تَعَرّف على خطة "جوجل" الكبرى للاستحواذ على مليار مستخدم جديد

تستهدف خدمات لا تحتاج إلى إنترنت وفتح أسواق جديدة في الهند
تَعَرّف على خطة "جوجل" الكبرى للاستحواذ على مليار مستخدم جديد

"الناجح لا يمكن أن يقف عند نجاحه؛ بل يبحث عن نجاح آخر"؛ وذلك هو المثل الذي طبّقته "جوجل" بحذافيره؛ فكلما نجحت في مجال بحَثَت عن مجال آخر تُحقق فيه نجاحات أخرى أكبر وأوسع.

كلما نجح محرك بحثها، سعت لتطوير موقع الفيديوهات "يوتيوب"، وكما نجح "يوتيوب" سعت لتطوير نظام تشغيلها "أندرويد"، وسيطرت على سوق التكنولوجيا بأكمله، وسعت لابتكار سيارات ذاتية القيادة.

ولكن بعدما وصل مستخدمو خدمات "جوجل" لأكثر من مليار مستخدم حول العالم؛ فماذا سيكون الهدف الجديد في عيد ميلادها الـ18.

كشفت مواقع تقنية عديدة عما وصفته بـ"الخطة الكبرى" لـ"جوجل" من أجل الاستحواذ على مليار مستخدم جديد للإنترنت يفضلون خدمات جوجل.

ونقدم في التقرير الآتي أبعاد تلك الخطة والخدمات التي ستقدّمها فيها:

يوتيوب جو

أعلنت "جوجل" قبل أيام من عيد ميلادها الـ18، عن إطلاقها موقعاً وتطبيقاً جديداً للإنترنت اسمه "يوتيوب جو"، الذي يمكنه أن يعمل حتى لو لم يكن هناك شبكة إنترنت في المنطقة التي تنتقل إليها.

ويعتمد الموقع الجديد على تخزين الفيديوهات التي يشاهدها المستخدم في وقت سابق؛ حتى لو كان هناك خدمات إنترنت بطيئة السرعة جداً، وعرضها له في وقت لاحق حينما لا يكون هناك تغطية لشبكة الإنترنت.

وتم بناء الموقع والتطبيق بالكامل من الألف إلى الياء؛ بحيث لا يحتاج لتغطية إنترنت قوية؛ بل يحتاج فقط إلى تغطية ضعيفة جداً لبعض الوقت، ثم لا يحتاج أي إنترنت على الإطلاق.

وكانت الشركة الأمريكية قد أطلقت التطبيق قبل عامين تقريباً ولكن في أسواق الهند وإندونيسيا والفلبين فقط؛ في محاولة منها لتغطية المزيد من الأسواق الغائبة عنها، ولاستفادة تلك الأماكن من اتساع رقعة أراضيها، وعدم تغطية حكوماتها لشبكة الإنترنت في كل الأماكن، وضعف سرعات خدمات الإنترنت فيها.

محطات "جوجل"

تخطط "جوجل" حالياً لتأسيس شبكات "واي فاي" مجانية في عدد واسع من محطات القطارات والحافلات والمطارات حول العالم.

وستخصص تلك الخدمة في الأسواق الناشئة، التي تستهدف "جوجل" الاستحواذ على تواجدها واستخدامها لخدمات "جوجل" المختلفة.

ودشنت "جوجل" ذلك الأمر في إبريل الماضي بتأسيسها أول شبكة "واي فاي" مجانية في محطات القطارات الرئيسية في الهند؛ بدءاً من مومباي، والتي بدأتها بـ10 محطات فقط؛ لتصل الآن إلى 50 محطة، ومتوقع أن تنتقل الشركة بخدماتها الجديدة تلك إلى دول عديدة في العالم.

لغات متعددة

بدأت "جوجل" في إبرام اتفاقيات مع وسائل إعلام عديدة لبثّ المزيد من الخدمات بلغات متعددة؛ بحيث تصبح جميع خدمات "جوجل" متاحة بجميع لغات الأرض الحية.

ومن المتوقع أن يشمل هذا الأمر أكثر من 67% من خدمات جوجل الحالية، التي تعاني قصوراً من عدم تغطيتها لعدد من اللغات الحية والمنطوقة على سطح الأرض.

