بعد نصف قرن.. "تاريخية ينبع" تعيد المكان والزمان إلى الحياة

بمشاركة نسائية على المستوى الوطني
بعد نصف قرن.. "تاريخية ينبع" تعيد المكان والزمان إلى الحياة

عادت تاريخية ينبع ببيوتها التي بنيت من الحجر المنقبي وأخشاب "المورنت" و"الجاوي" و"التك" وجذوع النخيل والأثل وأسواقها التي تحمل في زواياها ذكريات ضجيج الباعة والحمالين كل صباح وتمتد شرايينها إلى مصر والسودان والشام واليمن قبل أن يغادرها في زمن الركود.

إعلان مضى عليه سنوات لإعادة "ينبع التاريخية" والتي هجرت لأكثر من نصف قرن بنقلها من النسيان والفراق إلى الحضور والعناق وإعادة ضخ الدماء لكن في شرايين جديدة تستهدف الأسر المنتجة وصناعة السياحة مع الحفاظ على روح المكان الممتد عمره لأكثر من أربعمائة سنة.

ليست حبراً على حبر بل يد تُنجز وتحمل حجراً على حجر ليصطف من جديد بشموخ وزهو يطل على ساحل وأفق بعد أن تصدعت جدرانه وتهاوت أركانه واختفى من طرقاته المارة ومن بيوته طرق الأبواب.

حضور الرئيس العام لهيئة السياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان شخصياً لزيارة المنطقة التاريخية ووقوف أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان بنفسه على سير العمل كان الداعم الأول للإنجاز والذي ساهم في عقد عدد من الاتفاقيات مع الشركات الكبرى العاملة في ينبع، يضاف إليه إيمان محافظ ينبع المهندس مساعد بن يحيى السليم بأهمية ينبع التاريخية وإسهامات ملاك المباني في المنطقة التاريخية وجهود رجال الأعمال والشركات الكبرى وفي مقدمتها سابك وأرامكو السعودية والهيئة الملكية للجبيل وينبع.

محافظ ينبع كان يؤكد في أكثر من مناسبة على اهتمامه بإبراز ينبع كإحدى أهم الواجهات السياحية على البحر الأحمر، ودائماً ما يذكر أن ينبع غنية ومتنوعة اقتصادياً وثقافياً وتراثياً واجتماعياً وأن أهالي المحافظة بحرها ونخيلها وجبالها يعملون بكل طاقاتهم من أجل إبراز هذه الجوانب.

واستمر "السليم" يكرر إعلان التحدي ذاته أثناء مشروع تاريخية ينبع "إن إعادة المكان ليست مهمة شاقة بل إعادة الإنسان إلى المكان "وظل يعمل على مدى سنوات ليأتي اليوم الذي تكتظ فيه المدينة العتيقة وواجهتها البحرية بأهالي المحافظة وزائريها.

الحضور الكثيف رغم ظروف الاختبارات طيلة الأيام الماضية والعرض المرئي الذي وقف عليه "السليم" في ساحة المنطقة التاريخية بحضور عدد من المسؤولين والقياديين بالشركات الكبرى وأعيان ينبع ينبئ أن المهرجان الذي سيدشنه أمير المنطقة يوم الأربعاء 27/4 ويستمر إلى يوم 5 / 5/1438هـ سيكون إضافة قوية إلى روزنامة برامج هيئة السياحة والتراث الوطني.

وأوضح مدير مكتب السياحة بينبع سامر بن علي العنيني أن الاستعدادات مستمرة وتشرف عليها نخبة من شباب ينبع الطموح وتشهد لأول مرة مشاركة عناصر نسائية منظمات وضيوف على المستوى الوطني، مضيفاً أن "التاريخية" بكافة مرافقها تتهيأ لانطلاقة فعاليات المهرجان الذي يهدف إلى تعزيز وتطوير عملية الاستثمار السياحي وتسليط الضوء على المنطقة كحقل جيد للاستثمار وإيضاح صور التلاحم بين الموروث الشعبي والمنجزات الحضارية التي تعيشها ينبع وإتاحة الفرصة لجميع صور الإبداع الأدبي والفني وتعميق روابطه بالموروث مع التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية والعادات والقيم التي حث عليها ديننا الحنيف.

وأوضحت رئيسة اللجنة النسائية بالمهرجان تغريد حامد الحربي أن ملتقى "بنات البلد" يهدف إلى إبراز الهوية الينبعية لفتيات ينبع ودمجهم في سوق العمل وإظهار ما يتمتعن به من مواهب متعددة سواء في التدريب أو الأعمال اليدوية وتفعيل المسؤولية الاجتماعية في إبراز ومشاركة الأسر المنتجة.

وأبانت أن الملتقى يستقطب نساء مجتمع مبدعات وشخصيات مؤثرة تحكي مسيرتها نحو النجاح من خلال برنامج "حديث السمر" كما يقدم برامج وورشاً تدريبية في تطوير الذات وتربية الأطفال وتهيئة الأسرة الصغير ويضم أركاناً لمواهب الأطفال وصقلها وتنميتها.

 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org