"ترامب" يحطم إرث "أوباما - الملالي" .. هنا أبرز ثغرات "النووية" والإستراتيجية الكبرى

دعا إلى التحقيق في علاقة إيران بكوريا الشمالية .. عقوبات للحرس الثوري و"كيري" لا يصدق
"ترامب" يحطم إرث "أوباما - الملالي" .. هنا أبرز ثغرات "النووية" والإستراتيجية الكبرى

أوفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ بكل وعوده حتى آخرها إعلانه أمس، عدم تصديقه الاتفاق النووي، الذي وصفه بأنه "عارٌ على أمريكا"، وأعلن أنه لن يصادق على التزام إيران بالصفقة النووية، واتهمها بخرق هذا الاتفاق السيئ.

وعلى الرغم من أن إعلانه لا يعني تمزيق الاتفاق النووي حرفياً إلا أنه يضع الكرة في ملعب الكونجرس ذي الأغلبية الجمهورية الذين عبّروا، أمس، لوسائل إعلام أمريكية بأنهم متحدون تماماً مع خطاب ترامب؛ وأكّدوا أنهم يؤيدون كلمة "ترامب".

توجيه للمخابرات

كما بات واضحاً أن عدم تصديقه على الاتفاق يعني فعلياً أن على الكونجرس إعادة فرض العقوبات على إيران، وهو ما سيعتبر خرقاً واضحاً للاتفاق، ويشير إلى نهاية فعلية لهذا الاتفاق، كما أصدر ترامب؛ توجيهاً لأجهزة المخابرات الأمريكية للتحقّق مما إذا كانت إيران تتعاون مع كوريا الشمالية بخصوص برامجها للأسلحة.

سؤال وعقوبات

وقال "ترامب": "إذا لم نتمكّن من التوصل إلى حل بالعمل مع الكونجرس وحلفائنا فسوف نلغي هذا الاتفاق"، كما قال للصحفيين عند سؤاله لماذا لم يقرر إلغاء الاتفاق الآن: "سنرى ما سيحدث خلال الفترة القصيرة المقبلة، ويمكنني فعل ذلك على الفور، وأعطى ترامب؛ وزارة الخزانة أيضاً سلطة فرض عقوبات اقتصادية على أناس في الحرس الثوري الإيراني أو كيانات مملوكة له رداً على ما تصفه واشنطن بجهوده لزعزعة استقرار وتقويض خصوم إيران في المنطقة.

السعودية ترحب

وفور انتهائه من إعلانه توالت ردود الأفعال الدولية المؤيدة للموقف الأمريكي والمعارضة لها؛ حيث قالت وكالة الأنباء السعودية، أمس الجمعة، إن السعودية ترحب بالإستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة تجاه إيران، مشيرة إلى أن رفع العقوبات سمح لإيران بتطوير برنامجها للصواريخ الباليستية، وزاد من دعمها للجماعات المتشدّدة.

تأييد ومعارضة

وقالت المملكة: إن طهران استفادت من العائدات المالية الإضافية لدعم جماعة "حزب الله" اللبنانية الشيعية، وحركة الحوثيين في اليمن، كما تبعتها الإمارات والبحرين في تأييدهما للخطوات الأمريكية ضدّ هذه الصفقة وسلوك إيران، وعبّروا عن دعمهما للموقف الأمريكي الجديد، فيما عبّرت روسيا وأوروبا والصين عن معارضتها إلغاء الاتفاق النووي مع طهران.

ثغرات الاتفاق!

ويبقى التساؤل ما الثغرات التي جعلت من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ يرفض التصديق على الاتفاق، إحدى هذه الثغرات هي بند الغروب؛ حيث يعتبر هذا البند الخلل الأكثر وضوحاً بحسب وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون؛ ويتضمن الاتفاق عبارة بند الغروب التي تنص على أن بعض القيود التقنية المفروضة على الأنشطة النووية تسقط تدريجياً اعتباراً من 2025.

إرجاء المشكلة

وأخذ هذا الجزء الحصة الأكبر من المفاوضات، حسب وسائل إعلام، ويقول منتقدو الاتفاق إن تلك القيود عندما تنتهي مدتها ستكون إيران قادرة على تصنيع أو السعي لتصنيع أسلحة نووية؛ حيث اعتبر "تيلرسون"؛ أن هذا الأمر لا يؤدي سوى إلى إرجاء المشكلة إلى وقت لاحق قائلاً "يمكننا تقريباً البدء بالعد العكسي للحظة التي سيتمكّنون فيها من استئناف قدراتهم النووية"، وبالتالي فإن واشنطن تطالب بإطالة أمد القيود بشكل دائم.

