

شهدت جزيرة تاروت التابعة لمحافظة القطيف بالمنطقة الشرقية والتي تتصف بالهدوء والتراث القديم 3 جرائم خلال 7 أشهر ماضية، ففي شهر شوال العام الماضي شهدت تاروت محاولة قتل عمدة الجزيرة عبدالحليم آل كيدار وهي ليست الأولى، إذ سبق أن تعرض لمحاولات قتل وحرق.
كما كشف آل كيدار أنه أُصيب بطلق ناري في صدره وكسر أحد أضلاعه، مؤكدًا أن كل هذه الحوادث لن تزيده إلا قوة، ومعبرًا عن شكره لأهالي تاروت وأفراد المجتمع كافة على وقوفهم معه.
الجريمة الثانية تمثلت في اختطاف قاضي دائرة الأوقاف والمواريث في القطيف، الشيخ محمد الجيراني، صباح يوم 13 من شهر ديسمبر 2016 من قِبل مجموعة ملثمة أثناء خروجه من منزله بجزيرة تاروت التابعة لمحافظة القطيف.
وعلى الرغم من محاولات الشيخ الجيراني مقاومة المجموعة الملثمة التي اختطفته، وكذلك محاولة زوجته إنقاذه، إلا أنهم اقتادوه للمركبة، فيما تم العثور على حذائه والمشلح الذي كان يرتديه في موقع الحدث، وما زال الشيخ الجيراني إلى اليوم غائبًا عن الأنظار والجهات الأمنية تبحث عنه.
وتأتي الجريمة الثالثة التي شهدتها جزيرة تاروت وهي استشهاد رجل أمن مساء أول أمس الثلاثاء في جزيرة تاروت أثناء خروجه من عمله، إذ كان رجل الأمن موسى دخيل الله الشراري يرتدي الزي المدني ويستقل مركبته الخاصة واعترضه شخصان بعد خروجه من عمله مركز "تاروت القديم" الساعة الرابعة عصرًا، وأطلقا النار عليه من سلاح من نوع رشاش وبعد قتله سرقا محتويات المركبة وهي سلاح رشاش ومسدس وستر واقية وبعدها فروا من الموقع.
نبذة عن جزيرة تاروت
تقع جزيرة تاروت على الضفة الغربية من الخليج العربي، وهي ثاني أكبر جزيرة في الخليج بعد جزيرة أوال أو ما يسمى الآن بـ (البحرين)، وتقع شرق القطيف داخل خور واسع من البحر يحيط به غربًا ساحل القطيف وجنوبًا ساحل الدمام وشمالاً رأس تنورة الممتد إلى محاذاة الجزيرة من الشرق، وتعد جزيرة تاروت أوسع الجزر الواقعة على شاطئ الخليج داخل المملكة، بل أكبر جزيرة فيه بعد جزيرة البحرين وتبلغ مساحتها نحو 70 كم2.
تاريخ جزيرة تاروت يرجع إلى أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد، فهي من أقدم البقاع التي عاش فيها الإنسان، ومن أقدم بقاع شبه الجزيرة العربية، وهي إحدى مكونات واحة القطيف في المنطقة الشرقية من السعودية، وقد أخذ اسمها من عشتار أو عشتاروت التي ترمز إلى (الحب والحرب) عند البابليين والكنعانيين ومنهم الفينيقيون.
وكانت جزيرة تاروت هي أهم مراكز مملكة دلمون وصاحبة الدور الكبير في تاريخ المنطقة خلال أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، وقد استمر الاستقرار البشري فيها بكل عنفوان ونشاط دللت عليه الاكتشافات الأثرية خلال تلك القرون وحتى يومنا هذا، وهو أمر يندر حدوثه في الكثير من المناطق الأثرية في العالم، فكان لها الدور الأكبر في الحياة التجارية في الخليج، حيث اعتمدت عليها تجاريًا بلاد الرافدين وبقية المنطقة الساحلية في شرقي شبه الجزيرة العربية، وارتبطت بعلاقات وطيدة مع الكثير من المناطق المتحضرة في المنطقة.
تقع قلعة تاروت في وسط جزيرة تاروت في طرف حي الديرة، وقد تم بناء هذه القلعة بين عامي 1515م- 1521م ولكن من غير المعروف حتى الآن من الذي بناها على الرغم من ترجيحات بعض بحاثة الآثار من أن أهالي القطيف وتاروت بنوها لتحميهم من هجمات البرتغاليين إبان غزواتهم إلا أن بعضًا آخر من البحاثة يرى أن الغزاة البرتغاليين هم الذين بنوها لتحميهم من هجمات الأتراك ضدهم إلا أنهم اضطروا لتسليم القلعة عام 1559م وخرجوا من تاروت إلى جزيرة أوال (البحرين) الآن.