ولن تكتفي بذلك الأمر؛ بل سيمتد اتفاقها مع وسائل الإعلام تلك إلى إمدادها بمختلف أنواع المحتوى بتلك اللغات؛ بحيث يجد من يتحدث أي لغة في العالم ما يريد متابعته من أخبار ومقاطع فيديو وصفحات ويب وموسيقى ومنتديات وصور، ومعرفة نتائج ومواعيد مباريات الرياضات المفضلة لديه وأخبار الطقس في بلده، دون الحاجة إلى ترجمة ذلك للغة الإنجليزية أو أي لغة أخرى قريبة له.

التحميل

تعاني بعض الأماكن حول العالم من ضعف في خدمات الإنترنت بصورة كبيرة؛ مما يجعل تحميل أي ملف أو صورة أو فيديو يستغرق وقتاً طويلاً، وهو ما يعوق -بصورة كبيرة في تلك الأماكن- انتشار خدمات "جوجل" لديها؛ بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

لذلك قررت "جوجل" أن تُطَوّر من متصفح الإنترنت الخاص بها "كروم"؛ بحيث يكون التحميل من خلاله أسهل وأسرع بكثير جداً عما هو جارٍ حالياً.

وأشارت مصادر داخل "جوجل" إلى أن تحديث "كروم" الجديد سيسمح بتحميل أي ملفات أو صور أو مقاطع فيديو عبر خدمات الجيل الثاني للإنترنت "G2"، ولن يضطر المستخدم للانتظار حتى يكون متاحاً له خدمة إنترنت لاسلكي "واي فاي"، أو أن يحصل على خدمات الجيل الثالث "G3" أو الجيل الرابع أو الخامس.

مواقع التواصل

فشلت "جوجل" كثيراً في لفت الانتباه إلى موقع التواصل الخاص بها "جوجل بلس"، ولم تتمكن في هذا المجال من منافسة شعبية "فيسبوك" الطاغية حول العالم، والذي يصل عدد مستخدميه إلى نحو 1.5 مليار مستخدم نشط شهرياً.

ودارت بين الشركتين حرب ضروس في الاستحواذ على مستخدمي الإنترنت؛ خاصة أن "فيسبوك" شعرت أن "جوجل" تستغلها للحصول على أرباح أكثر من إعلانات جوجل "Google Ads"؛ لذلك عطّلت -بصورة كبيرة- ولوج مستخدميها إلى المواقع التي تضع إعلانات "جوجل"، وقللت من أرباح "جوجل" بصورة كبيرة.

كما أعلنت "فيسبوك" عن تقنية "إنستانت أرتكيلز" أو "المقالات المنبثقة"، التي لا تسمح بالولوج إلى المواقع عن طريق "جوجل"؛ بل تجعل الولوج يتم عن طريق "فيسبوك" فقط، ووعدت بأن تدشّن تقنية إعلانات مماثلة لتقنيات "Google Adsense".

وعطلت كذلك "فيسبوك" انتشار فيديوهات "يوتيوب" عبر موقعها، في مقابل اهتمامها بقوة بإظهار خدمة نشر الفيديوهات الجديدة الخاصة بها، ونشر خدمات البث المباشر للمستخدمين.

ولكن "جوجل" لم تقف مكتوفة الأيدي في تلك الحرب؛ بل تُخطط حالياً للاستحواذ على موقع كبير في التواصل الاجتماعي، ودعمه بصورة كبيرة؛ ليكون منافساً حقيقياً لـ"فيسبوك".

ووجدت الشركة الأمريكية ضالتها في موقع التدوين المصغر "تويتر"، الذي حاز على شعبية كبيرة في سنوات قليلة؛ حيث وصل عدد مستخدميها النشطين لـ316 مليون شخص شهرياً؛ ولكن بعد فترة "تويتر" أدركت أن إمكانياتها المحدودة لن تُمَكّنها من الصمود أمام صراع الكبار؛ حيث وصلت خسائرها الإجمالية في آخر 10 سنوات إلى نحو ملياريْ دولار مع عجز يُقَدّر بـ1.6 مليار دولار منذ طرح أسمهمها في البورصات قبل عامين، بالإضافة لتباطؤ نسبة مستخدميها النشطين بـ15%.

