تُعد قرية الجعرانة أفضل الأماكن لمن كان في مكة المكرمة وأراد الإتيان للعمرة، وتأتي في مقدمة أربعة مواقع، وفيها أحد أهم المساجد التاريخية والأثرية التي لها شأن عظيم في تاريخ الإسلام، والذي يبعد عن الحرم المكي الشريف 25 كيلومتراً، وتعتبر الواجهة الشمالية الشرقية لقاصدي مكة المكرمة.
ولتسليط الضوء أكثر على أهمية منطقة الجعرانة، قال لـ"سبق" الدكتور سمير برقة، الباحث في التاريخ المكي ومعالم السيرة النبوية: "الجِعرانة -بكسر الجيم-، وينطقها أهل مكة اليوم بضم الجيم، هي قرية صغيرة قريبة من الحرم، فيها مسجد يعتمر منه أهل مكة، إذ تعتبر حدّ الحرم المكي من الشمال الشرقي لمكة المكرمة، نزلها النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قسّم غنائم هوازن، مرجِعَه من غزوة حنين، وأحرم منها، وله فيها مسجد، وهو الذي يعرف بـ"مسجد الجعرانة"، وفيها بئر جعرانة جاء فيه «إن النبي -صلى الله عليه وسلم- غرز رمحه، فنبع الماء موضع الكر مرجعه من حنين وقسم عليه الفيء »".
وتابع: "منها أحرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمرته الثالثة، واعتمر بعد غزوة الطائف لما رجع من حنين، وكانت عمرته -صلى الله عليه وسلم- في شهر ذي القعدة من السنة الثامنة من الهجرة".
ولفت "برقة" إلى أنه "بحسب قول الفقهاء أن أفضل الأماكن لمن كان في مكة وأراد الإتيان بالعمرة أربعة مواقع، أفضلها من الجعرانة لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحرم منها، والثاني من الحديبية لأنه أحرم ولم يتم لأجل المعاهدة، والثالث من التنعيم حيث أمر -صلى الله عليه وسلم- أمنا السيدة عائشة بالإحرام من التنعيم، والرابع أي مكان يجمع بين الحل والحرام".
وحذر من المخالفات العقائدية التي يرتكبها بعض قاصدي المسجد، مضيفا خلال حديثه لـ"سبق": "بما أن المنطقة تشهد هذه الأيام ازدحاماً شديداً يجب تسهيل جميع الخدمات للمعتمرين وتوعيتهم بمناسك العمرة والحج".
