عندما تنظر لكواليس حياة حفظة كتاب الله، ستُذهل مما يعيشونه من سعادة وتوفيق، ويغمر ذلك تنافس أفراد الأسرة على تاج الوقار الذي يعم بخيره عليهم.. تلك المقدمة كانت ملخصاً لأحد نماذج حفظة كتاب الله، ومن خطف الأضواء الأشهر الماضية، بعد لقائه بإمام الحرم المكي الشيخ عبدالرحمن السديس، وما دار بينهما من كلمات تناقلتها وسائل الإعلام آنذاك؛ إلا أن فارسها صحح معلومة خاطئة انتشرت دون تثبّت من بعض القنوات الإعلامية.
الشبل النيجيري "عامر أحمد هوساوي" البالغ من العمر ١٤ عاماً، أحد طلبة معهد الحرم المكي، ومَن يحفظ كتاب الله كاملا، وأحد الذين اشتهروا بعذوبة الصوت، وكذلك تمكنه من حفظ القرآن وإجادته، ونال جوائز كبرى نظير ذلك.
وعن لقائه بإمام الحرم المكي الشيخ عبدالرحمن السديس وما دار بينهما من كواليس، قال "هوساوي": "الإعلام تناول اللقاء بطريقة غير صحيحة؛ فالشيخ السديس لم يقل لي ستكون إماماً للحرم؛ بل قال أتمنى أن تكون إماماً لذلك، بعدما قبّل رأسي، وكان معجباً بصوتي، وهذا فضل من الله وحده".
أما ما يتعلق بحياته ونشأته مع القرآن الكريم، فقال لـ"سبق": بدأت حياتي مع القرآن وأنا ابن السادسة من عمري، وختمته في غضون ٤ أعوام فقط.
وأضاف "هوساوي": "حفظ القرآن الكريم ليس بالشيء الصعب؛ بل تتجلى الصعاب بحفظ القاعدة النورانية التي بإتقانها تكون قد قطعتَ أكثر من نصف المشوار، والتحدي في حفظ كتاب الله".
مؤكداً أن الداعم له -بعد الله- في إتمام حفظ كتاب الله هما والداه اللذان سبقاه في هذا الوقار، ويسير بقية أفراد العائلة المكونة من ٦ أطفال -يكبرهم "عامر"- على النهج القرآني؛ إذ تمكنت شقيقته التي لم تكمل ١٢ من عمرها على حفظ ١٦ جزءاً حتى الآن؛ بينما تمكنت الأخرى التي تصغرها سناً من حفظ ٥ أجراء حتى الآن.
وأشار "هوساوي" بقوله: حققتُ جائزة مسابقة التحبير في مكة المكرمة العام الماضي، وكذلك نلت المركز الأول في مسابقة المَهَرة بإذاعة القرآن الكريم في شهر رمضان الماضي، وقبلها نلتُ أول هدية من والدي عندما تفوقتُ في حفظ كتاب الله، وكانت عبارة عن هاتف محمول".
وأردف: القرآن الكريم لا تتعارض دراسته وحفظه مع صفوف التعليم العام؛ بل بفضل الله أصبحتُ متفوقاً في دراستي، ووصلت الصف الثالث المتوسط ومستواي العلمي متفوق ولله الحمد.
وعن برنامجه اليومي قال "هوساوي": "لدينا ورد يومي في المنزل لاستذكار حفظ كتاب الله، وغالباً يكون أكثر من جزء، وعن كونه استغرق شهراً كاملاً في حفظ جزء عم آنذاك".
وأتبع قائلاً: "تأثرت بالقراء: المشايخ محمد أيوب، وبندر بليلة، وزكي داغستاني، وأسمتع لهم كثيراً".
وعن أمنياته، أكد "هوساوي" أنها تكمن في ثلاثة نقاط: (حصوله على الجنسية السعودية، وإمامته للحرم المكي، وإكمال دراسته الجامعية في تخصص علوم القرآن الكريم).
يشار إلى أن الشبل "هوساوي" كان قد حقق في شهر رمضان المبارك جائزة برنامج "المهرة" في النسخة الثانية، ونظّمتها إذاعة القرآن الكريم بالتعاون مع جمعية "خيركم" لتحفيظ القرآن الكريم بجدة، وكان مقدار الجائزة ٣٠ ألف ريالاً.