لذلك بدأت فعلياً صفقات الاستحواذ تنهال عليها؛ ولكن الصفقة الأبرز يبدو أنها ستكون من نصيب "جوجل"؛ خاصة أن منافسيها أبعدُ كثيراً من قدرات "جوجل" المهولة مثل شركتيْ "فيريزون"، و"سيلز فورس" الأمريكيتين.

المعركة في الهند

يبلغ عدد سكان الهند نحو 1.3 مليار نسمة، وتحولت منذ فترة إلى ساحة تنافس رئيسية ما بين شركات الإنترنت؛ خاصة وأن معظم مواطنيها ليسوا من مستخدمي الإنترنت؛ لذلك تسعى "جوجل" حالياً -بصورة حثيثة- إلى دفع الجانب الأكبر من أولئك الناس إلى استخدام الشبكة العنكبوتية؛ حتى تصل إلى هدفها المنشود بدعم خدماتها بمليار مستخدم جديد.

وتقدم "جوجل" من أجل ذلك الأمر ما أطلقت عليه مبادرة "الإنترنت من أجل الفقراء"، بتقديم خدمات إنترنت محددة لتلك المناطق الفقيرة بصورة محددة.

واتبعت "جوجل" في هذا الأمر نهجاً ذا شقين؛ أولهما: تحسين خدمات الاتصال بشبكة الإنترنت في عدد واسع من الأماكن الفقيرة والعامة في الهند، ولعل أبرزها محطات القطارات وعدد من الميادين العامة في المدن الفقيرة.

أما الثاني: فيركز على تقديم خدمات خاصة أسهل يمكنها أن تجعل القطاعات الفقيرة في الهند على اتصال بالإنترنت، مثل خدمات لا تحتاج إلى شبكات اتصال، أو تعمل وفق خدمات الإنترنت الضعيفة جداً.

ويبدو أن صراع "فيسبوك" و"جوجل" انتقل أيضاً إلى الهند؛ خاصة بعدما عقد مؤسس فيسبوك "مارك زوكربيرج" مؤتمراً صحفياً في الهند، عبّر فيه عن اهتمام شركته الكبير بتوسعة نطاق مستخدمي "فيسبوك" في الهند؛ خاصة وأن مستخدميها توقفوا عند 130 مليون شخص فقط، وهو ما وصفه "زوكربيرج" في المؤتمر الصحفي قائلاً: "هنا في الهند مجموعة كبيرة من الإعلانات غير المستغلة، التي ينبغي أن نستغلها بأن نصل إلى كل سكان ذلك البلد".

وتابع قائلاً: "مهمتنا منْح كل شخص في العالم القدرة على مشاركة كل ما هو مهم بالنسبة له، وربطه بأي شخص آخر حول العالم"، وتساءل قائلاً: "كيف يمكن لأكبر ديمقراطية في العالم أن يكون بها مليار نسمة لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت؟".

ورد على "زوكربيرج" المتحدث باسم "جوجل" قائلاً: "بدلاً من الكلام الطنان، نحن فعلياً سَبَق وبنينا شبكات ثقة مع مستخدمينا، وساعدنا أول مليار مستخدم للإنترنت على التواصل مع العالم؛ لذلك سنسعى لبناء شبكات إنترنت في الهند للحصول على المليار مستخدم الآخرين".

وتابع قائلاً: "نحن فعلياً بدأنا في ربط شبكات الإنترنت ما بين الهند كلها؛ خاصة وأن هناك كثيراً من الشبكات غير المرتبطة مع بعضها؛ بسبب عدم وجود وسائل الانتقال السلسة بسبب وقوعها في مناطق جبلية، وبُعدها عن المراكز الحضرية الكبرى".

ومضى بقوله: "كما حدّثنا بقوة خرائط جوجل الخاصة بالهند؛ بحيث توضح لمستخدمها كيفية الانتقال من مكان آخر، وأنسب وسيلة مواصلات ومدى سهولة أو وعورة الطريق الذي سيسير فيها؛ خاصة تلك الأماكن الواقعة في مناطق جبلية أو بعيدة عن المراكز الحضرية".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org