اتفاق فضفاض

كما تصف الإدارة الأمريكية الاتفاق بالفضفاض؛ حيث استخدمت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي؛ عبارة "اتفاق فضفاض" لوصف الاتفاق النووي، وركزت على إبراز ثغراته، واعتبرت "هايلي"؛ أن المجموعة الدولية أعدت الاتفاق بشكل يجعل من المتعذر انتقاد طهران حتى بسبب أنشطتها غير النووية وإلا فإنه ينهار، وقالت: "سواء ارتكبت إيران انتهاكاً كبيراً أو صغيراً، فإن الاتفاق لا ينص سوى على عقاب واحد وهو إعادة فرض العقوبات، وفي حال إعادة فرض العقوبات فإن طهران تصبح معفية من كل التزاماتها".

السماح بالتفتيش

كما ينتقد الرئيس "ترامب"؛ عدم قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة بمراقبة تطبيق الاتفاق النووي على القيام بعمليات تفتيش أوسع نطاقاً للمواقع العسكرية في إيران، وطالبت "هايلي"؛ بالسماح بعمليات التفتيش للتأكد من عدم احتفاظ طهران ببرنامج نووي عسكري سري، ورفضت طهران فرضية عمليات تفتيش مواقع عسكرية.

لائحة اعتراضات

كما أن دور طهران في الشرق الأوسط هو من الثغرات المهمة؛ حيث عبّرت إدارة "ترامب"؛ عن أسفها لأن التقدم الذي تحقق عبر اتفاق عام 2015 لم يجعل إيران جارة أفضل في الشرق الأوسط، وتشمل لائحة اعتراضات وزارة الخارجية الأمريكية: الدعم المادي والمالي للإرهاب والتطرف، ومساعدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وارتكاب فظاعات ضدّ الشعب السوري، وزعزعة الاستقرار في دول أخرى، والعداء القوي لإسرائيل، والتهديدات المتكررة لحرية الملاحة، والقرصنة المعلوماتية وانتهاكات حقوق الإنسان، والاعتقال العشوائي لرعايا أجانب.

انتهاك روحه!

وتنتقد إدارة "ترامب"؛ أيضاً أنشطة إيران غير النووية، وعلى رأسها برنامجها الباليستي غير المشمول في الاتفاق، وقال "تيلرسون"؛ إن الاتفاق النووي "لا يشكل سوى جزءٍ من قضايا عدة يجب أن نعالجها في علاقتنا مع إيران"، واعتبرت واشنطن مراراً أن الإيرانيين ينتهكون روح الاتفاق؛ لأن هدفه كان تشجيع الاستقرار والأمن في المنطقة، وهذا لم يحدث حتى الآن.

تحطيم الإرث

ترى وسائل إعلام أمريكية أن "ترامب" حطم إرث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما؛ بعدم تصديقه على الاتفاق النووي الذي على الأرجح دخل مرحلة الموت السريري؛ حيث عبّر رئيس مجلس النواب الأمريكي بول رايان؛ بالقول إنه يؤيد قرار الرئيس الأمريكي فيما يتعلق بالاتفاق النووي، وهو موقف قوي حيث يحظى بول رايان؛ بتأثير قوي في الأغلبية الجمهورية.

صراع الجناحيْن

وأعرب السيناتور الجمهوري عن ولاية أركنساس توم ألكوتن؛ في بيان له، عن تأييده الكامل والمطلق لعدم تصديق الرئيس ترامب على الصفقة، وأضاف أنه يعطي الفرصة للكونجرس وأمريكا على إصلاح عيوبها، كما عبّر عن تأييده الكبير للإستراتيجية الأمريكية الجديدة في مواجهة طهران، قائلاً إنها دعوة للنظام الإيراني إلى الاستيقاظ .

من جهتها، قالت زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي، في بيان لها، إن القرار يخدم إيران ويعزل أمريكا، وحول الأموال التي تلقتها إيران، قالت إنها أموال تخصّ إيران، وكانت مجمّدة بموجب العقوبات، وردّت من جهتها رئيسة الوفد المفاوض لاتفاق إيران وندي شيرمان؛ على خطاب الرئيس الأمريكي، بالقول: ليست هناك روح للاتفاق.. هناك آليات مراقبة، وتحقق من التزام طهران بالاتفاق النووي.

حجج زائفة!

وقال نائب الرئيس الأمريكي الأسبق جو بايدن؛ على حسابه في "تويتر"، إن التخلي عن الاتفاق النووي من قِبل أمريكا يعزل أمريكا وليس إيران.. أما وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري؛ فقد كان رده غاضباً؛ حيث دعا الدول الست الكبرى الموقّعة على الاتفاق النووي، إلى عدم التخلي عن الصفقة بسبب حجج زائفة يقدّمها الرئيس ترامب في خطابه.

مهلة الـ 60 يوماً

وإلى حين انقضاء مهلة 60 يوماً ستدخل المنطقة مرحلة جديدة بدت ملامحها تلوح في الأفق بعد الإستراتيجية الأمريكية الكبيرة لمواجهة إيران التي بدأت بمواجهة "حزب الله" وفتح ملفاته القديمة، وانتهت أمس، بإعلان الإستراتيجية الشاملة لمواجهة رأس النظام في طهران.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org