارد البشرية؛ حيث استقطب أكثر من 15 متحدثاً من رواد الموارد البشرية من شركات عالمية؛ كـ"الفيسبوك" و"جينيرال إليكتريك"، وسعى من خلال ورش العمل المتخصصة إلى تزويد القيادات بالتقنيات اللازمة لاكتشاف قدرات الموظفين، وتوظيفها بالشكل الملائم لتحقيق أهداف شركاتهم.
وبيّن أن هناك خللاً في مفهوم الموارد البشرية في منطقة الخليج؛ فالبعض يعتقد أنها مجرد إدارة لاستقبال السير الذاتية والتوظيف؛ وهو ما يخالف الواقع فالموارد البشرية هي العامل الرئيسي في نجاح الشركات واستمرارها، من خلال قدرتها على استقطاب الموظفين واستخراج قدراتهم؛ ليكونوا قيمة مضافة؛ مما يؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد الكلي للمملكة ودول الخليج.
ونوّه بأن "أشرم" تهتم بعقد المؤتمرات والندوات المتخصصة التي تساهم في تمكين القادة في الشركات والمؤسسات في المملكة والشرق الأوسط، من النجاح، وتساعد بتزويدهم بنماذج الإدارة الفعالة لتدريب الكوادر البشرية وتحقيق الاستفادة القصوى منهم، وقد قامت الجمعية مؤخراً بتوقيع مذكرة تفاهم مع معهد تشارترد للأفراد والتنمية في منطقة الشرق الأوسط، تهدف لإثراء المحتوى الخاص بالجمعية وإجراء دراسات مشتركة تخص سوق العمل في المملكة والمنطقة العربية ككل.
يُذكر أن الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية "أشرم"، تأسست منذ أكثر من ٢٠ عاماً، من مجموعة أفراد من منسوبي شركة "أرامكو" السعودية، كمنظمة غير ربحية، قبل أن تتوسع دائرة أعمالها لتستهدف إدارة وتنمية الموارد البشرية بالمملكة والعالم العربي، وإكساب العاميلن في المجال المهارات والخبرات والتقنيات المناسبة، وتعريفهم بالاستراتيجيات الحديثة والناجحة التي يلزم تبنيها والعمل بها، والتي تسعى لتمكين الكوادر البشرية؛ لأنها محور نجاح كل الشركات والمنظمات.