ثري سعودي ولكن في الخـارج..!!

ثري سعودي ولكن في الخـارج..!!

أتساءل كثيرًا: ما الفائدة المرجوة من دخول اسم "ثري سعودي" ضمن قائمة أغنياء العالم، وتصنيفه من بين الأكثر مالاً وثروة، في حين قد لا يجد جاره في الحي القريب من سكنه دعوة منه لتناول "وجبة عشاء"، أو مائدة طعام عامرة في قصره الفاخر المسكون فراغًا، أو يحصل منه أحد من أبناء وطنه على تذكرة طيران مع إقامة يومَيْن لأداء العمرة، لا لبخل، وإنما لأن الكثير من الأغنياء في الواقع يعيشون في عالم افتراضي آخر، وفي غيبوبة عن إدراك مَن حولهم..؟!!

ومن هنا لن نسمع ونشاهد تكفُّل أحدهم بإكمال دراسة طالب محتاج لطلب العلم لدى أي من الجامعات المعترف بها في الخارج، أو حتى دفع مصاريفه للالتحاق بمعهد علمي خاص طالما الجامعات – للأسف - والكليات لدينا في كل عام لا تستقبل العديد من الطلبة أصحاب النِّسَب العالية والمتفوقين دراسيًّا بعد تخرجهم من الثانويات العامة الراغبين فعلاً والحالمين بمواصلة تعليمهم الجامعي..!!

هؤلاء الأثرياء - وهم كُثُر كما تشير تلك الإحصائيات والدراسات التي يجريها خبراء في هذا الشأن، من خلال المجلات والصحف المعنية بالاقتصاد والبنوك ومتابعة رجال الأعمال في البورصة - قليل منهم مَنْ يدعم ويساهم في المجالات الاجتماعية والأنشطة الثقافية والعلمية والصحية والفكرية والأدبية لوطنهم وأبناء وطنهم، وهذا غير كافٍ - حقيقةً - فهناك الكثير من الاحتياجات والعديد من المتطلبات التي يحتاج إليها الفرد في مجتمعنا خاصة لتبني مشروعاتهم واختراعاتهم وأفكارهم ورغباتهم وهواياتهم، كالمبادرة بإنشاء معاهد بحوث ومشاريع ومقار متكاملة، تنمي في نفوسهم وعقولهم وخلجات قلوبهم الثقة الكاملة، والقدرة على الإنتاج والإبداع والتألق وتحقيق النجاح في النهاية..!!

إن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد ونحن نسمع من أخبار من خلال وسائل الإعلام المختلفة عن ذهاب بعض ثرواتهم من الملايين فيما لا يفيدهم في المقام الأول، وكذلك فيما لا يفيد المقربين منهم ومجتمعهم كله؛ ما يدل على حاجة مثل هؤلاء الأثرياء إلى مديري أعمال ناصحين ومخلصين، يتمتعون بالصدق والأمانة، يزرعون في نفوسهم وعقولهم أن مثل هذه النعمة من الثروات لا بد أن يروا نتائجها في عيون الناس من أبناء بلدهم؛ ففي تلك سعادة حقيقية، بدلاً من تشجيعهم على استنزاف أموالهم على البذخ المبالَغ فيه، وهدرها بجنون وهوس بحثًا عن المظاهر الفضفاضة بين الشواطئ العالمية، وشراء البيوت في الريف الأوروبي بملايين الدولارات، دون أن يسكنوها..!!

مشاريع كثيرة تحتاج إلى رؤوس أموال ورجال أعمال حقيقيين داعمين بقوة للنهوض بأبناء وطنهم، ودفعهم نحو القمة، وتحقيق أحلامهم، من خلال تبني خطواتهم المستقبلية، ومنحهم جزءًا من الاهتمام لبناء مستقبلهم.. فالشباب السعودي لديه الطموح الكافي والثقة والإبداع والفكر المميز، ولا يحتاج سوى للمال؛ ما جعل الكثير منهم يتجه إلى مجالات أخرى لا تناسبه، ولا يجد ذاته الحقيقية فيها؛ وبالتالي قلَّ الإنتاج، وخَفَتَ العطاء، وماتت الرغبات لديه.. وهنا نقول ونؤكد أن دور الأثرياء السعوديين مفقود ما عدا الوجود الفعلي من خلال أغلفة المجلات وأخبار الصحف وقنوات التلفزة العالمية..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org