تصويت مصر!!؟

تصويت مصر!!؟

هل لا تزال مصر هي أُمّ الدنيا، أم أنها اختلفت في الآونة الأخيرة..؟

الأحداث الأخيرة والتقلبات العالمية ومجريات التصويت على قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن جعلتنا نعرف مَن يكون معنا، ومع الاتفاق العربي، ومع التحالفات العربية، ومَن يخذلنا..؟

في نيويورك كانت هناك قرارات تخص الشعب المغلوب على أمره في سوريا، وكانت القرارات تصبُّ في صالح الشعوب العربية لوقف الدماء والهدر العام لكل أبجديات الحياة، ولكن ــ ومع الأسف الشديد ــ تم وأد القرار بفيتو ظالم من الروس ممن هم مستفيدون جدًّا من بقاء الحرب والدمار في سوريا، وليس حلب وحدها. ونحن إذ نألم من حق النقض الروسي إلا أننا تألمنا كثيرًا من موقف الإخوة الأشقاء في مصر، ومندوب مصر في الأمم المتحدة؛ فما هكذا تكون الأُخوّة والعروبة، وما هكذا تؤكل الكتف أيها الدبلوماسي.. ليتنا كنا يدًا واحدة بتنسيق عربي إسلامي، بما يخدم الأمتين، وليتنا لم نكن متفرقين، وليت الإخوة في مصر لم يصوّتوا، ولزموا الصمت؛ لكان أهون وأعز لنا، وأتقى من التأويلات التي حصلت من الإعلام الغربي ومن غيرهم من أعداء الأمة المتربصين بنا من كل جانب..!

ما كان يجب على (الإخوة الأشقاء في مصر) مَسْك العصا من الطرفين، وكنا نتأمل من الإخوة الأشقاء في مصر الحبيبة (مصر العروبة، مصر الأزهر) أن تنظر إلى الشارع العربي وإلى مصلحة العرب أولاً وعاشرًا، وأن تكون كما كانت مع الوحدة، وضد تفريق الكلمة..!

من سلبيات التصرف المصري أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمغردين، انتقدوا - على سبيل المثال -استمرار المساعدات السعودية لمصر في ظل موقفها ضد الشعب السوري..!

وكنا نأمل أن تقف مصر في خندق واحد مع العرب، وأن يكون موقفها واضحًا وضوح الشمس؛ فمصر دولة عظمى في المنطقة، ولا تحتاج إلى الاختباء وراء الأصابع، وبعد ذلك تفسر موقفها..!

نتمنى أن لا يكون في مخيلة البعض مزيدٌ من الابتزاز؛ فزمن العطاءات قد رحل وولَّى، ولا عودة لتلك الأزمنة، رغم فشل مجلس الأمن في حل الأزمة السورية، ورغم أن استخدام الفيتو الروسي كان مهزلة قوية، استنكرها العقلاء في العالم، إلا أننا في المملكة العربية السعودية ماضون في الحزم والعزم على تنفيذ الأجندة التي تصبُّ في صالح الأمة، ولن نقف مكتوفي الأيدي مهما كلفنا ذلك..!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org