تحدي السيول.. أين العقوبات؟

تحدي السيول.. أين العقوبات؟

أمطار الخير والبركة التي هطلت خلال الأسبوعَيْن الماضيَيْن على أغلب مناطق السعودية ننتظرها - ولله الحمد - سنويًّا بفارغ الصبر؛ وذلك لحاجتنا الماسة إليها؛ لتساهم - بإذن الله - في ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي وصلت إلى مستويات متدنية؛ وتتطلب منا ترشيدًا في استهلاك هذا العنصر المهم، خاصة أنه لا يوجد لدينا مصادر ثابتة نعتمد عليها، كالأنهار أو البحيرات؛ ولذلك فإن هطول هذه الأمطار بتلك الكثافة - ولله الحمد - من عوامل الخير التي تبشر - بإذن الله - بمستقبل واعد، يخفف من استهلاكنا لتحلية مياه البحار التي نعتمد عليها كثيرًا في مياه الشرب، بوصفنا دولة من كبرى دول العالم في الاعتماد على مياه التحلية، وما يتطلبه استخراجها بهذه الطريقة من إنفاق كبير للحصول على هذه المادة المهمة.

يصاحب هطول الأمطار وجريان الأودية في كل عام بعض الظواهر الخطيرة التي يقوم بها عدد من المتهورين بهدف الاستعراض والتباهي والتفاخر، وبقصد كسب الكثير من المتابعين عندما ينشرون تلك البطولات الوهمية على مواقعهم، وذلك عندما يقومون بالخوض في الوادي أثناء جريان السيول بسياراتهم؛ لإثبات أنهم لا يهابون المخاطر، ويقطعون الأودية عرضًا، بالرغم من عدم الحاجة الماسة لذلك!! ويزداد جنون العظمة لديهم عندما يشاهدون تجمهرًا كبيرًا من الناس، وترتفع نسبة حب الأنا والمباهاة متفاخرين بأنهم يستطيعون عمل ما لم يعمله غيرهم.

مثل هؤلاء يجب معاقبتهم، وعدم تركهم يعرّضون أنفسهم والآخرين ورجال الدفاع المدني للخطر من جراء إنقاذهم من وسط السيول، وما يترتب عليه من مشاكل محققة، تعصف بالمنقذين بسبب تهور هؤلاء، وحبهم للاستعراض في الأماكن الخطرة.. وكم شاهدنا الكثير من الفيديوهات التي راح ضحيتها الأبرياء من جراء محاولتهم إنقاذ هؤلاء في مواقف من الممكن تفاديها، ولكنها مشيئة الله قبل كل شيء، ثم عنجهية المتهورين.

أضم صوتي للمطالبين بمعاقبتهم ماديًّا، وسجنهم تأديبيًّا، ومعاملتهم مثل المفحطين في العقوبات؛ فضررهم وخطرهم متقارب.. وأتمنى من رجال الأمن التصدي لهم عند ضفاف الأودية، أو الاستدلال عليهم من خلال ما يتم بثه لبطولاتهم المزعومة.. ومن الضروري تكثيف التوعية حول هذا الجانب، وإيضاح خطره على النفس والمجتمع، وما يسببه من مخاطر للمتجمهرين والمنقذين على حد سواء.

ازدياد هطول الأمطار في السنوات الأخيرة ساهم في تنامي هذه الظاهرة، وأصبحت تشكّل خطرًا؛ يجب التصدي له بشكل عاجل.. ولن يتم ذلك إلا بفرض عقوبات تأديبية بحق هؤلاء حماية لهم وللآخرين.

أتمنى من الدفاع المدني عمل دورات مجانية قصيرة لتأهيل الراغبين في عملية الإنقاذ وسط السيول؛ بحكم أننا بدأنا نستقبل في السنوات الأخيرة كميات كبيرة من الأمطار؛ تتطلب تدريبًا على كيفية التعامل معها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org